يعدّ رائد الأغنية التارقية
عشر سنوات تمر على رحيل عثمان بالي
- 1674
تمرّ عشر سنوات على رحيل عثمان بالي، أوّل سفير للثقافة التارقية بكلّ بهائها، تاركا وراءه إرثا لا يقدّر بثمن - تحاول عائلته وتلاميذته اليوم تخليده - كان نتاج عمل دؤوب كرّس له الفنان حياته من أجل نشر الموسيقى التقليدية الخاصة بمنطقة جانت. وطوال مشواره الفني، أثار عثمان بالي (اسمه الحقيقي مبارك عثماني) فضول محبي الموسيقى، حيث مثّل الثقافة التارقية بكلّ تجلياتها فكان حامل صوت موسيقاها واللباس الخاص بها والشعر التارقي، بالإضافة إلى لغة تامشاق التي استطاع أن ينشرها في كبريات المدن الأوروبية والآسيوية والإفريقية والأمريكية قبل أن يجرفه واد بمسقط رأسه بجانت ليفارق الحياة في 17 جوان 2005.
عثمان بالي (الذي ولد في 1953 وتلقى تكوينا في التمريض)، عمل على ترقية الموسيقى التقليدية للمنطقة وشعر التيندي الذي تلقاه شفويا من والدته خديجة التي هي أيضا شاعرة ومؤلفة كلمات أغاني الفنان الذي سجّل أوّل ألبوم له في 1986، وبهذا التسجيل الأوّل الذي يضمّ أساسا قصائد شعرية نسوية التي كان يؤديها رفقة مجموعة نسوية، فقد قلب عثمان بالي - الذي كان يحب أن يوصف بـ«تلميذ والدته»- موازين العادات والتقاليد الخاصة بالموسيقى التقليدية. وتبع هذا الألبوم الأوّل، تسجيلات أخرى ارتقى بها إلى عالم الشهرة من بينها «أسروف» (الغفران)، «أسوف» (الحنين إلى الماضي) و»أسيكل» (الرحلة)، بالإضافة إلى تسجيل حفل فني مباشر بكاراكاس (فنزويلا) رفقة العازف على الآلات الإيقاعية الأمريكي ستيف شيهان.
وفضلا عن أدائه الفني في المسارح العالمية، أبرز كذلك عثمان بالي انفتاحه على الموسيقى العالمية لتحديث وإثراء الموسيقى التقليدية وتجسد ذلك من خلال عمله مع الفرقة الموسيقية للجاز الإيطالي فيسنتي. وأحيا الفنان رفقة مجموعته المؤلفة من النساء وأفراد من عائلته وتلاميذته كميلود شوغلي، حفلات، حيث كان يقدّم أحيانا عروضا راقصة مانحا بذلك «روحا ثانية وبعدا هاما لثقافة طوارق الطاسيلي»، كما ذكرته والدته التي رحلت في جويلية 2014.
وترك هذا البارع في العزف على آلة العود بعد رحيله المأساوي فراغا على الساحة الثقافية يحاول ملأه اليوم ابنه وأصدقائه الموسيقيين وتلامذته لتخليد موسيقى بالي وذلك من خلال العودة إلى مؤلّفاته الموسيقية. وكشف نبيل بالي الذي يعزف على آلة العود في الفرقة التقليدية للفقيد، أنّ والده ترك ما يربو عن 250 قطعة موسيقية وشعر، ينوي استغلاها تدريجيا في الألبومات المقبلة التي يعتزم تسجيلها بجانت.
وبجانت مسقط رأس عثمان بالي، يوجد اليوم اسمان بارزان على الساحة الموسيقية الجزائرية والدولية يسيران على خطى معلمهم الأول وهما عبد الله مصباحي الذي يواصل مشوار صديقه الراحل، وكذا ميلود شوغلي عضو في فرقة الفقيد الذي يواصل هو أيضا البحث في الموسيقى لإعادة بعث الحركية وإثراء الموسيقى والشعر القديم لمنطقة الطاسيلي. واستطاع عثمان بالي، صاحب أغنية «دمعة» و»كال أكالين» أن يجذب تلاميذ جدد في مناطق أخرى في جنوب الجزائر الكبير وإشراك موسيقيين شباب لتلقينهم العزف على آلة العود.
