"تيك تيكو" لسفيان عطية

حبكة مشوقة بين الأب والابن والزوجة المنتظرة

حبكة مشوقة بين الأب والابن والزوجة المنتظرة
  • 112
مبعوثة "المساء" إلى سعيدة: دليلة مالك مبعوثة "المساء" إلى سعيدة: دليلة مالك

شهد المسرح الجهوي "صراط بومدين" بمدينة سعيدة، أول أمس، عرضا مميزا لمسرحية "تيك تيكو"، التي قُدمت ضمن فعاليات الدورة الأولى للأيام الوطنية للديودراما، في تجربة تجمع بين الكوميديا الاجتماعية والطرح العميق لموضوعات إنسانية من صميم الواقع الجزائري. المسرحية، التي أخرجها سفيان عطية، من إنتاج مشترك بين جمعية "كانفا" وجمعية "الشعلة" للثقافة والإبداع من برج بوعريريج، وجمعت على خشبة المسرح، الممثلين أيوب ثايري ومنير عي.

في قالب كوميدي يعتمد على كوميديا الموقف، تسلط المسرحية الضوء على العلاقة بين أب أرمل وابنه الشاب، اللذين يعيشان معا في بيت تنقصه لمسة الأم ودفء العائلة. يبحث الأب عن زوجة جديدة لتعيد الحياة إلى منزله، بينما يسعى الابن بدوره للزواج، لكن المفارقة تحدث حين يعتقد كل منهما أن المرأة التي ينوي الارتباط بها هي نفسها، قبل أن تنكشف المفاجأة: المرأة أرملة وابنتها الشابة على علاقة بالأب والابن في آنٍ واحد، في وضعية عبثية تدفع بالتصاعد الدرامي إلى أوجه، وسط مشاهد ساخرة تجسد التناقضات والتشابكات العائلية التي قد تنشأ داخل المجتمع.

رغم بساطة الديكور، الذي اقتصر على بعض الأثاث المنزلي الذي يعكس بيئة معيشية مألوفة، إلا أن الممثلين استطاعوا استغلال المساحة المسرحية ببراعة، حيث تحولت الغرفة إلى فضاء درامي متحرك، تملؤه المشاهد الهزلية والمواقف الكوميدية التي تحمل في طياتها رسائل اجتماعية وثقافية.

يقول أيوب ثايري، رئيس جمعية "الشعلة للثقافة والإبداع" وبطل المسرحية، إن العمل يهدف إلى إبراز فكرة أن الفن ليس مقتصرًا على المسرح فقط، بل يمكن للفن أن يكون أسلوب حياة، وأن يتجلى حتى في البيوت، حيث يمكن للضحك والفكاهة أن يكونا وسيلة للتخفيف من قسوة الواقع. وأضاف "المسرحية ترصد يوميات بيت تنقصه الأم، لكن الأب والابن يعوضان هذا النقص بروح الدعابة والمرح، ليؤكدا أن الفن يمكنه أن يوجد في أي مكان، وأن الضحك قد يكون طوق نجاة وسط صعوبات الحياة".

العرض الذي يمتد لخمسين دقيقة، شهد تفاعلًا كبيرا من الجمهور، حيث تماوجت القاعة بين الضحك والتصفيق في مشاهد عديدة، ما يعكس نجاح العمل في ملامسة مشاعر المشاهدين، وإيصال فكرته بسلاسة. يذكر أن المسرحية من إنتاج 2024، وسبق لها أن جالت عدة ولايات جزائرية، حيث قدمت عروضًا في مدن، مثل الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، وباتنة.