الصراع البحري الجزائري - الإسباني

ضرورة تعميق الأبحاث التاريخية

ضرورة تعميق الأبحاث التاريخية
  • 1420

أكد مشاركون في الندوة الوطنية الثالثة حول حملة الاستيلاء على مدينة مستغانم ومعركة مزغران الشهيرة (22-26 أوت 1558)، المنظمة مؤخرا في ولاية مستغانم، أهمية تعميق الأبحاث التاريخية حول الصراع البحري الجزائري الإسباني خلال القرون الوسطى، ومعركة مزغران.

 

بهذه المناسبة، اعتبر محمد بليل من جامعة تيارت، أن تنويع مصادر البحث العلمي حول الصراع البحري في المتوسط الغربي خلال القرون الوسطى مهم، مشيرا إلى أن كل المقالات والدراسات التي كتبها الجزائريون والأوروبيون مهمة جدا، وهي مادة خام يمكن الاستفادة منها لفهم ظروف وملابسات هذا الصراع البحري.

من جهتها، ذكرت رحمونة بليل من جامعة معسكر، أن ما نقله مثلا الأسير الإسباني ديغو دي هايدو من معلومات حول الأحداث في كتاب تاريخ ملوك الجزائر، وصف بدقة حملة الاستيلاء على مدينة مستغانم ونتائجها التي تعتبر نكسة بالنسبة للإسبان، لاسيما ما تعلق بالحصار البري والبحري، والخسائر التي تكبدها حاكم وهران في ذلك الوقت، الكونت ألكوديت.

تطرق مختار بونقاب من جامعة معسكر، إلى جذور هذا الصراع البحري، موضحا أن العوامل الدينية والسياسية والاقتصادية ساهمت في جعل المنطقة الغربية للمتوسط، ساحة لمعركة بحرية بين قوتين جديدتين هدفها التوسع الصليبي، من جهة، والجهاد البحري من جهة أخرى، وقال المتدخل خلال اللقاء، إن معركة الجزائر التي خسرها الإمبراطور شارلكان سنة 1541، كانت فاصلة وساهمت معها معركة مزغران سنة 1558، في إبعاد الجيوش البحرية الإسبانية عن السواحل الجزائرية لسنوات طويلة.

تم خلال هذه الندوة التي أقيمت بمقر بلدية مزغران، بمناسبة إحياء الذكرى 461 لمعركة مزغران الشهيرة، تقديم العديد من المداخلات التاريخية لأساتذة وباحثين من عدة ولايات، على غرار الصراع البحري الجزائري-الإسباني من خلال الدراسات بالمجلة الإفريقية و«معركة مزغران من خلال كتابات هايدو، و«التصوف في عهد المجاهد والشاعر لخضر بن خلوف وغيرها.

يتضمن برنامج إحياء هذه الذكرى التاريخية أيضا، تنظيم مسيرة فلكلورية تنطلق من مقر بلدية مزغران إلى غاية ضريح الولي الصالح سيدي بلقاسم بوعسرية، والمعلم المخلد لهذه المعركة حوض الدوم، بمشاركة أعيان المدينة وجمعيات المجتمع المدني وقدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية فوج الفلاح، وفرق العيساوة. كما برمج حفل فني في الطرب الشعبي مع فنانين من مستغانم والجزائر العاصمة.

تنظم هذه الاحتفالية في طبعتها السادسة، جمعية معركة مزغران للتراث الثقافي والتاريخي، بالتنسيق مع بلدية مزغران ومخبر تاريخ الجزائر بجامعة وهران ”1”.