بوسعادة

عائلة قطاف تكتنز الذاكرة الفوتوغرافية

عائلة قطاف تكتنز الذاكرة الفوتوغرافية
  • 1089
ق.ث ق.ث

تمثل عائلة قطاف الذاكرة الفوتوغرافية لـ «مدينة السعادة» بوسعادة، من خلال أشرطة الصور الثمينة التي تحتفظ بها بعناية كبيرة جيلا بعد جيل.

يُعتبر محل لخضر قطاف الكائن بأحد الشوارع الرئيسة لمدينة بوسعادة، مخزنا للذاكرة، ومتحفا يضم كنوزا ثمينة على الرغم من تواضعه ومن لافتته التي لم يكتب عليها سوى عبارة «مصور فوتوغرافي».

يحتوي المحل على مجموعة ثمينة من أشرطة الصور التي يعود تاريخها إلى بدايات القرن السابق، والتي تبرز جمال هذه المدينة الواقعة على أرض الحضنة، من خلال مشاهد من الحياة اليومية لتلك الفترة، وبعض الشخصيات المحلية والمعالم التاريخية التي بقيت على حالها إلى اليوم أو تلك التي استُغلت لمنافع عامة.

ما يلفت النظر العناية بهذه الصور، منها مثلا صورة تبرز مقر الشرطة القضائية الحالي للمدينة، والذي كان فيما مضى مستشفى بوسعادة. كما تظهر بأخرى  مدرسة سيدي تمور التي تعود إلى القرن الماضي، والتي ماتزال إلى اليوم على حالها وتستقبل أبناء المدينة، كذلك الشأن بالنسبة لمبان أخرى على غرار فندق «الواحات».

كما يحتفظ لخضر قطاف في هذا الأرشيف الفوتوغرافي برسومات مقلدة للأعمال الأصلية لإيتيان ديني يعود تاريخها إلى سنة 1902. وقد تمكن من الحصول عليها من فرنسا لتضاف إلى العديد من «الوثائق» التي تزيّن رفوف العرض الزجاجية أو تلك المعلقة على جدران محل هذا الرجل المولع بالتصوير الذي ورثه عن أبيه محمد الذي امتلكه غداة الاستقلال.

عاد لخضر بذاكرته إلى تلك الفترة قائلا: «تعلّم والدي عندما كان شابا مبادئ هذه المهنة من إسباني خلال الفترة الاستعمارية، وتكوّن والده بدوره على يد مصور فرنسي، وأتذكر إلى يومنا هذا الظروف التي كان يمارس فيها مهنته خاصة مع  غياب الكهرباء والوسائل الضرورية في التصوير والتحميض، حينها كان المصور الوحيد في بوسعادة».

كما يتذكر المتحدث أنه خلال السنوات الأولى من تعلمه هذه المهنة كان التحميض يتم بوسائل بدائية جدا، ثم جاءت انطلاقة مشواره المهني في بداية 1978، ومن حينها لم يتوقف عن العمل ولم يغيّر حرفته، ليصبح اليوم من أقدم المصورين في المدينة، يساعده في نشاطه هذا ابنه البكر الذي اكتسب بدوره خبرة كبيرة في هذه المهنة.

عبّر المصور لخضر عن افتخاره بالمجموعة التي حققها على مر السنين، يحتفظ بها في محله، وكثيرا ما يستمتع بها الزبائن إذ تُعرض بعضها في مدخل المحل، لذلك يتردد عليه السياح وبعض المثقفين والديبلوماسيين لاكتشاف هذه المدينة.

بالمقابل تأسف السيد لخضر لكون مهنة المصور باتت مهددة بالزوال بسبب الغزو الرقمي الذي أدى إلى تراجع فن التصوير، ووصل الأمر إلى أخذ الصور الخاصة بالوثائق الإدارية على مستوى الدائرة، ومع ذلك يبقى يأمل في أن تسترجع هذه المهنة  أيامها الخوالي لتكون ذاكرة الزمن الجميل.