‘’الطريق إلى مركز الاعتقال، الجلفة 41-43 البعد العالمي"

ذكريات لمشاهير السجناء

ذكريات لمشاهير السجناء
الباحث خذير سالم
  • 769
مريم. ن مريم. ن

صدر كتاب هام للباحث خذير سالم، مؤخرا، بعنوان "الطريق إلى مركز الاعتقال، الجلفة41-43 البعد العالمي"، يتتبع فيه تاريخ مخيم الاعتقال الذي أقيم بمدينة الجلفة إبان الحرب العالمية الثانية، وسيرة أهم الشخصيات المرموقة التي تم اعتقالها وحبسها في هذا المركز.

من السجناء؛ المفكر المعروف روجي غارودي والشاعر الإسباني-الميكسيكي ماكس أوب، والرسام هيليوس غوميث واندري موان واتاريس، الذي كان له صلة ومراسلات هامة مع الثائرة الفيلسوفة سيمون فاي، والكتاب محاولة هامة لإبراز البعد العالمي لمدينة الجلفة، وقد مهد المؤلف لذلك، بتتبع الإرث الروحي للمنطقة، من خلال رسم الصورة الثقافية التي يعبر عنها الأدب الشعبي والمرويات الشفوية بشكل خاص. كما أن الكتاب حافل بمعطيات ومعلومات ووثائق إرشادية وظيفية وهامة، ولم يفت المؤلف أن يستحضر محطتين أساسيتين هما؛ إقامة ابن ملك كمبوديا "ديونغ شاكر" الإجبارية بالجلفة، وتذكار شخصية منوالية هي شخصية سي علي بن دنيدينة (جد المؤلف)، الذي يعتبر إحدى الشخصيات الروحية الاجتماعية الفاعلة بالمدينة. يقترح المؤلف إعداد سيناريو من كتابه، لإخراج فيلم تسجيلي يروي فنيا قصة هذا المعتقل، ويسعى بعض القراء والمثقفين إلى مناقشة المؤلف في بعض أطروحاته ذات الطابع السجالي، وفي توسلاته المنهجية في مقاربة موضوع بحثه، وهم مجبرون على تقدير جهده الكبير وتثمين عمله وتضحياته الجسيمة في سبيل بحثه، علما أن الرجل عصامي، ولم يتلق أي مساعدات أو حتى تشجيع من لدن مراكز البحث أو المؤسسات الثقافية والعلمية ومن الجهات الوصية.

المؤلف يعيش حياة زهد وضنك في محيط معاد لكل ما هو ثقافي وعلمي، مما يستوجب ـ حسب بعض الأكادميين- أداء تحية إكبار وتقدير وامتنان وتشجيع لهذا الباحث البعيد عن الأضواء، رغم أن بلدان أجنبية تستقبله منها أندونيسيا وروسيا وفنزويلا. للتذكير، تعالت العديد من الأصوات حول أسرار هذا المعتقل ومن نزل به من قادة الفكر والثقافة، وما شهده من حضور صناع التاريخ الذين اختلفت ثقافاتهم وجنسياتهم خلال الأربعينيات، وإلى غاية ستينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى أن هناك رغبة جامحة في محاولة تقصي الأخبار والحقائق التاريخية لهذه المنطقة، ليكون التاريخ الشفوي تأريخا مكتوبا.