وجوه من «الربيرتوار» الجزائري

شريف خدام عميد الأغنية القبائلية

شريف خدام عميد الأغنية القبائلية
  • 3531
يعتبر شريف خدام ـ رحمه الله ـ عميدا للأغنية القبائلية، فقد وهبها كل سنوات عمره بدون بخل، واستطاع أن يعطيها روحا جمعت بين التراث والعصرنة.
ولد الفنان في الفاتح من شهر جانفي 1927 بقرية أيت بومسعود، وهو أحد أكبر الأسماء الفنية في تاريخ الموسيقى الجزائرية، وأول مجدد في الموسيقى الأمازيغية، من خلال الجمع بين التراث والحداثة بإدخال الآلات الموسيقية الحديثة على الأغنية القبائلية، رغم أن قدومه إلى عالم الفن والموسيقى كان صدفة. شريف المراهق وأمام انسداد الأفق في وجهه اضطر إلى دخول عالم الشغل كأجير بسيط في مدينة الجزائر لدى أحد المعمرين، وكان ذلك بمثابة محطة توقف بها قبل الانتقال إلى فرنسا التي وصل إليها سنة 1947م، بحثا على لقمة العيش، ولم يكن ابن قرية أيت بومسعود يعرف شيئا عن الموسيقى، ولم يخطر بباله يوما أنه سيلج هذا العالم الفسيح، خاصة بعد تكوينه الديني ومروره عبر المدرسة القرآنية في طفولته، ثم زاوية بوجليل التي كانت تؤهله إلى أن يكون إماما، حيث أكمل حفظ القرآن سنة 1942م، لكنه اكتشف ميوله للفن والموسيقى بفرنسا.
وأعطى الرجل خمسين سنة من حياته لتطوير الأغنية القبائلية التي نقلها من طابعها الفلكلوري إلى الطابع العالمي بإدخال الأوركسترا والمجموعة الصوتية في الأغاني التي أداها شريف خدام في الفاتح جانفي من عام 1927م بقرية أيت بومسعود.
وقام الطيب خدام، ابن عم المرحوم، بنشر كتاب مميز حمل السيرة الذاتية للفنان وخلد فيها حياته وعطاءه الفني، حمل عنوان» ‘شريف خدام الفنان مغتربا ومقيما’’، حمل الكثير عن العميد رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.