المهرجان الوطني لأغنية الشعبي

دورة التكريم والاستمتاع والتأكيد

دورة التكريم والاستمتاع والتأكيد
وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي
  • 648
ن. ج ن. ج

تحتضن قاعة "ابن زيدون" بديوان رياض الفتح، الدورة الحادية عشرة من المهرجان الثقافي لأغنية الشعبي، في أجواء مميّزة وحضور غفير تواق يجدّد الموعد بعد سبع سنوات من الغياب، فإلى غاية 15 أوت الجاري، سيستمتع محبو هذا الطابع الغنائي بسهرات مرفوعة لروح محبوب صفار باتي، ووصلات شعبية تصول في الخزان الغنائي الذي أثرته أصوات خالدة أكّدت جزائرية الشعر الملحون وأحقية الافتخار به.

وبمناسبة افتتاح المهرجان، أكّدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي "الدور البارز" الذي يلعبه هذا المهرجان في "اكتشاف وتشجيع المواهب الشابة والجديدة"، مشيرة إلى أنّ تعزيز الانتماء الجزائري لأيّ شكل من أشكال الثقافة يمرّ عبر مسار تاريخي يكشف عن المبادرات الأولى للإبداع الأدبي والفني، وهو ما تسعى وزارة الثقافة والفنون لإبرازه عبر المهرجانات الثقافية التي تربط جمهور الحاضر بالسلف وتعرّف الجيل الجديد على موروثه الثقافي الغزير والمتعدّد. وأضافت الوزيرة مولوجي أنّ فن الشعبي، "نمط أصيل تحوّل إلى ظاهرة فنية لصيقة باليوميات الثقافية للجزائريين، ليصبح منبعا للأمثال والحكم والتجارب المعيشة التي تجبل الأنفس على رزانة السلوك وحسن الخلق، وهو الفن الذي رافق كفاح الشعب الجزائري ضدّ المستعمر الغاشم داخل الوطن وخارجه".

من جهته، أشار محافظ المهرجان، عبدالقادر بن دعماش إلى أنّ عودة المهرجان تأتي بعد سبع سنوات من الغياب عن الساحة الفنية، حيث تقترح طبعته الحادي عشرة برنامجا احتفاليا ثريا"، وأوضح أنّ المنافسة ستستأنف خلال الطبعة الثاني عشرة لهذا المهرجان المقرّرة خلال شهر رمضان لسنة 2023، ناهيك عن النشاطات الأخرى التي اعتيد تنظيمها على هامش هذه التظاهرة الثقافية، مبرزا أنّ "التسجيلات في منافسات الطبعة الـ12 مفتوحة منذ الآن". وعاد المهرجان إلى الواجهة بعد سبع سنوات من الغياب، حيث نُظمت على شرف عبقري الأغنية الشعبية والجزائرية الراحل "محبوب صفار باتي"، الذي قدّم باقة مميزة خلال مساره الفني الحافل سواء كمطرب أو ككاتب كلمات لروائع الأغنية الجزائرية، حيث عُرض فيلم وثائقي قصير يروي حياة والمسار الفني الحافل لمحبوب صفار باتي، لتُكرّم بعد ذلك وزيرة الثقافة والفنون عائلة الفنان المحتفى يبه حيث منحت ابنه جائزة استحقاق.

وتداول على المنصة في هذه السهرة الافتتاحية فنانون من الجهات الأربع للوطن على غرار سمير لعلاق (البليدة) وعيسى بابا عمي (غرداية) وياسين زواوي (بجاية) ورشيد قطافة (مستغانم)، أبدعوا في أداء روائع من الأغنية الشعبية الجزائرية كـ«أجهد كل صاحب "راح الغالي راح"، "كيف عمالي أو حيلتي" و"خليتيني مهموم" و"اش عدبني" و"سال تراش قلبي يعطيك خبارو" و«يا قوت الروح بيك والع" و"محمد هاي سيدي" و"آجي يا نواح"، واختتمها الفنان القدير عبد الرحمان القبي وسط تفاعل كبير للجمهور الغفير الحاضر. للتذكير، ينظّم على هامش المهرجان، اليوم السبت، يوم دراسي تحت عنوان "أغنية الشعبي تعبير للشعر الملحون"، وتحتضنه قاعة "فرانتز فانون" بديوان رياض الفتح، ومن المنتظر أن يشكل إضافة قيّمة للبحث العلمي والتاريخي في هذا المجال ويسلط الضوء على المرجعية التاريخية والأدبية للملحون الجزائري وكذا دوره في كتابة التاريخ وفي مساندته وحمله لرسالة ثورة التحرير المجيدة.

وسيكون هذا اليوم الدراسي، حسب المنظمين، مناسبة لترسيخ وتأكيد جزائرية الشعر الملحون بالدليل التاريخي والنصي والأدبي، كأحد أعمدة المقومات الثقافية للهوية الجزائرية، بالإضافة إلى التنويه عن مساهمته في كتابة التاريخ، وعن دوره إبان ثورة التحرير الوطنية. بالمناسبة، من خلال تقديم 4 محاضرات، إذ يبرز الباحث في التراث الشعري الملحون خالد شهلال ياسين (مستغانم) "جزائرية الشعر الملحون بالدليل التاريخي والنصي والأدبي"، فيما يتناول الباحث في التراث الموسيقي محمد بلعربي (البليدة) موضوع "الشعر الملحون بين التراث والهوية الوطنية"، أما المؤرّخ عمار بلخوجة (تيارت) فيستعرض "مساهمة الشعر الملحون في كتابة التاريخ" على أن يتحدّث الكاتب والباحث في التراث الثقافي الجزائري عبد القادر بن دعماش (الجزائر) عن "الشعر الملحون والثورة التحريرية".