بيت الشعر الجزائري بسكيكدة

"طوفان الأقصى".. الدرس الذي لن يُنسى

"طوفان الأقصى".. الدرس الذي لن يُنسى
  • 607
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

احتضنت كلية الآداب واللغات بجامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة، أوّل أمس، الأصبوحة الكبرى تحت شعار "طوفان الأقصى، قصيدة طرزها الرصاص"، في إطار إحياء الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، من تنظيم المكتب الولائي لبيت الشعر الجزائري، بالتعاون مع قسم اللغة والأدب العربي بكلية الآداب واللغات بجامعة سكيكدة.

الأصبوحة شارك فيها كوكبة من الشعراء من أمثال عاشور بوالكلوة، وسفيان بوعنينبة، وجلال قصابي، والصادق حفايظية، وأحسن دواس، وفارس بيرة، وأنور بومدين، ورابح إبراهيم العايب، والشاعر نذير العشي، وحسين زروال. وحضرها جمع كبير من الطلبة، منهم الفلسطينيون، وشخصيات أدبية بارزة في الساحة الشعرية، وبعض أساتذة قسم اللغة والأدب العربي؛ على غرار الدكتور مصطفى بوبعيو، والدكتور سمير سوالمية، والدكتور عبد المالك بن خلاف، الذين استمعوا لأكثر من ساعة في أجواء مؤثرة، لأجمل ما قيل شعرا في "طوفان الأقصى" الذي ألهم الشعراء بأبيات شعرية راقية ذات طابع حماسي تارة، وعاطفي تارة أخرى، بكى فيه الجميع القدس المحتل، بأشعار في غاية الروعة والجمال الشعري.

وكان "طوفان الأقصى" و"المقاومة الباسلة" و"غزة" التي عشقها الشعراء عشقا كبيرا لصمودها في وجه الإجرام الصهيوني البربري الذي فاق كلّ تصوّر، حاضرا. وكان تفاعل الحضور الذي كان أغلبهم يرتدي الكوفية الفلسطينية، كبيرا مع القصائد التي قرئت على مسامعهم، بقدر ما كانت كلمات الشعراء تخرج من أفواههم كالرصاص بعد أن استباح الرصاص كلّ الكلمات. وما زاد في جمالية الفعالية إتاحة الفرصة للطلبة؛ من خلال مشاركة حليمة بوعيطة التي قرأت هي الأخرى، لغزة، محاولة شعرية.
بالمناسبة، أشار عميد كلية الآداب واللغات الدكتور عثمان رواق، إلى رمزية طوفان الأقصى في الشعر الجزائري، وقيمة الكلمة في النضال والكفاح. أمّا رئيس مكتب بيت الشعر الدكتور أحسن دواس، فأشاد بتعاون جامعة سكيكدة وانفتاحها على المحيط؛ من خلال التنسيق مع الهيئات الثقافية، وعلى رأسها بيت الشعر الجزائري، الذي نظّم أكثر من تظاهرة بالجامعة.

وخلال دردشة جمعت "المساء" بالدكتور أحسن دواس، قال إنّ "طوفان الأقصى" هو الدرس الذي لا يُنسى؛ الدرس الذي كتبته المقاومة الفلسطينية بدماء الشهامة والعزة والشموخ، وهو الطوفان الذي جرف زيف المجتمع الغربي، وعرّى أقنعة المنافقين من العرب والغرب. وأضاف: "كان لزاما علينا في بيت الشعر، أن نقف وقفة إجلال وتقدير لهذه المقاومة، ولكلّ شعبنا بغزة العزة والشموخ؛ من خلال تنظيم فعاليات ثقافية وأدبية، وإيصال صوت المقاومة ورمزية شهدائها إلى أعماق ووجدان شبابنا من خلال الكلمة المجاهدة، والحرف الملتزم. وبالنسبة لنشاطنا اليوم بجامعة سكيكدة، حقق نجاحا باهرا على مستوى الحضور الغفير للطلبة، وتفاعلهم مع كل القصائد التي ألقاها كوكبة من خيرة شعراء ولاية سكيكدة".