مكنت المكتبة الوطنية الجزائرية، مؤخرا، جمهور القراء والباحثين، من الولوج لمحرك البحث الخاص بأرصدة المكتبة، عبر الموقع الإلكتروني www.bibionat.dz، في إطار الرقمنة الشاملة للمكتبة الوطنية الجزائرية.

بالمناسبة، صرح الدكتور منير بهادي، المدير العام للمكتبة الوطنية لـ«المساء"، أن في المكتبة طلبة وباحثين يتنقلون إلى عين المكان للبحث عن الأرصدة والمعلومات والوثائق، لكن الآن يجري ذلك كله عن بعد، من خلال محرك البحث المرتبط بالموقع الالكتروني للمكتبة، بالتالي يستطيع هؤلاء الطلبة البحث عما يطلبوه من كتب ووثائق، ليضيف "أرى ذلك تحولا كبيرا، فمن خلال هذه الخدمة، يمكن للقارئ أن يطلب الكتاب أو يسأل عن وجوده وتوفره وهو بعيد".
سألت "المساء" مدير المكتبة الوطنية عن المستفيدين من هذه المبادرة، فأكد أنها تشمل الجميع، قائلا "إن أي باحث أو قارئ سواء كان منخرطا ببطاقة اشتراك في المكتبة الوطنية، أو كان غير منخرط، يمكنه أن يستفيد، بمعنى أن كل من أراد أن يتعرف على أرصدة المكتبة، عليه أن يدخل الموقع، بالتالي يبحث عن ما يهمه ويطلبه".
بالنسبة للدخول إلى أرصدة المخطوطات، قال الدكتور بهادي، إنه يجري العمل من أجل فتح منصة إلكترونية خاصة بالمخطوطات، والاشتغال عليها جار، كما أشار المتحدث إلى أن المبادرة خدمة للقراء، قائلا "نقدم لهم ما يمكننا تقديمه، علما أن الأمر ليس بالسهل، لكنه خدمة للعلم وواجب ومجهود مبذول".
من جانبه، ثمن المؤرخ البروفيسور عبد القادر دحدوح المبادرة، معتبرا المكتبة الوطنية منارة علمية يفتخر بها الباحثون، مؤكدا أنه نهل الكثير منها، واكتشف فيها مخطوط دفتر أوقاف مدينة قسنطينة في 2010، ليحققه وينشره في كتاب، وكان بمثابة الكنز التاريخي المعرفي ولاقى صدى واسعا، ويضيف أنه رغم وجود الكتاب الرقمي، الذي أخذ حيزا معتبرا، فإن للمكتبة ثقلها وما تقدمه من خدمات خاصة بقسم المخطوطات لا غنى عنها.
للتذكير، فتحت ورشات ولقاءات خاصة بالرقمنة في المكتبة الوطنية، من ذلك تألية ورقمنة مختلف الخدمات ومهام المكتبة، وأحيانا كانت رفقة إطارات من مركز البحث في الإعلام العلمي والتقني (CERIST) وإطارات المكتبة الوطنية الجزائرية، من أجل وضع برنامج عمل، والشروع في تنفيذ المشاريع، منها الموقع الإلكتروني للمكتبة، وتألية مختلف مهامها وخدماتها، وكذا ضبط ونشر بوابة الناشرين الجزائريين على الموقع الإلكتروني.