اختتام صالون التحف القديمة بقصر الرياس

عبق من ذاكرة الأجداد

عبق من ذاكرة الأجداد
  • 943

تختتم اليوم بقصر رياس البحر، فعاليات «صالون التحف القديمة» الذي جلب العائلات العاصمية بكثافة، للاستمتاع بقطع فنية تستحضر ذاكرة أيام خلت عاشتها العاصمة من خلال بعض التحف والأواني واللوحات الفنية والآلات الموسيقية وأدوات التسجيل والأسطوانات والكتب وغيرها. كما وجد العارضون اهتماما بما قدموه، مما دفعهم إلى البحث أكثر وجلب المزيد في مواعيد أخرى.

أقيمت أجنحة العارضين بقصر 17 في الطابقين السفلي والعلوي، وفي بهو المعرض استقبل السيد بن حفيظ منصف الدين جامع التحف «المساء» وراح يتجول معها عبر معرضه الواسع الذي ضم كل شيء معطر برائحة قصبة زمان وبأزقة العاصمة القديمة، بما فيها حي الأبيار. وقد أشار السيد منصف إلى أنه يشتري هذه القطع والتحف أينما وجدها ليعرضها للجمهور الذي تجاوز العاصمة، حيث أقبل الجمهور من عدة ولايات وأعجبته الفكرة، بل اقترح البعض المساهمة في بعض ما لديه من تحف قديمة، لكن منصف أكد أن نقص الإعلام أحيانا يحرم الكثيرين من المجيء.

من ضمن ما عرض منصف العشرات من الطوابع البريدية القديمة والنقود والعملة عموما منها ما يعود للفترة العثمانية، كذلك الكتب القديمة وكتب الرسوم المتحركة بالألوان، بعضها صدر سنة 1945، وكذلك الروايات والمجلات منها مجلة أصالة الصادرة في 1971، وكتب لم تعد موجودة الآن في السوق بكثرة كرواية «البؤساء» لفيكتور هوغو صدرت في الجزائر سنة 1963.

هناك أيضا بعض الوسائل القديمة التي يتجاوز عمرها عقودا، منها وسائل بسيطة تستعمل في يومياتنا كـ»الكباسة» و»الثاقبة اليدوية» التي سبقت الكهربائية المستعملة حاليا. وتوقفت السيدات طويلا عند المضرب التقليدي للبيض وتفاجأن بأنه كان موجودا منذ أكثر من قرن، ناهيك عن الأواني والتحف النحاسية القديمة والصالون العربي التقليدي.

في الطابق السفلي دائما، عرضت أجهزة التصوير منها أجهزة سينمائية كالكاميرات، والمصابيح العتيقة، إضافة إلى المذياع العتيق الذي لم يكن بيت جزائري يخلو منه.

أشار منصف في حديثه لـ»المساء»، إلى أنه عرض جهاز تلفون يعود إلى سنة 1924، واستعمل في أشهر الأفلام الفرنسية لفرقة «4 شارلو»، وأسطوانات قديمة لعبد الحليم وفنانين فرنسيين، إضافة إلى آلة راقنة وأخرى للتسجيل.

كان هناك أيضا بعض الدفاتر والأجندات المزينة بصور نساء قبائليات بالزي التقليدي، ولوحات زيتية قديمة لطبيعة الجزائر خاصة البحر والغابات والميناء والقصبة العتيقة وقوارب الصيد والحرفيين والنسوة اللواتي يجسدن التقاليد العاصمية.

الفن العتيق كنز متوارث

في الطابق العلوي، ينبعث صوت الشعبي مع الراحل الشيخ العنقى ومريزق وغيرهما من الشيوخ، وفيه التقت «المساء» مع السيد برحمون الياس الذي قال بأنه لا يعرض دون أن يكون معه العنقى،  لذلك عندما دخلت زوجته إلى المعرض، اتجهت مباشرة نحو جناحه الذي لم تزره قبل بعدما جذبها صوت العنقى، وفي هذا الجناح يكثر الأثاث التقليدي القصبوي المنقوش باليد وبدقة متناهية والنحاس وطواقم الأواني القديمة والمصابيح و»الكانون»، وغيرها التي تحمل بصمة القرن الـ19، وما طغى على هذا الجناح هو الآلات الموسيقية، منها العود الصدفي المزخرف بالمنمنمات والربابة والموندولين والطار والدربوكة والكويترة والقامباز (تشبه القمبري)ولوحات تبرز تاريخ المقاومة.

قال السيد إلياس لـ»المساء»: آلة الكويترة كانت عند عائلتنا بالدار منذ زمن بعيد، علما أننا كنا جيران الراحل العنقى، بالتالي شربنا الفن من عنده. أما آلة القامباز فاشتريتها أنا من أحد المغتربين بفرنسا واحتفظت بها. عموما أنا مولع بالشعبي وكنت أغني في مناسبات عديدة».

في جناح السيدة نادية خليفي يحياوي، علّقت اللوحات التشكيلية القديمة أكثرها تصور عالم المرأة الجزائرية بما فيه من جمال وتقاليد ويوميات، سواء في الحواضر أو الأرياف، ومن أجمل اللوحات؛ لوحة «المسامع» و»الأم» ولوحة ضخمة لـ»نساء الحايك» وغيرها، إضافة إلى الأواني النحاسية والصناديق التقليدية المزركشة وكذا الأسلحة التقليدية منها الخناجر والبوابات المنقوشة وعليها الخامسة المذهبة .

جناح عبد اللاوي محمد يزيد اكتظاظا بالنحاس الأحمر الفاخر المخصص للزينة، ومعه عرضت آلة تصوير سينمائي وكذا مجسمات حيوانات كانت تزين بها بعض البيوت الجزائرية، إضافة للكتب القديمة.

