كتاب يستعرض حياته
طه حسين من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للإسلام
- 966
أصدر المفكر والأديب المصري المعروف الدكتور محمد عمارة كتابا يستعرض فيه حياة طه حسين ومسيرته الفكرية، التي اتسمت بالاتجاه نحو الغرب بشكل كامل قبل أن يعود لجذوره العربية والإسلامية.
يقدم لنا المفكر الإسلامي د. محمد عمارة في كتابه الجديد "طه حسين.. من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للإسلام" دراسة علمية تتناول مراحل التطور الفكري للأديب الكبير د. طه حسين، وتكشف ملامح المرحلة الأخيرة بالذات.
ويرى المؤلف أن المرحلة الأخيرة من حياة طه حسين (1889-1973) كانت أهم مراحل حياته، إلا أنها لم تلق الاهتمام الصحيح وتغافل عنها "المعجبون به والكارهون له على السواء".
فى مقدمة الكتاب، الذي صدر قبل أيام في 192 صفحة هدية مع عدد ذي القعدة من مجلة الأزهر، يستعرض المؤلف سيرة حياة طه حسين بداية من مولده في إحدى قرى مركز مغاغة بمحافظة المنيا (شمال الصعيد)، مرورا بأهم المحطات الفكرية والسياسية والاجتماعية في حياته، وحتى وفاته يوم عيد الفطر (غرة شوال 1393هـ الموافق 28 /10 /1973م).
بدايات مترددة
يقسم الكتاب التطور الفكري الذي مرّ به طه حسين إلى 4 مراحل، المرحلة الأولى هي بداياته الفكرية (1908-1914م)، التي بدأت بالتحاقه بالجامعة الأهلية المصرية، بعد حرمانه من نيل شهادة العالمية الأزهرية، وانتهت بسفره إلى فرنسا عام 1914م، مبعوثا من الجامعة المصرية لنيل درجة الدكتوراه من جامعة السوربون.
وفي هذه المرحلة بدا طه حسين مترددا في الهوية الحضارية لمصر، بين مذهب "حزب الأمة" ومفكره أحمد لطفي السيد، الذي يدعو إلى الوطنية المصرية الرافضة للعروبة القومية والانتماء الحضاري الإسلامي، وبين اتجاه "الحزب الوطني" وزعيمه مصطفى كامل، ذي الهوية الإسلامية والمدافع عن الجامعة الإسلامية والخلافة.
أما المرحلة الثانية التي أطلق عليها المؤلف وصف "مرحلة الانبهار الشديد بالغرب"، فاتسمت بإعجاب طه حسين بكل ما هو غربي، حيث سعى بكل ما يملك إلى إلحاق مصر بهذا النموذج الحضاري الغربي، وفيها ظهرت كتبه التي أثارت جدلا واسعا، منها مشاركته في تأليف كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبد الرازق والذي لطالما دافع عنه، ثم كتابه "في الشعر الجاهلي"، الذي اتسم بتأثر مستفز بالأفكار والقيم الغربية، عندما طبق غلو الشك العبثي على المقدسات الإسلامية، ثم كتابه "في الأدب الجاهلي".
ويشير المؤلف إلى أن أهم تطور فكري في تلك الفترة نتج عن زواج طه حسين في فرنسا من فتاة فرنسية مسيحية أقنعها عمها القسيس بالزواج منه، فكانت عينه التي يقرأ بها وأثرت كثيرا في قناعاته الفكرية.
ويرى عمارة في كتابه أن المرحلة الثالثة من تطور فكر طه حسين بدأت عام 1932 واستمرت حتى عام 1952، وقد أطلق عليها "مرحلة الإياب التدريجي والمخاض الحافل بالتناقضات"، ويلخص أهم عوالمها في نقاط عدة، منها خلو كتابات طه حسين من أي إساءة إلى الإسلام ومقدساته ورموزه. والتوجه، ضمن كوكبة من كبار الكتاب، إلى الكتابة في الإسلاميات، والدفاع عن الإسلام ضد التنصير، وفي السياسة الإسلامية وعلاقة الدين بالدولة، توّالت تأكيداته على شمول الإسلام للدين والدولة كمنهاج شامل للحياة، كما تصاعدت نبرة نقده للسياسة الاستعمارية الغربية، مع صعود حركات التحرر الوطني.
إلا أنه ورغم ذلك ظلّ التأثر بالطابع الحضاري الغربي ملحوظا في عطائه الفكري، خاصة في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" عام 1938م، الذي مثل ذروة التأثر بالغرب في مشروعه الفكري.
أما المرحلة الرابعة والأخيرة (1952-1960م) فيعتبرها المؤلف "مرحلة الإياب والانتصار الحاسم للعروبة والإسلام"، وأهم ملامحها تتجسد في تأكيد طه حسين على "حاكمية القرآن الكريم"، وانحيازه إلى العروبة التي صاغها الإسلام بعيدا عن الفرعونية التي تبناها من قبل.
ويشير عمارة إلى أهمية رحلة طه حسين إلى الأراضي الحجازية عام 1955، وهي الرحلة التي هزته من الأعماق، ومثلت قمة الإياب الروحي إلى أحضان الإسلام، وميلادا جديدا له بعد مخاض عسير.
