احتفالية بستينية ثورة التحرير

حكايات الجزائر في رسومات الأطفال الروس

حكايات الجزائر في رسومات الأطفال الروس
  • القراءات: 3099
مريم – ن مريم – ن
بادرت وزارة الخارجية الروسية مؤخرا، بالتنسيق مع السفارة الجزائرية بموسكو، إلى تنظيم فعالية ثقافية بعنوان "حكايات الجزائر في رسومات الأطفال الروس"، شاركت فيها العديد من المؤسسات التعليمية من مختلف مقاطعات روسيا، احتفالا بستينية الثورة التحريرية.
حاول المنظمون تقديم هذا التراث الثوري الإنساني للأطفال كي يدركوا معاني التضحية وقيم العدل والسلام والحب والارتباط بالأرض والوطن، خاصة أن العالم اليوم أصبح يسوده ضجيج الحروب والنزاعات ويكاد السلم يغيب عن سمائه.
بالمناسبة، عبر السفير الجزائري بموسكو، السيد إسماعيل علاوة في حديثه لتلفزيون «روسيا اليوم»، عن أهمية هذه المبادرة التي تعكس مدى الروابط المتينة التي تجمع البلدين منذ عقود، وتتكرس من خلال الاحتكاك بين الشعبين الصديقين، وأشار بعض المنظمين، منهم سفراء روس سابقون عملوا في الجزائر، إلى أن هذه المسابقة لاقت مشاركة واسعة من الأطفال، حيث قدموا رسومات تعكس ما سمعوه من قصص مروية عن الجزائر وبطولاتها وعن المليون شهيد وكيف كان الناس في هذا البلد الجميل يصارعون الشر ليحرروا بلادهم، كما تناولت تلك القصص والرسومات جوانب أخرى من التراث الجزائري والعربي وكل ما يحمله من سحر ومغامرة.
من جهة أخرى، أعرب بعض الرسميين الروس أن الثورة الجزائرية لا تزال تمثل للأجيال قيم التسامح والعدل والمحبة، وهي قيم لا بد أن تتشبع بها الناشئة، إضافة إلى ذلك، فإن الفعالية تهدف إلى مد جسور التواصل والترابط الثقافي بين البلدين.
إن الحكايات المرتبطة بالجزائر، قلب إفريقيا الحرة، أبدعت لوحات تجسد ما تكون في مخيلة هؤلاء الصغار وما استخلصوه من خلال قراءة القصص الآتية من بلد المليون شهيد، كما شهدت الفعالية بعض النشاطات الفنية، منها عروض راقصة قدمها أطفال روسيا، كالرقصة الشاوية مثلا، حيث ارتدت الفتيات الملحفة ورحن يرقصن على الأنغام الأوراسية الصداحة، ونظم بالمناسبة معرض للباس التقليدي الجزائري، منه مثلا، «البرنوس» و«القشابية» و«الجبة القبائلية» وغيرها، كي يتعرف الجمهور بشكل أكثر عليها، تجسيدا على التراث الجزائري العريق.
ونتيجة لنجاح هذه التظاهرة، ستكون هناك مستقبلا، العديد من هذه الأنشطة المماثلة وستكون المحطة القادمة في الجزائر للتعريف بالثقافة الروسية العريقة.
للتذكير، فإن الاتحاد السوفيتي كان أول دولة في العالم تقيم علاقات دبلوماسية مع الجزائر المستقلة، في 23 مارس من عام 1962، وفي سنوات بين 2001 و2008، قام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بزيارة رسمية إلى روسيا الاتحادية، كما تم توقيع البيان حول الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين.
وتم التوقيع في 8 مارس عام 2006 على اتفاقية تشكيل مجلس الأعمال الروسي الجزائري، وفي نوفمبر عام 2008، عقد في موسكو اجتماع اللجنة الحكومية الروسية الجزائرية الخاصة بالتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني.