قيمتها مليون دولار
جائزة ”الآغا خان” للمتحف الفلسطيني
- 558
أعلنت لجنة التحكيم العُليا لجائزة الآغا خان للعمارة 2019، عن فوز المتحف الفلسطيني بالجائزة التي تبلغ قيمتها مليون دولار أمريكي، مع خمسة مشاريع عالمية أخرى، تنافست ضمن القائمة القصيرة للجائزة، والتي تضم 20 مشروعا من 16 دولة مختلفة لدورة هذا العام. ستوزع الجوائز في حفل في مدينة قازان الروسية في خريف عام 2019.
وفقا للجنة التحكيم، فقد حاز المتحف الفلسطيني، والذي صممه المكتب المعماري الإيرلندي هينغان بينغ، وصممت حدائقه المهندسة الأردنية لارا زريقات، على هذه الجائزة تقديرا لدوره كبيئة حاضنة للمشاريع الإبداعية والبرامج التعليمية، ودوره في تعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة وحيوية على المستويين المحلي والدولي، وتعزيز التعليم بالأدوات الثقافية، والحوار الديمقراطي وثقافة الانفتاح وقبول الرأي الآخر. إضافة إلى تميز تصميمه المتناغم مع المشاهد الطبيعية الريفية المُحيطة و«السناسل” الجبلية التي تمتاز بها التلال الفلسطينية، ولا ينسجم المبنى جماليا مع البيئة المحيطة فحسب، لكنه أيضا حاصل على شهادة الذهبية للريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (LEED)، بسبب تقنيات بنائه المُستدامة، وتروي حدائقه التي تتدرج نزولا على امتداد التل، مختلف مراحل حكاية التاريخ الزراعي والنباتي في فلسطين.
يعد المتحف الفلسطيني أول مشروع معماري جديد في فلسطين يحصل على جائزة الآغا خان، والجدير بالذكر، أن هناك مشاريع ترميم فلسطينية حصدت هذه الجائزة سابقا، وهي مشروع إعادة إعمار البلدة القديمة في الخليل، لجنة إعمار الخليل (1998)، ومشروع ترميم مبنى دار اليتامى الإسلامية في البلدة القديمة في القدس، مؤسسة التعاون (2004)، ومشروع إعادة إحياء المركز التاريخي لبيرزيت، رواق مركز المعمار الشعبي (2013)، وفي هذا السياق، يكون المتحف الفلسطيني المشروع الثاني لمؤسسة التعاون الذي يحصد هذه الجائزة.
كما تُعتبر جائزة الآغا خان واحدة من أقدم الجوائز المرموقة في مجال العمارة، وتختار المشاريع بناء على معايير مختلفة، بداية من تلك التي تُعنى بتحسين الأحياء الفقيرة، وانتهاء بالأبنية الخضراء، ليس استنادا إلى تميزها على مستوى العمارة فقط، إنما لما تُحدثه هذه العمارة، من أثر فارق على مستوى تحسين جودة الحياة العامة في بلدانها.
عبرت الدكتورة عادلة العايدي ـ هنية، مدير عام المتحف الفلسطيني، عن فخرها بهذا التكريم، قائلة ”نُثمن دور مؤسسة الآغا خان في دعم التنمية عبر العالم، ونعتبر هذا التكريم إنجازا لفلسطين. كلنا فخر أن يكون لفلسطين متحف حديث وصديق للبيئة، ويحظى بهذا التقدير، خاصة أن المتحف الفلسطيني يحمل خصوصية تميزه عن غيره من المتاحف، فهو المتحف الذي يقع في دولة محتلة، مما يحرم أكثر من نصف جمهوره في غزة وفي الشتات من الوصول إليه، إضافة إلى أنه محاط بالمستوطنات، ونحن نستطيع أن نرى البحر بعيدا في الأفق دون أن نستطيع الوصول إليه. وسط كل هذا يأتي المتحف في أروقته وحدائقه كمساحة حرة للفلسطينيين، لاستكشاف تاريخهم والتفكير في الحاضر وصناعة المستقبل”.
حصد المتحف الفلسطيني هذه الجائزة مع مشاريع؛ إحياء مدینة المحرق في البحرين، ومشروع أركاديا التعليمي، جنوب كنارشور-بنغلادش، وبرنامج تنمية الأماكن العامة في جمهورية تتارستان، ومبنى محاضرات جامعة عليون ديوب في بامبي ـ السنغال، ومركز واسط للأراضي الرطبة في الشارقة. الجدير بالذكر، أن المتحف تنافس على هذه الجائزة ضمن قائمة قصيرة تضم عشرين مشروعا معماريا مميزا.
للإشارة، تأسست جائزة الآغا خان للعمارة من قبل الزعيم الروحي ورجل الأعمال الآغا خان الرابع عام 1977، لتشجيع المشاريع المعمارية التي تنجح في تلبية احتياجات وتطلعات المجتمعات التي يتواجد فيها المسلمون بأعداد كبيرة. تقدر الجائزة نماذج معمارية تمتاز في مجالات التصميم المُعاصر، والإسكان الاجتماعي، وتحسين المجتمعات وتطويرها، والحماية التاريخية، وإعادة استخدام المساحات وترميمها، بالإضافة إلى هندسة المناظر الطبيعية وتحسين البيئة. مُنحت الجائزة منذ إطلاقها قبل 42 عاما، لـ116 مشروعا، ووثقت أكثر من تسعة آلاف مشروع معماري.