عن صور فوتوغرافية للجزائر العاصمة

سمير جامة يحوّل "البهجة" بالذكاء الاصطناعي

سمير جامة يحوّل "البهجة" بالذكاء الاصطناعي
الفنان المصوّر سمير جامة
  • 159
لطيفة داريب لطيفة داريب

ألهمته الجزائر العاصمة، فكانت ثمرة هذا الإلهام مجموعة من الصور، تحوّل بعضها بالذكاء الاصطناعي، إلى لوحات فنية، وأخرى وجدت نفسها عروسا في كتاب فنيّ جميل. ولم تكتف بذلك، بل ارتأت أن تزيّن فضاء "مؤسّسة عسلة" في معرض فني للفنان المصوّر سمير جامة، يدوم إلى غاية العاشر ماي المقبل.

لم يشأ أن يبقى الفنان المصوّر سمير جامة، على هامش التطوّرات الحاصلة في عالم التكنولوجيا، فاستعمل الذكاء الاصطناعي لتحويل صوره التي التقطها عن الجزائر العاصمة، إلى لوحات وكأنّها مرسومة بالفن الانطباعي، مشيرا في حديثه مع "المساء" ، إلى أهمية أن يواكب الفنان التطوّرات، خاصة المتعلّقة بمجال التكنولوجيا، وهو الذي تحتفي به الجزائر في شهرها للتراث تحت شعار "التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي".

وقال جامة إنّ الذكاء الاصطناعي مجرّد أداة ووسيلة، يمكن تجسيد بها الأعمال الفنية. لكن تبقى الصور من توقيعه، وتحمل روحه، لأنّها من إنجازه، ومن ثم يُدخل عليها هذا الذكاء للحصول على صور تظهر وكأنّها عبارة عن لوحات فنية مرسومة بالأسلوب الانطباعي. 

أما عن التقاطه الصور باللونين الأبيض والأسود وأخرى بالألوان، فأشار إلى حبّه للأسلوبين معا، وأنّه لا يفضّل أحدهما على الآخر، بل يعتمد عليهما معا، وهذا حسب الأسلوب الذي يريد اتّباعه في التقاط صورة ما.

ويعرض الفنان مجموعة معتبرة من الصور التقطها عن العاصمة، وأخرى عن القصبة تحديدا، مشيرا إلى عدم مقدرته على تصوير كلّ البهجة التي ماتزال تخفي بعض أسرارها، بل التقط صورا عن أماكن راقت له، وأخرى وجد نفسه أمامها، وثالثة شعر بفيض من الحب تجاهها، وهذا منذ ثلاث سنوات إلى اليوم.

والتقط سمير جامة صورا عن الحياة اليومية للعاصميين، وملابسهم العتيقة، وبنيانهم الأشمّ، وطبيعة البهجة الساحرة؛ مثل صور التقطها في باب الواد والقصبة والجزائر الوسطى، مؤكّدا أهمية تبيان تراث البهجة المتنوّع بشكل لافت.

كما لم يشأ الفنان أن يلتقط صورا مسيئة للقصبة، خاصة أنّ بعض صوره موجودة في دليل موسوم بـ«جولة في قلب قصبة الجزائر" ، نشره عن داره "كلورسي" . ويضمّ، أيضا، مقتطفات عن تاريخ القصبة رغم أنّه أظهر بعض وهنها لكن بأسلوب جميل، بالإضافة إلى صور أخرى وضعها في كتابه الجديد "الجزائر" ، الذي يضمّ صورا مختلفة، بعضها معدَّلة بتقنية الذكاء الاصطناعي، ترافقها، أيضا، مقتطفات عن تاريخ الجزائر العاصمة.

واستعمل الفنان هاتفه النقال المتطوّر لالتقاط هذه الصور. وفي هذا قال إنّه بدأ رحلته في التصوير منذ أن كان طفلا؛ لأنّه ترعرع في عائلة فنية، لينتقل بعدها من التصوير بتقنية الأرجنتيك إلى الرقمي، فالذكاء الاصطناعي. 

وفي هذا قال إنّه يرغب في تنظيم ورشة في فن التصوير التقليدي لفائدة الشباب الذين لا يعرفونه؛ لأنّهم وجدوا أنفسهم مع التقنيات الرقمية، مضيفا: " كلّ الناس يستطيعون التقاط صور، لكن ليس جمعيهم فنانين يحملون رسائل معيّنة ".

وبالمقابل، تحدّث سمير جامة عن دار النشر التي يديرها "كلورسي" ، والمختصة في نشر وطبع كتب الفن الجميل، والمتعلّقة بالتراث، مثل كتب الباحث عبد الرحمن خليفة، ومحمد بن مدور وباباسي، مشيرا إلى أنّه انتقل الى التصوير، وإلى الأنفوغرافيا، وإلى الطباعة وعالم النشر.