الشاعر البصير
سيرة عبدالله البردوني في كتاب جديد
- 1559
قدمت مؤسسة ”سلطان بن علي العويس” الثقافية، ضمن سلسلة ”الندوات”، كتابا جديدا بعنوان ”عبد الله البردوني الشاعر البصير”، الذي تضمن دراسات وأبحاث ندوة تحت نفس المسمى، نظمتها مؤسسة ”العويس” الثقافية في 5 و6 سبتمبر 2018 في دبي، وشارك فيها كل من الدكاترة والنقاد أحمد المنصوري، شهاب غانم، عبد العزيز المقالح، عبد الحكيم الزبيدي، علي جعفر العلاق، عمر عبد العزيز، فيصل خرتش، معجب الزهراني وهمدان دماج.
ضم الكتاب أوراق عمل الندوة التي جاءت بعناوين مختلفة، في مقاربات من عدة زوايا لعوالم البردوني الشعرية، نذكر من بينها مداخلة بعنوان ”البردوني ساردا.. أُفق آخر لم نعرفه ونألفه” لعمر عبدالعزيز، ”قراءة في حياة البردوني.. وتعدد السمات الأسلوبية في شعره” لهمدان دماج، ”الشاعر عبدالله البردوني قاسى من ظلم الناس والحكام.. لكنه ظل يجوب الآفاق باحثا عن الإنسان” لفيصل خرتش، ”الحس الفكاهي في شعر البردوني.. قصيدتان عن اللصوص نموذجا” لشهاب غانم، ”في لطائف القصيدة البردونية” لعلي جعفر العلاق، ”الشاعر الكبير عبدالله البردوني كما عرفته” لعبدالعزيز المقالح، وغيرها. يأتي هذ الكتاب الذي حمل الرقم 21 من سلسلة الندوات، مكملا لمشروع توثيق الندوات الفكرية التي تقيمها المؤسسة داخل وخارج الإمارات، وقد دأبت مؤسسة ”سلطان بن علي العويس” الثقافية على توثيق كل الندوات التي تنظمها عبر كتب تصدر تباعا ضمن سلسلة ندوات.
كان الشاعر اليمني الراحل عبدالله البردوني قد فاز بجائزة ”سلطان بن علي العويس” الثقافية في حقل الشعر عام 1992 / 1993 ـ الدورة الثالثة.
وعبد الله البردوني (1929 – 30 أوت 1999) شاعر وناقد أدبي ومؤرخ ومدرس يمني، تناولت مؤلفاته تاريخ الشعر القديم والحديث في اليمن، وكانت قصائده الجريئة نقدا لاذعا وجريئا، منتصرا للمهمشين والحقوق التي لم يكن يهادن فيها، ولم يكن يرضى بغير كلمة الحق.
فقدَ عبد الله البردوني بصره وهو في سن الخامسة من عمره بسبب إصابته بمرض الجذري، لكن على الرغم من فقدان بصره المبكر لم يترك تعليمه، فدرس في قرية البردون الذي ولد فيها، ثم انتقل مع عائلته إلى ذمار وهناك التحق بالمدرسة الشمسية زيدية المذهب، ظهر اهتمام البردوني بالأدب والشعر، وهو في الثالثة عشرة من عمره، حيث كان مولعا بحفظ القصائد التي تقع بين يديه. لتنطلق رحلته مع الشعر والأدب والنقد والكتابة، ويصبح من أهم الأصوات الشعرية والثقافية اليمنية.
لم يقتصر إنتاج الشاعر اليمني على الشعر وحده، فقد كان الشاعر ناقدا ومؤرخا وكاتبا سياسيا، خلَد اسمه في ذاكرة الشعر والسياسة والنقد والتاريخ.