أقدم الفرق الغنائية تحط الرحال بالعاصمة

"راينا راي" في سهرة فنية بالمركب الثقافي "العادي فليسي"

"راينا راي" في سهرة  فنية بالمركب الثقافي "العادي فليسي"
  • 864
دليلة مالك دليلة مالك

يحتضن ركح المركب الثقافي "العادي فليسي" - مسرح الهواء الطلق، التابع لمؤسسة "فنون وثقافة" لولاية الجزائر، يوم الخميس 27 جويلية الجاري، الفرقة الأسطورية "راينا راي"، التي أطربت الجمهور الجزائري بأغانيها الجميلة والمنوعة لأكثر من أربعين سنة من العطاء الفني، ليستحضر الجمهور زمنا من الفن الجميل، من خلال ما ستقدمه من أغان. 

حتما سيستمتع الجمهور بأغنية "يا الزينة ديري لاتاي"، التي تشكل العلامة الخاصة للفرقة والراي كفن موسيقي وغنائي مختلف، إذ خرجت هذه الأغنية إلى العالم، وأعطت للراي شخصية وجعلته ينافس الطبوع العالمية الأخرى. وقامت الفرقة بجولة فنية قادتها إلى عدة دول غربية، في مقدمتها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية. تأسست فرقة "راينا راي" سنة 1980 في باريس، وكل أعضائها المؤسسين؛ أي قدور بوشنتوف وطارق شيخي ولطفي عطار وهاشمي جلولي، من سيدي بلعباس.

وأدخلت آلات موسيقية جديدة وحديثة على أغاني الراي، مع حضور مميز للقيثار الكهربائي بأنامل الفنان لطفي عطار. وأصبحت للفرقة روائع، منها أغنية "يا الزينة" التي أطلقت سنة 1983 وبقيت تحقق النجاح إلى يومنا. تُعتبر الأعمال التي قدمتها فرقة "راينا راي" جزء من التراث الجزائري، وهذا ما يزيدها شأنا وصمودا ونشاطا عبر سنوات طويلة. كما يبقى سر قوة الفرقة في تجديدها، رغم مغادرة بعض أعضائها البارزين (وفاة الجيلالي عمارنة)، مع التمسك بروح المجموعة، ومستوى الذوق الرفيع، خاصة في ما يتعلق بالراي الأصيل، وحرص الفرقة على إسعاد الجمهور، وعلى تلبية كل الطلبات، وغيرها من الأغاني التي تحمل الحب والرقي والنبل والكلمات النظيفة والنغم الشجي، مع الالتزام دوما بتقديم الجميل والجديد.

اشتهرت الفرقة بألبوم "الزينة"، ثم توالت العروض للغناء حتى من كبار المطربين في الأغنية الوهرانية آنذاك، فقدمت الفرقة مع بلاوي الهواري أغنية "حمامة"، التي أعادها أيضا الشاب خالد. كما اشتغلت الفرقة على الموسيقى الجزائرية التراثية، وهي أول من قدم مزيجا بين طابع القناوي والطابع العصري والروك والجاز في أغنية واحدة. كما عرفت الفرقة بسنوات من الانحطاط في فترة التسعينات، وعرفت أيضا تشتتا لأعضائها، وهي فترة صعبة، لأن الفرقة كانت مهددة في سنوات العشرية السوداء التي عرفتها الجزائر، وهذا ما جعل كل عضو يستقل بحياته الأسرية الخاصة، وينصرف عن الموسيقى، لكن أعمال الفرقة ظلت حية، لتعود بقوة إلى جمهورها الحبيب.