انطلقت التظاهرة الثقافية "24 ساعة مسرح دون انقطاع" بمدينة الكاف التونسية، أوّل أمس، بمشاركة قياسية للعروض المسرحية تمثّل عددا من الدول. وستشارك أعمال مسرحية جزائرية هي "ساعة صفر" للمخرج فوزي بن براهم، و"أنا وعيالي والشيطان" للمخرج وحيد عاشور، و"خدام الرجال سيدهم" لمحمد بلعباس. وستستقبل الندوة الفكرية "المسرح والثقافات" المخرج المسرحي هارون الكيلاني، لتقديم مداخلة تخصّ الموضوع العام للقاء العلمي.
يقدَّم العرض المسرحي "ساعة صفر" بعد غد الجمعة بقاعة العروض الكبرى بفضاء مركز الفنون الدراميّة بمدينة الكاف. وهو عمل أخرجه فوزي بن براهيم مدته 70 دقيقة. ويبرز في قالب فكاهي وساخر التناقضات التي تطبع يوميات المتزوّجين، وهو عرض أقرب إلى الكوميديا الشعبية، توازن من خلال رؤيتين مختلفتين للحياة الزوجية، بين المحافظة الرجعية والرغبة الجامحة في العصرنة المبالغ فيها.
وتتناول المسرحية التي كتب نصها العمري كعوان وجسّد شخصيتيها الرئيستين هاني محفوظ ومحمد بن داود، قصتي "حمودي" و"كريم" اللذين يتخبطان في المشاكل الزوجية مع المقارنة بين نمطي حياتيهما المختلفين.
ومسرحية "الساعة صفر" التي أنتجتها جمعية "أنيس" الثقافية لمدينة سطيف، هي دعوة لتوقيف الزمن من أجل الوقوف على واقع لم يتخلّص بعد من الطابوهات.
وبخصوص مسرحية "أنا وعيالي والشيطان" التي أنتجتها فرقة "البليري" من قسنطينة، فتروي معاناة الأزواج في دراما كوميدية طريفة طغت عليها الحركة، وسط ديكور بسيط، يتمثّل في غرفة الفيلسوف وزوجته، لم يفلح الشيطان في النيل من الزوجين. وانتهى العرض بوفاء الزوجة وخيبة الشيطان، في نسج على منوال الراحل "توفيق الحكيم" في مسرحية "الشيطان في خطر".
أمّا مسرحية "خدام الرجال سيدهم" فأنتجتها جمعية "أحباب المسرح" للفنون الدرامية لولاية البويرة، وهي عبارة عن عمل مونودرامي من تأليف وإخراج وتمثيل محمد بلعباس، ويتناول هذا العمل الوضع الاجتماعي للعمال الفقراء، وهذا في قالب هزلي ودرامي. 
وبالعودة إلى التظاهرة الثقافية التي ستحتفي باليوم العالمي للمسرح المرتقب يوم 27 مارس الجاري، تم ضبط برنامج ثري ومنوّع. ففضلا عن العروض المسرحية المتواصلة على مدار الساعة لمدة ستة أيام قادمة من مختلف نقاط العالم، نظّم القائمون على الحدث، ندوة فكرية شعارها "المسرح والثقافات"، حيث سيلقي المخرج المسرحي هارون الكيلاني مداخلة حول "موقع المسرح من دائرة التفاعل الإنساني فكرا وإبداعا".
والتظاهرة ينظمها مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف، وتتواصل التظاهرة إلى يوم 28 مارس 2015، ويحتوى البرنامج كذلك على العديد من الندوات والجلسات الثقافية والورشات التكوينية.