البروفيسور جمال بن زروق لـ"المساء":

صحافة الذكاء الاصطناعي ستخلق ثورة في صناعة الإعلام

صحافة الذكاء الاصطناعي ستخلق ثورة في صناعة الإعلام
  • 408
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

أكد مدير مخبر الدراسات الإعلامية والاتصالية بجامعة سكيكدة، البروفيسور جمال بن زروق، خلال حديث خصّ به "المساء" على هامش أشغال الملتقى الوطني حول "مستقبل الإعلام الجزائري في ظلّ ثورة الذكاء الاصطناعي، الفرص والتحديات" الذي نُظّم الأسبوع الأخير بجامعة سكيكدة، على الاهتمام الكبير الذي يحظى به الذكاء الاصطناعي، وبرمجياته، وتطبيقاته رغم قدم المفهوم العلمي له.

أشار محدّث "المساء" إلى الاهتمام الكبير الذي أصبحت توليه كبرى المؤسّسات في العالم لذلك، بالنظر إلى الكمّ الكبير من المال الممكن اكتسابه وجنيه من تطبيق تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي. 

ويرى البروفيسور جمال بن زروق، أنّه إذا كان قادرا على التغلّب على عيوب البشرية ومنه تحسين عملية اتّخاذ القرار، فإنّه قد يحلّ محلّ البشر کقيادة عملية، ليصبح صاحب القرار في المستقبل، وفي حالة أخرى يمکن أن يعمل کلّ من الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي، في تعايش معاً تجاه الأحسن؛ لخلق بيئة عمل أفضل.

وعن رأيه في استخدام برمجيات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام، أوضح المتحدّث أنّ قطاع الإعلام يُعدّ بيئة مناسبة جدا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ الأمر الذي جعل كبريات المؤسسات الإعلامية العالمية خاصة بعد أزمة كورونا، تتسارع لتفعيل فكرة استخدام التطبيقات المتقدّمة كالذكاء الاصطناعي؛ من أجل الإبقاء على الصناعة الإعلامية، في زمن باتت فيه التقنية، كما قال، تختلط، وتنافس مجالات عمل البشر، وليس صناعة الإعلام فقط.

وحسب البروفيسور بن زروق، فإنّ صحافة الذكاء الاصطناعي ستخلق ثورة في صناعة الإعلام؛ سواء المعتدل والصادق، أو الإعلام الكاذب؛ فلن تكون هناك حدود جغرافية، ولا قانونية، ولا أيّ قيود من تلك التي تضعها الحكومات أو الجهات المسؤولة في كلّ دولة على حرية الرأي ونقل الخبر والمعلومة، بل سيكون المتلقي أو المتفاعل مع المواد الإعلامية، هو الحَكم، وهو من يقرّر صلاحية أيّ مادة إعلامية من عدمها، من بعد أن تتراكم عنده الخبرة الكافية التي تمكّنه من الفصل واتّخاذ القرار؛ ما سيخلق منافسة شرسة للغاية بين المؤسّسات الإعلامية المختلفة.

وعن كيفية استخدام برمجيات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام، قدّم المتحدّث أمثلة حية عن استخدام تلك البرمجيات والتطبيقات؛ منها قيام وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" ، ببث حديث لأوّل مذيع افتراضي، تم فيه دمج التسجيل الصوتي والفيديو في الوقت الحقيقي مع شخصية افتراضية، من خلال تكنولوجيا محاكاة قدرات الإنسان الذهنية. ثم ظهرت المذيعة الافتراضية "كيم" الكورية الجنوبية قبل عامين، لتقرأ نشرة إخبارية مع مذيعة حقيقية، بل تتبادل الحديث معها؛ في تطوّر واضح للذكاء الاصطناعي، في انتظار، كما أوضح، أن يتم تطوير التقنية واعتمادها ليكون المذيع الافتراضي يومئذ، شأنه شأن الحقيقي، يتم وضعهما على جداول الأخبار، وربما تقديم البرامج بشكل منفرد بعد حين.

وعما إذا كان ذلك سيشكّل خطرا على الوظائف، قال البروفيسور إنّ محاولة تقليل مخاوف بعض العاملين في الإعلام من أنّ الذكاء الاصطناعي سيعمل على إلغاء بعض الوظائف التي يشغلها البشر حاليا حتى وإن كان ذلك التخوّف مشروعا؛ كونه سيحصل دون شك، إلاّ أنّ تسريح العاملين لن يكون بالسهولة التي يتوقّعها البعض المتشائم؛ على أساس أنّه سيتم توجيههم نحو القيام بالمهام التي لايزال فيها البشر متفوقين على الذكاء الاصطناعي وبرمجياته وتطبيقاته؛ كالمهام المتعلقة بالحوارات الإنسانية، أو الصحافة الاستقصائية، معترفا في نفس السياق، بأنّ صحافة الذكاء الاصطناعي ثورة إعلامية جديدة متوافقة تماما مع التقنيات الحديثة للثورة المعلوماتية والصناعية، ومؤكدا أن هذا الذكاء بدا للجميع أنّ تأثيره كبير على الإعلام والصحافة بعد أن اجتاحت الرقمنة كثيرا من المجالات الحيوية. وقال إنّ صحافة الذكاء الاصطناعي في تنام كبير في العالم، وسيؤدي ذلك إلى إحداث تغيير جذري في عالم الإعلام، وهذا التغيير سيؤثّر، بالضرورة، على المنتجين، وكذلك المستهلكين، الذين هم عموم القرّاء ومتابعو الوسائل الإعلامية، مضيفا: " كلّما تسارعت خطى المؤسّسات الإعلامية نحو الرقمنة أوّلا، ومن ثم احتواء تقنيات الذكاء الاصطناعي وبرمجياته وتطبيقاته، والعمل على تطويعها من أجل تعزيز العمل الإعلامي وتطويره ثانيا، كانت فرص بقائها في ميدان التنافس كبيرة ".