كادت تمر أربعينية الفنان الكبير إيدير في صمت لولا الالتفاتة الجميلة التي بادر بها مجموعة من الفنانين الجزائريين والفرنسيين، بإطلاق أغنية مصورة على فايسبوك أول أمس، وأعادوا واحدة من أشهر أغاني الراحل المسماة "تيزي وزو"، بتوزيع رائع من الفنان الجزائري صافي بوتلة.

شارك في الأغنية المغنيان الفرنسيان الشهيران فرانسيس كابريل وماكسيم لوفوغيستيي الذي أدى مقطعا بالأمازيغية. كما وُشحت بروح جزائرية بأصوات أمال زان وسعاد ماسي وطاوس أرحاب وشمسو فريكلان ولالجيرينو، كل من بيته، فضلا عن مشاركة المجموعة الصوتية إيكوزيوم التي ضمت حوالي خمسين صوتا، والعمل من إنتاج بلوم للتوزيع. واستحضر الفنانون فقيد الأغنية الأمازيغية وسفيرها في العالم عبر فيديوهات نُشرت على صفحة بلوم في فايسبوك.

وقال صافي بوتلة: "بفضل هذه الأرضية استطعنا تكريم أخينا وصديقنا إيدير؛ نتذكره دائما بخصاله وصبره ومبادئه وحكمته ولطفه، التي أضاءت الشخصية الجزائرية، وبموهبته وأمازيغيته".

من جانبها، قالت سعاد ماسي إن هذا التكريم يمثل واجب عرفان أمام فنان كبير. أما شمسو فريكلان فأكد أن المبادرة التكريمية تمثل ذكرى سيد عظيم، أعطى الكثير للموسيقى الجزائرية والثقافة الأمازيغية عبر العالم؛ "بالنسبة لي هي عودة إلى أصولي، خاصة أني أغني لأول مرة بلغتي الأم، وهي القبائلية". وتابع يقول: "إنه مشروع جمع العديد من الفنانين على شخص واحد، هو إيدير". وأشار مغني الراب لاجيرينو إلى أنه شارك في تكريم استثنائي لفنان استثنائي، وقال: "إيدير هدهد طفولتنا، وألهمني، وهو قدوة بالنسبة لي".

أما الفنانة طاوس أرحاب فقالت: "إن هذا التكريم يمثل ما أكنه من الحب والتقدير الكبيرين لهذا الفنان، هذه الأسطورة التي هدهدت طفولتي. تشرفي المشاركة في التكريم". وأردفت: "تبقى حيا في قلوبنا". كما أشارت آمال زان إلى أن هذا التكريم جاء مقابل ما قدمه هذا الفنان الكبير للثقافة والهوية الأمازيغية والجزائرية والعالمية.

وتحدث فرانسيس كابريل عن ذكرياته وقال: "في كل مرة ألتقي إيدير أشعر بشخص هادئ ورزين ولطيف وقوي معنويا وحامل لرسائل سلام، إنه شخص يحمل السلام في داخله، هادئ روحيا، ويعرف أن ما يدافع عنه حق". وأشار المغني الفرنسي وصديق الفقيد ماكسيم لوفوغيستيي، إلى أن الأغنية التكريمية جمعت فنانين من ضفتي البحر الأبيض المتوسط، لتخليد ذكرى إيدير.

على صعيد آخر، نشرت عائلة الفنان إيدير، أول أمس، صورة نادرة له بالأبيض والأسود مع عائلته تعود إلى فترة طفولته، على صفحة الفنان الراحل الرسمية على فايسبوك، بمناسبة أربعينية الراحل؛ إذ وافته المنية في 2 ماي المنصرم بفرنسا بعد صراع مع مرض أصاب رئتيه. وكتبت عائلة المرحوم على حائط الصفحة: "اليوم أربعينية أبينا، أبي الجميع، رحمة الله عليه". وأردفت: "شكرا لرسائلكم العديدة التي دخلت مباشرة القلب".