ويعتبر كتابه "مرآة الإسلام" سنة 1959م، و«الشيخان" سنة 1960م، من أهم مراجعاته الفكرية، وهما آخر ما كتب.
يقدم لنا المفكر الإسلامي د. محمد عمارة في كتابه الجديد "طه حسين.. من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للإسلام" دراسة علمية تتناول مراحل التطور الفكري للأديب الكبير د. طه حسين، وتكشف ملامح المرحلة الأخيرة بالذات.
ويرى المؤلف أن المرحلة الأخيرة من حياة طه حسين (1889-1973) كانت أهم مراحل حياته، إلا أنها لم تلق الاهتمام الصحيح وتغافل عنها "المعجبون به والكارهون له على السواء".
فى مقدمة الكتاب، الذي صدر قبل أيام في 192 صفحة هدية مع عدد ذي القعدة من مجلة الأزهر، يستعرض المؤلف سيرة حياة طه حسين بداية من مولده في إحدى قرى مركز مغاغة بمحافظة المنيا (شمال الصعيد)، مرورا بأهم المحطات الفكرية والسياسية والاجتماعية في حياته، وحتى وفاته يوم عيد الفطر (غرة شوال 1393هـ الموافق 28 /10 /1973م).
بدايات مترددة
يقسم الكتاب التطور الفكري الذي مرّ به طه حسين إلى 4 مراحل، المرحلة الأولى هي بداياته الفكرية (1908-1914م)، التي بدأت بالتحاقه بالجامعة الأهلية المصرية، بعد حرمانه من نيل شهادة العالمية الأزهرية، وانتهت بسفره إلى فرنسا عام 1914م، مبعوثا من الجامعة المصرية لنيل درجة الدكتوراه من جامعة السوربون.
وفي هذه المرحلة بدا طه حسين مترددا في الهوية الحضارية لمصر، بين مذهب "حزب الأمة" ومفكره أحمد لطفي السيد، الذي يدعو إلى الوطنية المصرية الرافضة للعروبة القومية والانتماء الحضاري الإسلامي، وبين اتجاه "الحزب الوطني" وزعيمه مصطفى كامل، ذي الهوية الإسلامية والمدافع عن الجامعة الإسلامية والخلافة.
أما المرحلة الثانية التي أطلق عليها المؤلف وصف "مرحلة الانبهار الشديد بالغرب"، فاتسمت بإعجاب طه حسين بكل ما هو غربي، حيث سعى بكل ما يملك إلى إلحاق مصر بهذا النموذج الحضاري الغربي، وفيها ظهرت كتبه التي أثارت جدلا واسعا، منها مشاركته في تأليف كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبد الرازق والذي لطالما دافع عنه، ثم كتابه "في الشعر الجاهلي"، الذي اتسم بتأثر مستفز بالأفكار والقيم الغربية، عندما طبق غلو الشك العبثي على المقدسات الإسلامية، ثم كتابه "في الأدب الجاهلي".
ويشير المؤلف إلى أن أهم تطور فكري في تلك الفترة نتج عن زواج طه حسين في فرنسا من فتاة فرنسية مسيحية أقنعها عمها القسيس بالزواج منه، فكانت عينه التي يقرأ بها وأثرت كثيرا في قناعاته الفكرية.
ويرى عمارة في كتابه أن المرحلة الثالثة من تطور فكر طه حسين بدأت عام 1932 واستمرت حتى عام 1952، وقد أطلق عليها "مرحلة الإياب التدريجي والمخاض الحافل بالتناقضات"، ويلخص أهم عوالمها في نقاط عدة، منها خلو كتابات طه حسين من أي إساءة إلى الإسلام ومقدساته ورموزه. والتوجه، ضمن كوكبة من كبار الكتاب، إلى الكتابة في الإسلاميات، والدفاع عن الإسلام ضد التنصير، وفي السياسة الإسلامية وعلاقة الدين بالدولة، توّالت تأكيداته على شمول الإسلام للدين والدولة كمنهاج شامل للحياة، كما تصاعدت نبرة نقده للسياسة الاستعمارية الغربية، مع صعود حركات التحرر الوطني.
إلا أنه ورغم ذلك ظلّ التأثر بالطابع الحضاري الغربي ملحوظا في عطائه الفكري، خاصة في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" عام 1938م، الذي مثل ذروة التأثر بالغرب في مشروعه الفكري.
أما المرحلة الرابعة والأخيرة (1952-1960م) فيعتبرها المؤلف "مرحلة الإياب والانتصار الحاسم للعروبة والإسلام"، وأهم ملامحها تتجسد في تأكيد طه حسين على "حاكمية القرآن الكريم"، وانحيازه إلى العروبة التي صاغها الإسلام بعيدا عن الفرعونية التي تبناها من قبل.
ويشير عمارة إلى أهمية رحلة طه حسين إلى الأراضي الحجازية عام 1955، وهي الرحلة التي هزته من الأعماق، ومثلت قمة الإياب الروحي إلى أحضان الإسلام، وميلادا جديدا له بعد مخاض عسير.
ويعتبر كتابه "مرآة الإسلام" سنة 1959م، و«الشيخان" سنة 1960م، من أهم مراجعاته الفكرية، وهما آخر ما كتب.