ضمن ندوة شارك فيها باحثون ومختصون

رؤى عن النقد المسرحي في الجزائر.. تحليل وتطلعات

رؤى عن النقد المسرحي في الجزائر.. تحليل وتطلعات
  • القراءات: 287 مرات
مبعوثة "المساء" إلى وهران: مبعوثة "المساء" إلى وهران:

احتضن مسرح "عبد القادر علولة" الجهوي بوهران، أوّل أمس، ضمن تواصل مجريات المهرجان المحلي للمسرح المحترف لسيدي بلعباس، ندوة "النقد المسرحي" بمشاركة عدد من الأساتذة والنقّاد، وأدار النقاش الدكتور لخضر منصوري، وسط تفاعل نخبوي شهدته القاعة.
في المستهل، تساءلت الدكتورة ليلى بن عائشة، في ندوة النقد المسرحي، أوّل أمس، “لماذا لا نتحدّث عن النقد الأكاديمي المسرحي المواكب للأعمال المسرحية، انطلاقا من جمالياته، مميزاته وخصائصه"، مشيرة إلى ضرورة توفّر العنصرين في الحركة المسرحية ككلّ، وحتى لا نترك الحلبة فارغة، فإنّه لا يمكن، في أيّ حال من الأحوال، أن نلغي الوجود النقدي المسرحي، ولا يمكن أن نعترف بنقد مسرحي لا يعرّج على الممارسة الإبداعية المسرحية بشكل عام.
 وقدّم الدكتور محمد قادة أفكاره حول العلاقة بين النقد المسرحي والإبداع الفني، وتطرّق أيضًا إلى مشكلة حيوية، تتعلّق بغياب الجمهور عن قاعات المسرح، إذ قال "في السبعينيات، كان الجمهور حاضرًا ويدفع لحضور العروض. أما اليوم، حتى لو طُلب منهم عدم الدفع للدخول إلى القاعة، فلن يرغبوا بذلك”، وأضاف “المسرح موجود في شوارعنا، في حياتنا اليومية، وخارج خشبة المسرح. المآسي موجودة في حياتنا اليومية. نحن لا نعرف كيف نستثمر في مآسينا، قلقنا ومشاكلنا اليومية".
كما أشار الدكتور إلى مشكلة أخرى، هي سوء فهم المأساة اليونانية، إذ قال “غالبًا ما يُساء فهم معنى المأساة اليونانية. نحن نحاول أن نحد الفعل في شكله فقط"، وتابع موضحًّا "النقد سمح للإنسانية بالخروج من غطرسة 22 قرنًا من السبات والنوم”.
تناول الدكتور أيضًا النهج النقدي تجاه المسرح، وقال "نحن ننقد المسرح كبحث صغير للإنسان”، وأضاف “المسرح المرتبط بالكسب يمثّل مشكلا، وتساءل أيضًا "أين هي أفعال المهرجانات المنظّمة في الجزائر؟ الجميع ينقد العالم بينما يجب أن نبدأ بنقد أنفسنا. وختم "الرسالة الفنية تعتمد على الصدق”.
من جهته، تحدّث الكاتب الصحفي والناقد المسرحي بوزيان بن عاشور عن النقد المسرحي الصحفي، على ضوء تجاربه السابقة، وركّز في مداخلته على النقّاد المسرحين في الصحافة وقال إنّهم قبل كلّ شيء عشّاق لفن الأداء، ويتمتّعون بتكوين قويّ في هذا المجال".
وأكّد المتحدّث أنّه يجب على الصحفي أن يقدّم قراءة ذاتية للعمل المسرحي، مشيرا إلى أنّه في السنوات الأخيرة، تمّ تخفيف النقد إلى حدّ ما، وهو أمر مفهوم في ضوء الواقع الجديد، إذ تطوّرت الصحافة العامة بشكل كبير، فقدت اهتمامها السابق بالمسرح والثقافة. لم يعد من السهل نقد الأعمال المسرحية اليوم كما كان في الماضي، ورؤساء التحرير للصحف الحديثة لم يعدوا يظهرون اهتمامًا بالمسرح أو الثقافة، مفضّلين مواضيع لا تتعلق بهذه المجالات.

3 عروض منافسة في اليوم

وشهد اليوم الثاني من المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف لسيدي بلعباس في وهران، مشاركة ثلاثة عروض مسرحية منافسة، وهي "باندورا" للمخرج خالد حبيبي، "كملت" للمخرج بلا بومدين، و"أسرار الليل"للمخرج عابد بوخبزة.
وقدّمت جمعية "فكرة أمل" من ولاية البيض عرضها "باندورا" من تأليف محمد يوسف مولودي وإخراج خالد حبيبي، مستوحاة من أسطورة "صندوق باندورا"، قام المخرج بنقلها إلى سياق ثقافي جزائري، حيث استبدلها بصندوق آخر يسمى "المحلة" ضمن طقوس الديوان، والذي يحتوي على الأدوات المرتبطة به.هذا النهج سمح للمخرج بالتعامل مع المعاناة والظلم الذي يهيمن على عالمنا اليوم (الحروب، الجوع، الأوبئة...).
طغى اللون الأحمر على العرض، ضمن لمحة عميقة في جوّ ديواني، مع استخدام القمبري وأداء قطع موسيقية تسمى براج، من هذا التراث المرتبط بتلك الرمزية.
وشاركت تعاونية "الملقى" من تندوف في المسابقة بعرض "كملت"، وهو اقتباس عن "نهاية اللعبة" لصمويل بيكيت، للمخرج بلة بومدين. ضمن الرؤية الجديدة، يتم تجسيدها بشكل ثنائي نسائي، حيث يتمركزن في بيئة مغلقة إذ تعتبر الروتين المنفذ بدقة كاحتفال بالبطء.
وشاركت جمعية الأنشطة الثقافية "القوالة" من غليزان التي تعود إلى المسابقة بعد 14 سنة من الغياب، بعرض "أسرار الليل"، من تأليف وإخراج عابد بوخبزة. وتدور قصته حول خمسة مهمّشين، يجسّد كلّ منهم جانبًا من جوانب المجتمع، يتأمّلون في وجودهم ويطمحون إلى مستقبل أفضل، يشبه هذا العرض الأسطوري بالمتاهات، ويعيد النظر في مسرح الكلام.