فرقة «تينيسا» لتمنراست التي يقودها عازف العود رزقاوي، تؤكّد تأثير عثمان بالي على الفرق الشابة التي تعود إلى ريبرتوار الموسيقى التارقية العريقة بإدخال آلات تقليدية تتميّز بها منطقتهم. لمسة وبصمة عثمان بالي في التشبث في التراث التارقي العريق تخلّد اليوم كما يرى أقرباؤه الذين أكّدوا أنّه لطالما شجع الموسيقيين ليشقوا طريقهم ويصنعوا أسلوبهم الموسيقي الخاص بهم (...) وإثراء الميراث التقليدي التارقي دون المساس بروحه وبأصالته.
عثمان بالي (الذي ولد في 1953 وتلقى تكوينا في التمريض)، عمل على ترقية الموسيقى التقليدية للمنطقة وشعر التيندي الذي تلقاه شفويا من والدته خديجة التي هي أيضا شاعرة ومؤلفة كلمات أغاني الفنان الذي سجّل أوّل ألبوم له في 1986، وبهذا التسجيل الأوّل الذي يضمّ أساسا قصائد شعرية نسوية التي كان يؤديها رفقة مجموعة نسوية، فقد قلب عثمان بالي - الذي كان يحب أن يوصف بـ«تلميذ والدته»- موازين العادات والتقاليد الخاصة بالموسيقى التقليدية. وتبع هذا الألبوم الأوّل، تسجيلات أخرى ارتقى بها إلى عالم الشهرة من بينها «أسروف» (الغفران)، «أسوف» (الحنين إلى الماضي) و»أسيكل» (الرحلة)، بالإضافة إلى تسجيل حفل فني مباشر بكاراكاس (فنزويلا) رفقة العازف على الآلات الإيقاعية الأمريكي ستيف شيهان.
وفضلا عن أدائه الفني في المسارح العالمية، أبرز كذلك عثمان بالي انفتاحه على الموسيقى العالمية لتحديث وإثراء الموسيقى التقليدية وتجسد ذلك من خلال عمله مع الفرقة الموسيقية للجاز الإيطالي فيسنتي. وأحيا الفنان رفقة مجموعته المؤلفة من النساء وأفراد من عائلته وتلاميذته كميلود شوغلي، حفلات، حيث كان يقدّم أحيانا عروضا راقصة مانحا بذلك «روحا ثانية وبعدا هاما لثقافة طوارق الطاسيلي»، كما ذكرته والدته التي رحلت في جويلية 2014.
وترك هذا البارع في العزف على آلة العود بعد رحيله المأساوي فراغا على الساحة الثقافية يحاول ملأه اليوم ابنه وأصدقائه الموسيقيين وتلامذته لتخليد موسيقى بالي وذلك من خلال العودة إلى مؤلّفاته الموسيقية. وكشف نبيل بالي الذي يعزف على آلة العود في الفرقة التقليدية للفقيد، أنّ والده ترك ما يربو عن 250 قطعة موسيقية وشعر، ينوي استغلاها تدريجيا في الألبومات المقبلة التي يعتزم تسجيلها بجانت.
وبجانت مسقط رأس عثمان بالي، يوجد اليوم اسمان بارزان على الساحة الموسيقية الجزائرية والدولية يسيران على خطى معلمهم الأول وهما عبد الله مصباحي الذي يواصل مشوار صديقه الراحل، وكذا ميلود شوغلي عضو في فرقة الفقيد الذي يواصل هو أيضا البحث في الموسيقى لإعادة بعث الحركية وإثراء الموسيقى والشعر القديم لمنطقة الطاسيلي. واستطاع عثمان بالي، صاحب أغنية «دمعة» و»كال أكالين» أن يجذب تلاميذ جدد في مناطق أخرى في جنوب الجزائر الكبير وإشراك موسيقيين شباب لتلقينهم العزف على آلة العود.
فرقة «تينيسا» لتمنراست التي يقودها عازف العود رزقاوي، تؤكّد تأثير عثمان بالي على الفرق الشابة التي تعود إلى ريبرتوار الموسيقى التارقية العريقة بإدخال آلات تقليدية تتميّز بها منطقتهم. لمسة وبصمة عثمان بالي في التشبث في التراث التارقي العريق تخلّد اليوم كما يرى أقرباؤه الذين أكّدوا أنّه لطالما شجع الموسيقيين ليشقوا طريقهم ويصنعوا أسلوبهم الموسيقي الخاص بهم (...) وإثراء الميراث التقليدي التارقي دون المساس بروحه وبأصالته.