أكد احتواء الفرنسية على 400 كلمة من أصل عربي

صدور كتاب «أجدادنا العرب» لجون بروفوست

صدور كتاب «أجدادنا العرب» لجون بروفوست
  • القراءات: 2013

في كتابه الجديد «أجدادنا العرب، ما تدين به لغتنا لهم»، الصادر قبل أسابيع قليلة عن مطبوعات «لاتيس»، يحلل جون بروفوست، بروفيسور علم الألفاظ وتاريخ اللغة الفرنسية بحامعة سيرجي-بونتواز، أربعمائة كلمة ذات أصل عربي. (الوكالات)

التاريخ واللغة يختلطان ببعضهما البعض بطريقة عجيبة. وهو ما يبلوره ببلاغة كتاب بروفوست الجديد. يبني العنوان برنامجا عريضا: «أجدادنا العرب. ما تدين به لغتنا لهم»، يسرد من خلاله تاريخ استعارة اللغة الفرنسية من العربية في مختلف الحقول اللفظية.

ولكن، في بادئ الأمر، علينا أن نرجع بذاكرتنا إلى الوراء قليلا، إذ صدر قبل عشر سنوات «قاموس الكلمات الفرنسية ذات الأصل العربي (والتركي والفارسي، من إصدارات مطبوعات سوي، للصحافي والروائي الجزائري صلاح غمريش.

وفي هذا الصدد، يرد بروفوست في كتابه الجميل لغمريش باستعارة إحدى جمله في المقدمة «هناك كلمات فرنسية من أصل عربي ضعف الكلمات الفرنسية من أصل غالي! ربما أيضا أكثر من ثلاثة أضعاف…». حتى أنه في الصفحات الأولى يسخر علانية من كتاب «أجدادنا الغاليين» لـ»أرنست لافيز» بما أنه لا يتبقى إلا كلمات قليلة للغاية ذات الأصل الغالي، لا تتجاوز الخمسين كلمة، كما ذكرت كتب أخرى. كما يشير الكاتب إلى «منبهات» أخرى، من ضمنها ما كتبه صديقه آلان راي في كتابه المهم «رحلة كلمات الشرق العربي والفارسي إلى اللغة الفرنسية» (مطبوعات تريدانييل).

لفترة طويلة، ظل عالم البحاثة الفرنسيين معجباً بالعالم العربي ولغته، كما كتب جون بروفوست. وهكذا تكلم عن آنطوان فورتريير الذي مدح في فترة مبكرة، وتحديدا في عام 1690، وفرة مفرداتها وإبداع علمائها.

ولهذا كتب في مقدمته عن نشأة كتابه «ولد هذا الكتاب من عدة مراحل: طفولتي في سان- دني، حيث غطست في لغة مختلطة عذبة، سنوات تدريسي في الجامعة قبالة طلبة من مختلف الأصول، متعطشا إلى الاقتراب من مسألة الاستعارة من العربية».

وبدءا من هنا، يكفي هذا الباحث أن ينقب في الكثير من المعاجم والقواميس التي تقارب 10 آلاف معجم وقاموس في مكتبته، لكي يسحب القارئ إلى رحلة مثالية عبر عالم عمال الحدائق والطباخين (أرز، قطن، تمر هندي، ياسمين، كمون)، والحرفيين والتجار (ذكر أن «النسيج» الموصلي تأتى من الموصل)، ومفردات الجسد والعطور، وأيضا الأحجار الكريمة، النباتات، الكيمياء، البحرية، الموسيقى، وفن الحرب… وبالتالي، هل هناك مجال غير موظف؟ لا يوجد، باستثناء عالم الحاسب الآلي والمعلوماتية.

ومع ذلك لا ينبس جون بروفوست، بروفيسور علم الألفاظ، عبر طريق دوما غير متوقع في عرضه لهذه الأربعمائة كلمة، بشيء جديد: «منذ ذاك، نعرف جيدا وبسهولة أن اللغة العربية تأتي في المرتبة الثالثة بعد اللغتين الإنجليزية والإيطالية، التي استعارت اللغة الفرنسية بعض كلماتها منهما»، كما كتب في الفصل الأول مستدعيا تاريخ الحضارات، وهو يشرح أن هذه اللغة انتقلت في البداية عبر الحروب الصليبية، ثم غزو البلاد العربية، والتبادل التجاري في البحر المتوسط، انتهاء بمنافي الأقدام السوداء والعرب أو الموسيقى.

من الممكن ذكر هذه الكلمات التي أحصاها، حللها وشرحها (ثبت الكلمات ذو ثراء استثنائي). قال جون بروفوست ببساطة: «من فنجان القهوة إلى شراب البرتقال، من الجبر إلى الكيمياء أو «ملغم» (الزئبق الممزوج بمعدن آخر)، وكذا بصدد الحيوانات، النباتات، الفنون، العطور، الحلي، الملبس، وسائل النقل أو الحرب، نستعمل يوميا كلمات مستعارة من اللغة العربية»: طبيب، بركة، سروال، تبولة، كباب، مشربية… إلخ.