إغلاق أشغال الحفريات بموقع "مرسى الدجاج" بزموري البحري
دعوة لإقامة "متحف موقع" شبيه بجميلة وتيمقاد وشرشال
- 401
❊ فتح موقعين أثريين مشابهين بكل من تلمسان ومسيلة لإجراء دراسات مُعمّقة
❊ مناشدة سلطات بومرداس لإعطاء الموقع حقه من حيث الاهتمام
❊ إعادة فتح الموقع في مارس 2025 ودعوة لتحسين ظروف عمل فريق البحث
دعا فريق العمل المُشرف على أشغال الحفريات بموقع مرسى الدجاج الأثري بزموري البحري، السلطات الولائية لبومرداس، إلى إيلاء أهمية أكبر لهذا الموقع؛ من خلال تحسين ظروف عمل الفريق لا سيما من حيث الإيواء، وتوفير الأمن، حاثا في المقابل، جميع الفاعلين على العمل المشترك؛ بهدف التحسيس بالأهمية التاريخية الكبيرة لهذا الموقع، الذي يُعد أوّل موقع يعود للفترة الإسلامية، يُنقّب في الجزائر؛ ما جعل فريق البحث يطالب بإقامة "متحف موقع" ، يكون موازيا لمتاحف جميلة وتيمقاد وكذا شرشال.
اختُتمت المرحلة السادسة من أشغال الريادة والاستكشاف بموقع مرسى الدجاج بزموري البحري في ولاية بومرداس، مؤخرا، والتي دامت قرابة 20 يوما، أشرف عليها فريق بحث من معهد الآثار لجامعة الجزائر2، يضمّ دكاترة وأساتذة وطلبة. ويُنتظر بعد إغلاق الموقع إعادة فتحه في مارس 2025، لاستكمال أشغال الريادة والاستكشاف.
وفي هذا السياق، كشفت رئيسة فريق البحث المتخصّص الدكتورة عائشة حنفي، عن أنّ الموقع الأثري "مرسى الدجاج" ، أوّل موقع يعود للفترة الإسلامية، يُنقّب في الجزائر، مؤكّدة لـ"المساء" على هامش تنظيم ملتقى بالمكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية بمدينة بومرداس عُرضت خلاله نتائج الحفريات، أنّ معهد الآثار فتح، مؤخرا، موقعين آخرين للبحث والدراسة، بكل من منطقة أشير بولاية تلمسان على الحدود مع الجارة الغربية. ويُنتظر في 14 أكتوبر الجاري، التوجّه نحو قلعة بني حماد بولاية المسيلة، لإجراء دراسات معمقة. ولفتت المتحدثة إلى أنّ ما وُجد بموقع زموري البحري يشبه كثيرا ما وُجد بالموقع الأثري الذي نقّب في قلعة بني حماد.
وعما ينتظر إيجاده في الحفريات الجديدة بهاتين المنطقتين، قالت الدكتورة: "بهذا الشكل تكون الدراسات معمقة سواء بموقع مرسى الدجاج، أو بموقع أشير، وكذا بقلعة بني حماد؛ للتأكيد على أنّ الجزائر خلال الفترة الوسيطة، كان بها تشابه كبير من حيث العمارة، والحضارة التي تتشابه في الصناعات والحرف".
وأبرزت الدكتورة حنفي أنّ المرحلة السادسة من الحفريات بموقع مرسى الدجاج، كان لها "نتائج جميلة جدا" ؛ حيث تمكّن فريق البحث من استخراج منزل ثانٍ بكلّ مرافقه، استُعملت في عمارته تقنيات جميلة جدا تعود إلى نهاية القرن الثالث الهجري؛ أي بداية القرن التاسع الميلادي إلى غاية القرن التاسع الهجري؛ أي الثالث عشر الميلادي.
كما وُجد مرحاض داخل المنزل، وهو ما يعكس، حسب الباحثين، نوعا من التحضّر. ويُبيّن المستوى المعيشي الراقي لسكانه في تلك الحقبة.
ومن بين النتائج أيضا، وُجدت خبّايات من الحجم الكبير، كانت تُستغل في تخزين الحبوب.
وتمكّن فريق البحث من التأكّد من أن المنطقة كانت تجارية بامتياز، استنادا لما ذكرته بعض المصادر. وأشارت محدّثة "المساء" إلى استقبال بروفيسور في الجيولوجيا، أكّد أن المنطقة عرفت زلزالا كبيرا، وهو ما يفسّر وجود جدران مائلة لبعض البيوت، وهو كذلك السبب الذي جعل الناس يغادرون المنطقة في أواخر القرن 14م.
من جهة أخرى، أفادت محدثتنا بأنّ موقع مرسى الدجاج الأثري مهم جدا بولاية بومرداس، يمكن إجراء قراءات كثيرة به؛ حيث أبدت رغبةَ فريق البحث في استكمال عمله الاستكشافي، غير أنّها ربطت ذلك بمدى تعاون السلطات في هذا الشأن؛ من خلال تحسين ظروف العمل، خاصة الاهتمام بتنقية الموقع، ورفع النفايات، وتحسين ظروف الإيواء، وتوفير الأمن.
وختمت بقولها إنّ "مرسى الدجاج" يمكن أن يكون صرحا ثقافيا وسياحيا، مساهما في درّ مداخيل اقتصادية مهمة شريطة إسراع السلطات الولائية في إقامة ما يطلَق عليه "موقع متحف"، الذي يشبه إلى حدّ كبير، المواقع الأثرية لجميلة بولاية سطيف، وتيمقاد بولاية باتنة، وشرشال بولاية تيبازة. "وبذلك لن نضطر في كلّ مرة، لإغلاق الموقع، وإعادة فتحه للاستكشاف، وإجراء الدراسات"، تقول الدكتورة عائشة حنفي.