مريم.ن

ثقافيات

افتتاح معرض «نقرأ لنرتقي» بميلة 

توافدت على معرض للكتب بعنوان «نقرأ لنرتقي»، تقيمه منذ أيام مجموعة «ميلة تقرأ» الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي،  بالاشتراك مع مجموعة «غالاكسي سكول» في مقر دار الشباب «محمد لدرع» بمدينة ميلة، أعداد معتبرة من هواة المطالعة والمبادرات الثقافية.

أشار منظمو هذا المعرض الذي تزامن تنظيمه مع العطلة المدرسية الشتوية، إلى أن من أهداف التظاهرة، تشجيع ثقافة المطالعة وتنمية الزاد المعرفي وحب الكتاب.

فضلا عن عرض كتب ومؤلفات قيمة لكتاب ومؤلفين معروفين، فقد مكّن المعرض مؤلفين شباب من عرض أعمالهم وبيعها بالإهداء، على غرار الشاب أنيس إياد غيشي الذي قدم قصته التي تحمل عنوان «أصوات ، والطيب صياد الذي عرض روايته «العثمانية  وإلهام مزيود ومجموعتها «عرائس الماريونات»، وعبد الرزاق طواهرية ومؤلفه «شياطين بانكوك».

تميزت التظاهرة أيضا بتنظيم مسابقات فكرية وإلقاء محاضرات ومداخلات تمحورت حول موضوع القراءة.

وكانت مجموعة «ميلة تقرأ» قد افتتحت قبل أسابيع قليلة مكتبات «الهواء الطلق» بكل من فرجيوة والقرارم قوقة وميلة، تشجيعا للمطالعة العمومية.

خنشلة تستلم مسرح الهواء الطلق والمكتبة الرئيسية نهاية السداسي الأول

سيتم استلام مشروعين ضمن هياكل الثقافة بخنشلة، يتمثلان في مسرح الهواء الطلق، بالإضافة إلى مشروع بناء المكتبة الرئيسة في نهاية السداسي الأول من السنة الجارية. نسبة تقدم أشغال مسرح الهواء الطلق المصمم لكي يتسع لـ2000 مقعد والواقع بحي أول نوفمبر في مدينة خنشلة، ورصد له غلاف مالي بقيمة 132 مليون دج، بلغت 80 بالمائة.

كما تقدمت أشغال المكتبة الرئيسية الجاري إنجازها بطريق باتنة في نفس المدينة بنحو 90 بالمائة، إذ تطلب إنجازها 201 مليون دج. كما أن عملية إعداد دفتري الشروط الخاصين باقتناء تجهيزات وأثاث هذين المشروعين جارية حاليا.

يجري بخنشلة أيضا إنجاز «مخبر الحفظ والترقية» بجوار المتحف الوطني العمومي بالمدينة، بلغت نسبة تقدم أشغاله 10 بالمائة. علما أن المبلغ المرصود يقارب 100 مليون دج.

كما تم الانتهاء من دراسة مشروع إنجاز ملحقة المعهد الجهوي للتكوين في الموسيقى بالولاية، و الدراسة المتعلقة بإنجاز مكتبتين ريفيتين ببلديتي لمصارة ويابوس.

عروض مسرحية لأطفال عنابة

لاقت عروض الأيام الوطنية الـ13 لمسرح الطفل بعنابة، التي اختتمت أول أمس تجاوبا ملحوظا من قبل الأطفال الذين توافدوا طيلة هذه التظاهرة رفقة أوليائهم، على قاعة المسرح الجهوي «عز الدين مجوبي» للاستمتاع بعروض ترفيهية وتربوية هادفة.

إلى جانب ألعاب الخفة والعروض الموسيقية والورشات المفتوحة للرسم الحر، تمكنت لغة المسرح من شد اهتمام الصغار بعروض مسرحية تربوية تناول بعضها النظافة والصحة وأخرى أهمية المحيط والحفاظ على البيئة.

تجلى ذلك في العروض المسرحية «العالم الأزرق» لجمعية البسمة لمسرح الطفل بسكيكدة و»عالم الإنسان» لجمعية المسرح الحر بميلة، بالإضافة إلى «مملكة الألحان» لجمعية الشهاب للفنون الدرامية بعنابة التي تناول بعضها أهمية الشجرة بالنسبة للكائنات الحية، وأكدت على ضرورة الحفاظ على البيئة والبعض الآخر على  التربية الصحية، مع تقديم إرشادات للحفاظ على صحة الأسنان والوقاية من التسوس.

طيلة العروض المسرحية التي وظفت الكثير من الألوان والأزياء البهلوانية، تعالت في كل عرض أهازيج الأطفال، فصفقوا تارة ورددوا أخرى مقاطع من أغاني تنشيطية مرفهة.

نظمت تظاهرة الأيام الوطنية لمسرح الطفل في طبعتها الـ 13 من طرف جمعية الشهاب للفنون الدرامية لعنابة، بالتعاون مع المسرح الجهوي لنفس المدينة، وشهدت مشاركة فرق وتعاونيات مسرحية من ولايات عنابة وسكيكدة وميلة وغليزان وتيارت وعين الدفلى وتلمسان.

للإشارة، إلى جانب عروض يومية بقاعة المسرح الجهوي بعنابة،  تنقلت العروض الترفيهية لهذه التظاهرة التي دامت أسبوعا عبر المركز الثقافي «حسن الحساني» ومستشفى الأطفال» إليزا» بعنابة ودار الشباب لبلدية الشرفة.

ق.ث