إلى جانب كتاب جمع فيه ألف مثل شعبي

عثماني بولرباح يطلق ديوان "أجنحة السحاب"

عثماني بولرباح يطلق ديوان "أجنحة السحاب"
  • 1409
دليلة مالك دليلة مالك
أصدر الدكتور والشاعر عثماني بولرباح، مؤخّرا، كتابين عزّز بهما المكتبة الجزائرية، الأوّل سماه "كلمات باهرة وأمثال سائرة" وهو عبارة عن خلاصة بحث وجمع وتصنيف للأمثال الشعبية المتداولة في منطقة الأطلس الصحراوي، وهو موجّه للأكاديميين ومحبّي الأدب الشعبي، أمّا الكتاب الثاني فهو عبارة عن ديوان شعر عنونه "أجنحة السحاب" يصدره في طبعة ثانية للشغوفين بديوان العرب.
الشعر ديوان العرب، مقولة قديمة تعكس أهمية هذا الفن عند العرب، وهو لسان حال الشاعر عثماني بولرباح، للبوح بما يختلج في قلبه وخاطره، وكانت هموم الوطن على رأس انشغالاته ألهمته لنظم قصائده على غرار قصائد "روضة الأفاق"، "فداك فؤادي" و«أرض المفاخر"، ونوّع الشاعر بين الأسلوبين العمودي والحرّ، وكتب قصيدة مجّد فيها الشهيد عنوانها "رمز النعم"، قال فيها:
سلامي عليك شهيد الوطن    **     سلامي عليك شهيد القيم
هنيئا لك الفوز يا خالدا         **     فأنت الذي صرت رمز النعم
شهيد الجزائر أنت المنى      **    وأنت الرجاء وأنت الأمم
وأنت الحفيد لأبطالنا            **    ستعلو برأسك مثل العلم
استهل بولرباح، ديوانه بقصيدة "فرط التنائي" يفتت عبرها ألم الحب وضرر الشوق، وينتهي بقصيدة "آية العشّاق" التي تجنح كذلك إلى موضوع الحب بعاطفة صادقة وقوية، وفضّل الشاعر أن يضع هوامش لديوانه يشرح فيها الكلمات الصعبة، ذلك بهدف إيصال فحوى قصائده إلى أكبر عدد من الناس بمختلف مستوياتهم الثقافية والعلمية.
وأسهب الشاعر في موضوع الحزن وكتب "أهات الضحى"، "مسارح الأحزان" و«الحلم الممزق" وعن البعد والنوى عبر "صهوات الفنا" وجمع في قصيدة "هذيان وحصار" أشجان العشق كاملة ورواها بنظم حزين يقول فيها:
«أوله..هذيان يحصر أوردتي، يثقلني، يجعلني أبكي لحظات..يجعلني أبكي سنوات..يتولد شوق من شوقي، يتولد حب من حبي...فزوال، حبك كالوحي أصدقه...كالتنزيل، حبك تجوال، بين أمواج وموت، وبين آهات الشوق، حبك كل ما أرى وما لا أرى..حبك كل الهوى والهوى..حبك نار، وقلبي نور"
وقام الوزير الأسبق لمين بشيشي، بتقديم الديوان، حيث وصف أشعار عثماني بولرباح، بالقطعة السيمفونية غنيّة الألحان والأوزان وعميقة الدروس والمعاني ومليئة بالأحزان، وقال إنّ الديوان يعبّر عن واقع الجيل المعاصر، ويدفع بالمتلقي إلى السؤال ماذا فعلنا برسالة الشهداء؟.
كما قدّم الديوان كذلك محمد فنطازي، أستاذ النقد المعاصر بكلية الآداب واللغات بجامعة الأغواط، وقال إنّه عبارة عن رحلة إلى عالم الشعر حيث تترافق الأفراح مع الأتراح جنبا إلى جنب، يمشيان في سوق الكلمة، ويتجلى المناضل بسلاحه وشجاعته والوطن بجرحه الغائر، ويتّفق مع بشيشي، بوصفها سيمفونية نوتاتها الحروف والكلمات والصور الرائعة الجميلة.  
 وبخصوص المؤلف الثاني وسمه بـ«كلمات باهرة وأمثال سائرة" فهو كتاب في التراث جمع فيه الباحث عثماني بولرباح، أكثر من ألف مثل شعبي من منطقة الأطلس الصحراوي، وقدّم فيه عن المثل الشّعبي مفهومه، خصائصه، وأهم وظائفه، بالإضافة إلى ترتيب الكتاب بالحروف الأبجدية.