يوغرطة عبو يقدّم "جزائريات استثنائيات"
عرفان بتضحيات المرأة ضدّ المستعمر والتقاليد البالية
- 313
قدّم الكاتب يوغرطة عبو، أوّل أمس، بمكتبة "اجتهاد" ، كتابه الجديد "جزائريات استثنائيات" . عرض فيه أسماء لامعة في تاريخ الجزائر، رأى من الضروري الحفاظ على ذاكرتها، وتقديمها لجيل اليوم؛ كي تكون قدوة. وقال إنّ عمله الذي صدر عن دار "سمار" وتطلّب منه الجهد والبحث، هو في المقام الأوّل، تكريم للمرأة الجزائرية في كل مكان وزمان؛ حيث سافر عبر العصور والأزمان ليسجّل بطولاتها وإنجازاتها وبصمتها في مسار التغيير التاريخي والاجتماعي.
استهل الأستاذ عبو كتابه بواقعة حقيقية مسّته عن سيدة قبائلية أنجبت بنتا، فسخِرت القرية منها، إلاّ أن جدة الطفلة سمتها بالأمازيغية "أرقى من النجوم".
وأكّد الكاتب أنه اختار 18 شخصية نسائية من ضمن جزائريات اختيرت عبر ألف عام من الوجود، كتبن أسماءهن بحروف من ذهب، وخلّدن مسارهن في كلّ مرحلة من التاريخ، بعضهن طالهن النسيان أو التهميش، وبالتالي من الواجب، حسب الكاتب، اليوم، تكريمهن، وهو، بالتالي، تكريم للمرأة الجزائرية؛ سواء كانت مثقفة، أو أمية، أو حضرية أو قروية.
ومن ضمن النساء اللواتي تحدّث عنهن الأستاذ عبو، فاطمة تازوقاغت، التي انطلقت من الأوراس لتغزو فاس ومكناس، وتقود الرجال بكلّ شجاعة وحكمة، لتأتي بعدها فاطمة نسومر التي واجهت الجيش الاستعماري وحاربت جنرالاته. وتلتها زليخة أوداي التي زعزعت الجند الفرنسيين، وألهبت الثورة بجبال شنوة.
وواصل الكاتب حديثه عن سيدات أخريات من الماضي البعيد، منهن الكاهنة التي اجتهدت في القتال، وفي التفاوض على حدّ سواء، وكذلك تنهنان التي اعتمدت على ذكائها لحماية شعبها.
وفي التاريخ الحديث، ذكر الأستاذ عبو فاطمة بن عصمان، وهي أوّل امرأة تلج مجال الصحافة في بلادنا، وكذلك السيدة بن زكري المناضلة التي تعاطت المسرح، وكانت ترفع بعد كلّ عرض الراية الوطنية في زمن الأربعينيات وبداية الخمسينيات، وكذلك البرلمانية مريم بان، ونفيسة حمود، وجزيل حليمي، والمجاهدة عزة بوزكري أرملة عبان رمضان، ثم زوجة سليمان دهيلس، والطبيبة علجية بن علاق، والمغنية شريفة، وجميلة بوباشا أيقونة الثورة التحريرية، التي سمع صوتها العالم.
وأشار المتحدّث إلى أنّه حاول مسّ كل المجالات والتوجّهات والمناطق، ومختلف الحقب التاريخية؛ منها فترة ما بعد الاستقلال، وبعض إنجازات المرأة، من ذلك قيادتها الطائرات الحربية، وفي وقت مبكر سبقت به غيرها. واعترف بأنّ الكتاب لا يستطيع أن يضمّ كلّ الأسماء؛ لذلك يبدو مقصّرا في حق أخريات. وقال إنّه سيصدر لاحقا، الجزء الثاني للكتاب.
للإشارة، شهدت المناقشة عدّة تدخّلات، أجمعت كلّها على ضرورة العرفان بالمرأة، وأنّ أيّ تهميش أو احتقار لدورها محتوم به على مجتمعنا الفشل والتخلف، فيما رأى البعض أنّ مثل هذه الكتابات هي درس وقدوة لبناتنا الجزائريات؛ كي يفخرن بأسلافهن ممن سبقن في التضحية والصمود والتميّز في كلّ المجالات رغم الصعاب، وتضبيط المجتمع الذكوري.
للتذكير، الكاتب يوغرطة عبو مختص في علم النفس الاجتماعي. وينشط في المجال الجمعوي. ويشرف على نادي القراءة للأطفال. وله 5 كتب.