المنتدى الدولي للفن المعاصر

دعوة إلى الاهتمام بالتشكيلي الإفريقي ودعمه

دعوة إلى الاهتمام بالتشكيلي الإفريقي ودعمه
  • 142
لطيفة داريب لطيفة داريب

أكّد المشاركون في المنتدى الدولي للفن التشكيلي المعاصر الذي احتضنته المدرسة العليا للفنون الجميلة، أوّل أمس، حاجة الفنان التشكيلي الافريقي إلى اعتراف محلي أوّلا، من خلال دعمه وتوفير الفضاءات لعرض أعماله، خاصة وأنّ افريقيا تزخر بمواهب فنية قيّمة فعلا.

بالمناسبة، تحدّثت الفنانة ومنظّمة المعارض الفنية، ياسمينة  عزي عن واقع الفن التشكيلي الجزائري، فقالت إنّ الفنان التشكيلي يحتاج إلى تمويل لتقديم إبداعه، وإلى شراء أعماله، مضيفة أنّ الكثير من المؤسّسات الجزائرية لا تعلم استفادتها بتخفيض في الضرائب في حال شرائها للأعمال الفنية. وتابعت المتدخّلة أنّه قبل أن نبحث عن اعتراف الآخرين بإبداعنا، علينا أن نهتم أوّلا بفنانينا على مستوى قارتنا. كما دعت إلى ضرورة وجود إرادة سياسية لتشجيع ومساعدة الفنانين، خاصة وأنّ العديد من الفنانين الافريقيين معروفون عالميا، لكنّهم يتعرّضون للتهميش في بلدانهم، حتى أنّ بعضهم تخلى عن الفن لصعوبة التخصّص فيه والقدرة على القتات منه.

ذكرت الفنانة مساعدتها للفنانين من خلال تنظيم معارض يقدّمون فيها أعمالهم وكذا نشر إبداعهم في كتب جميلة في دار نشر في ألمانيا، تشترك في إدارتها، لأنّها مؤمنة بضرورة خدمة بلدها. كما نوّهت بقدرة الفنان الجزائري في التعبير لهذا حثّت على مساعدته وحتى تشجيع الأروقة التي بدورها تخدم الفنان، ذاك الإنسان الذي لا يمكن حصره في ريشة، وحسب، بل يمثّل كتلة من الأفكار التي يعكس فيها إبداعه.

وطالبت المتحدّثة بضرورة توفير سوق للفن التشكيلي على المستوى المحلي للتعريف بالفنانين الجزائريين داخل الوطن وتسويق أعمالهم قبل التفكير في تصديرها إلى الخارج. رغم أنّها تتمنى تنظيم معرض في باريس حيث تقيم، يخصّ فقط التشكيليين الجزائريين. من جهته، اعتبر الفنان المصري محمد فتحي أبو النجا، أنّ غياب سوق للفن التشكيلي في الدول الافريقية ومحدودية الجمهور الخاص بالفن التشكيلي، أمران يجب تجاوزهما وإيجاد الحلول لهما، مضيفا أنّه حتى المناهج الأكاديمية في مدارس الفنون الجميلة بالقارة، تهتم أكثر بالتعريف بتاريخ الفن الغربي أكثر بكثير من الفن الإفريقي.

بالمقابل، ذكر التشكيلي أنّ الفن الافريقي المعاصر بدأ في التبلور، خاصة مع الشباب الذين أصبحوا يدركون المعنى الفلسفي للعمل الفني أي تجازوا المادة والشكل وتغلغلوا في الفكرة الأساسية له. علاوة على عدم اهتمامهم بمواقف دولهم حول مواضيع محدّدة بل انشأوا قنواتهم يعرضون فيها أعمالهم بكلّ حرية. وتابع أنّ غياب سوق الفن التشكيلي في الدول الافريقية، خطر، لأنّ السوق الخارجي يستهلك الفنان الافريقي لفترة زمنية معيّنة ثم يلفظه، بيد أنّ استمرارية الفنان مرتبطة بمحليته، فهو مثل المزارع الذي يهتم بمحصوله، مشيرا إلى أنّه في اليابان مثلا يهتمّون بالفنان المحلي وهو ما يجب أن يكون في الدول الافريقية.

أما الفنان النيجيري عزيز سلامي فقد كشف عن وجود عدد كبير جدا للفنانين التشكيليين في نيجيريا لكن في مقابل ذلك، قلة منهم من يستطيع ولوج السوق التشكيلي الدولي، رغم إمكانية حدوث ذلك من خلال بوابة وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفا أنّ الفنان النيجيري يحتاج إلى المزيد من الدعم حتى يزدهر محليا ودوليا، لهذا دعا وزارة الفنون والثقافة النيجيرية إلى دعم هذا الفنان وتسهيل مشاركته في الفعاليات الدولية وهكذا سيزدهر أكثر ويطوّر فنه.

أما الفنانة الكاميرونية لوريان يوغانغ، فتطرّقت في مداخلتها عن الصعوبات الجبّارة التي تعيق مسارها الفني في ظلّ انعدام الدعم من طرف السلطات المحلية المعنية بذلك، مشيرة إلى مواصلتها الإبداع، رغم كلّ هذه العراقيل، وعزمها على المشاركة في الفعاليات الدولية مثلما عليه الحال في مهرجان الفن المعاصر بالجزائر. وتطرّقت الفنانة إلى الثراء الثقافي لدولة كاميرون والذي يمثّل مادة خام بالنسبة لكلّ مبدع، مضيفة أنّها تحثّ المواطنين على شراء لوحاتها بغية الاستثمار في الفن ومساعدتها لمواصلة مسيرتها الفنية، لتؤكّد أهمية أن يكون الفنان صادقا مع نفسه وفنه.