”صالح باي” للطيب دهيمي

ساعتان رصدتا المستقبل الزاهر والنهاية الدامية

ساعتان رصدتا المستقبل الزاهر والنهاية الدامية �
  • 542
شبيلة. ح شبيلة. ح

استمتع الجمهور القسنطيني بالعرض الأوّل لمسرحية ”صالح باي” بحضور جماهيري كبير وأسماء فنية بارزة على المستوى المحلي والوطني، حيث لاقى العرض الذي اختير لتدشين برنامج دائرة المسرح لتظاهرة قسنطينة، نجاحا كبيرا بعدما تفاعل الجمهور الحاضر بقوّة مع أحداث المسرحية على مدار ساعتين من الزمن.

الجمهور أبدى إعجابه بمسرحية ”صالح باي” التي تُعدّ أوّل عمل مسرحي يقدّمه المسرح الجهوي لقسنطينة بعد قرابة سنة من التوقّف بسب الترميمات التي عرفها هذا الصرح. ورفع الستار بهذه المسرحية التي أخرجها محمد الطيب دهيمي عن نصّ لسعيد بوالمرقة، يروي قصة الشاب التركي صالح الذي قدم من أزمير التركية هربا على متن إحدى السفن، ليستقر بالجزائر؛ حيث عمل بشجاعة ومهارة فائقة وبدأ مغامرة جديدة كنادل بمقهى، غير أنّ الحظ يلعب معه دورا كبيرا، لينتمي بعدها إلى الجيش الانكشاري ويتدرّج في الرتب إلى أن أصبح محبوبا لدى العام والخاص، كما تمكّن من كسب ود باي قسنطينة الذي قرّر تزويجه ابنته الوحيدة.

تتوالى الأحداث، حيث يطلّ من إحدى الشرفات مغن أدى صوتا دافئا قصة صالح باي، في حين يقدّم الراوي حقائق عن حقبة حكم صالح باي، الذي كسب شيئا فشيئا التقدير والإعجاب في البايلك بفضل أعماله وإنجازاته لصالح السكان، لتتعدى شهرته بايلك قسنطينة وتصل الجزائر العاصمة، فإسهامه البطولي وعزمه وإصراره على الدفاع؛ تلبية لنداء الداي عصمان باشا للوصاية على الجزائر التي حاول الإسبان غزوها، فلم يتأخر في جعله حاكما على بايلك قسنطينة.

وبعد وفاة باي قسنطينة اعتلى صالح العرش ليصبح باي قسنطينة، غير أنّ الأمر لم يرق لصديقيه المقربين، اللذين أحسا بالخسارة بعدما سرق منهما صالح حلم الحكم، فقرّرا الانتقام منه، وبدأت المكائد تحاك له في الظلام، فيما كان صالح يخطّط للانفصال عن الجزائر العاصمة والانقلاب على الداي، فأصابته الغطرسة وتناسى من حوله ليكون مآله الموت شنقا بمنطقة الغراب بقسنطينة، وهكذا انطفأت شمعة أحد أهم بايات قسنطينة، الذي عرف عهده إصدار قانون الحبوس وكذا تشييد العديد من المرافق، على غرار المساجد والمدارس، ما ساهم في إعطاء دفع للعلم والراغبين في التعلّم، غير أنّه كان زير نساء، ولهوه وطمعه في الحكم والسيطرة طغى على قلبه، لتتحقّق في الأخير تنبؤات البصارة، التي تنبأت للطفل صالح بمستقبل زاهر ونهاية دامية.