حسب جريدة "لومند" الفرنسية

عزيز شواقي فخور بالهبة الشعبية للجزائريين

عزيز شواقي فخور بالهبة الشعبية للجزائريين
عزيز شواقي
  • 519

كان الكاتب الروائي والمسرحي عزيز شواقي، الذي وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي بباريس، إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز 67 سنة، يتابع ثورة الجزائريين منذ انطلاقها في 22 فبراير بعين "الإعجاب" والافتخار"، حسبما كتبت مؤخرا، الصحيفة الفرنسية "لوموند" في عددها الأخير.

أشارت الصحيفة الفرنسية في ذكرى رحيل مؤلف رواية "باية"، إلى أنه كان "ومنذ بداية المسيرات في الجزائر يوم 22 فبراير، يتفاعل بشدة مع تطور أحداث بلاده  الجزائر، التي اضطر إلى مغادرتها سنة 1991، حتى لا تطاله أيادي الغدر وتمحي اسمه من قائمة الصحفيين المعنيين بالاغتيال من طرف الإرهاب".

استرسلت نفس الصحيفة تصف "المغترب الذي كان يتابع بإعجاب وافتخار من باريس وضاحيتها الشمالية، صدى الشوارع الجزائرية وكرامة شخصياتها التي أبت إلا أن تدون بأناملها، صفحات التاريخ في هبة فريدة من نوعها"، معترفة بأن هذا المؤلف الجزائري كان غزير العطاء، حيث "ذاع صيت كلماته على وقع ريشته، وتمخضت عن بلاغته أشعار، فتحولت مغامرات الهجرة إلى إلياذة رائعة".

كما جاء في جريدة "لوموند"، تصريح المدير الأسبق لمسرح "لي امونديي" (اللوز) بمدينة "نانتر"، جون-لوي مارتينلي الذي قام بتكييف نصوص للمؤلف الراحل شواقي، منها "جولة" (دار نشر تياترال، 2005)، من روائع الرحلات البرية الساكنة، وفي جزائر خيالية.

أفصح السيد مارتينلي بقوله "تلك الطريقة التي يراقص بها الكلمات ويقلب بها تركيب الجمل... وتلك البراعة التي يصنع منها صور بكلماته، التي تبعث على الإلهام من عدوان العالم، وتنفجر لها النفوس بالضحك، وكأنه ورث شيئا من رابليه وسيلين (مؤلفين)، إذ تفجر لغته عالم الحقيقة".

أما الصحيفة، فلطالما اعتبرته "مؤلفا وفير العطاء، وفنانا مغتربا وحيدا، هاربا من الأمور البسيطة، ماقتا الأفكار المسبقة حول "الكتاب العرب"، مشيرة إلى أنه وما إن وطأت قدماه أرض فرنسا "حتى توافد عليه كبار ناشري باريس باقتراحاتهم التي رفضها، وأبى أن يلعب دور الجزائري الناجي من الإرهاب والسانح لإطلاق العنان لشتم الإسلاماوية".

أنهت الصحيفة مقالها، مدلية بشهادتها أنه "كان يظن أنه لم يخلق ليكون مشابها لغيره، فقد كان شديد التعبير، جد متحرر وكثير الاختلاف، حتى وإن بقي في الجزائر مجهولا وأحيانا غير مفهوم، إلا أنه سيخلد من كبار الكتاب الجزائريين المعاصرين".