المتحف الجهوي "العقيد علي كافي" بسكيكدة

جناح خاص بـ"هجمات الشمال القسنطينيّ"

جناح خاص بـ"هجمات الشمال القسنطينيّ"
  • 868
ق. ث ق. ث

يضم المتحف الجهوي "العقيد علي كافي" الكائن مقره بمدينة سكيكدة، جناحا خاصا بهجمات الشمال القسنطيني التي خاضها مجاهدو الثورة التحريرية المظفرة ضد العدو الفرنسي، ذات العشرين من أوت 1955.
وحسب السيدة سامية بربار مديرة المتحف الجهوي "العقيد علي كافي" بسكيكدة، فإن الجناح يضمّ أرشيفا غنيا لهجمات الشمال القسنطيني من خلال عرضه العديد من صور مهندس هجومات 20 أوت 1955 الشهيد زيغود يوسف. كما يقدم نبذة تاريخية عنه. ويعرض مذكرة بحثية عنه صادرة عن السلطات الاستعمارية، فضلا عن عرض مجسم كبير يتوسط هذا الجناح لزيغود يوسف، إلى جانب منظاره العسكري الذي قدمه أحد المجاهدين هدية للمتحف.
وتضيف السيدة بربار أنّ جناح "هجمات الشمال القسنطيني" بالمتحف، يضم أيضا، قصاصات صحفية تتحدّث عن 20 أوت 1955 من خلال جريدة "برقية قسنطينة" (la dépêche de Constantine )، والتي تطرقت لهجوم وانتفاضة الشعب الجزائري في هذا اليوم الأغر. كما يحوز المتحف على شريط وثائقي خاص بالشهيد زيغود يوسف، من إنتاج المركز الوطني للدراسات التاريخية.
ويعرض المتحف كذلك، مقالات بعض الصحف الدولية، التي تطرقت للقتل الهمجي للشعب الجزائري، وأخرى خاصة برد الفعل الفرنسي على المواطنين عقب الهجومات في شوارع مدينة سكيكدة، فضلا عن خريطة لهجومات الشمال القسنطيني، وفقا لنفس المصدر.
هذا الجناح يضمّ أيضا لوحات مرسومة من طرف فنانين جزائريين لتخليد هذه الذكرى، خاصة منها حدث اعتقال المواطنين المهاجرين، الذين وصلوا إلى ميناء سكيكدة يوم 20 أوت 1955 على متن إحدى البواخر، والمقدر عددهم بحوالي 400 شخص؛ حيث تم جمعهم في ملعب مدينة سكيكدة، وإعدامهم جميعا.
وأردفت السيدة بربار أن الحدث الثاني الذي تم توثيقه من خلال صور فنية والتي يحوز المتحف عليها، هي دفن المواطنين باستعمال الجرافة الموجودة حاليا على مستوى ملعب 20 أوت 1955، والتي كانت استُخدمت في دفن جماعي للشهداء عقب إعدامهم.
وإضافة إلى هذا الأرشيف، يحوز المتحف على تسجيلات تفوق مدتها 17 ساعة، جسدتها إدارة المتحف لشهادات مجاهدين عايشوا الحدث، وكانوا رفقاء درب زيغود يوسف، وهي عبارة عن شهادات حية عن مختلف العمليات التي قاموا بها، وكذا التحضير للهجومات.
ومن بين هؤلاء المجاهدين ذكرت السيدة بربار المجاهد عمارة وموسى بوخميس، وأحمد حفصي.
ويشهد المتحف سنويا زيارات من التلاميذ والمواطنين والطلبة، فضلا عن أعضاء الكشافة الإسلامية الجزائرية للاضطلاع على مقتنياته، وخصوصا الجناح الخاص بأحداث 20 أوت 1955، التي كانت ولاية سكيكدة مسرحا لها.
من جهة أخرى، يحيي المتحف الجهوي للمجاهد "العقيد علي كافي" سنويا، وفق رزنامة وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، ذكرى اليوم الوطني للمجاهد تخليدا للذاكرة الوطنية لهجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام؛ من خلال ندوات تاريخية، ومعارض متنقلة، والوقوف على مختلف المعالم المخلدة لهذا اليوم، حسب السيدة بربار.