المطرب ذيب العياشي لـ"المساء":

عصرنة المالوف يعني هدمه

عصرنة المالوف يعني هدمه
  • القراءات: 2462
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب
يعتبر المطرب المالوفي ابن مدينة بونة الجميلة، ذيب العياشي واحدا من الأصوات الغنائية الشجية والقوية الذي سعى طيلة مشواره الفني للحفاظ على أصالة أغنية المالوف... المساء إلتقت به و أجرت معه هذه الدردشة.

"المساء": ما هو جديد ذيب العياشي؟
العياشي: سأقوم خلال هذه السنة الجديدة 2015 بإنجاز ما بين 08 إلى 10 ألبومات غنائية جديدة تتضمن في مجملها أغاني في طابع الحوزي والمحجوز والزجل والمديح النبوي، إضافة إلى نوبتين.. وسأشارك إن شاء الله بهذه الألبومات في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ثم إن غرضي من إصدار هذه الأخيرة يعود بالأساس إلى رغبتي الملحة في المساهمة من أجل ترقية والحفاظ على روح الموسيقى التراثية الكلاسيكية.

®^كيف ترى واقع الأغنية المالوفية اليوم؟
^^ صراحة هي في خطر.

^ لماذا هي في خطر؟
^^ الخطر يكمن في أن البعض قد أدخل عليها الآلات الغربية التي ستساهم دون شك ـ وهذه قناعتي الخاصة ـ في قتل روح الأغنية المالوفية التراثية وإفراغها من محتواها الأصيل، لأن قيمتها تكمن في الآلات القديمة الأصلية كالعود العربي والكمان و"الجواق" أو الناي وغيرها من الآلات الموسيقية التي أعطت للمالوف نكهته الخاصة وأوصلته إلى ما هو عليه الآن، صراحة إن إدخال تلك الآلات الغربية كعلبة "الريتم" قد أفرغ المالوف من محتواه الذي يميزه عن غيره من الطبوع الغنائية الأخرى.

^ انطلاقا من هذا، هل هناك خوف على مستقبل المالوف؟
^^ صحيح المالوف في خطر، لكن مادام استطاع الصمود طيلة 08 قرون بالأندلس، أي من سنة 791 إلى غاية 1492 ثم إلى يومنا هذا، وما يزال محافظا على أصالته ومميزاته بالرغم من كل الظروف والأحوال فإنني أعتقد جازما بأن لا أحد اليوم يستطيع إفراغه من محتواه ما دام هناك من يحافظ عليه من جمعيات جادة ومشايخ المالوف الذين ما زالوا يعتمدون على الآلات الأصلية ويحافظون في ذات الوقت على القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها الموسيقى الأندلسية بصفة عامة ومنها المالوف، إضافة إلى وجود بعض الأصوات الشابة التي ما زالت تحترم الطرب الأصيل.

^ إذن أنت ضد عصرنة المالوف؟
^^ نعم أنا ضد عصرنته، لأنه ببساطة لا يمكن عصرنة المالوف بالمنطق الذي يفهمه البعض، فالعصرنة لا تعني بالضرورة التجديد في التراث، لأن التجديد في منظوري لا يكون بالآلات الغربية لكن باستغلال التراث الغنائي كلمة ولحنا والعمل من أجل إبراز ما لم يتم إبرازه اليوم والبحث أيضا حتى عن فلسفة الموسيقى الكلاسيكية التراثية التي أعتبرها جزء لا يتجزأ من موروثنا الغنائي الذي يميزه عن غيره، وبكلمة واحدة أقول عصرنة المالوف بمفهوم البعض يعني العمل على هدمه.

^ كيف هي علاقتك مع الجمهور؟
^^ الجمهور يحترمك عندما تحترم المالوف الأصلي، وتحترم قواعده و لهذا أقول "الفنان الذي يحترم فنه يحترمه جمهوره".

^ ما هو أهم شيء تطمح إلى تحقيقه؟
^^ حلمي الكبير هو تجسيد مشروعي المتمثل في إنشاء فرقة نسوية شبابية في المالوف الأصلي والذي ما زال لم يتجسد بعد بسبب افتقاري لمقر كبير يمكن تحويله إلى مدرسة، أو على الأقل قاعة توضع تحت تصرف المطربين بكيفية تمكننا من تكوين الشباب في المجال الموسيقى والطرب الأندلسي وتنمية أذواقهم.

^ كلمة أخيرة.
^^ أشكر يومية "المساء" التي أتاحت لي هذه الفرصة وتحية عطرة بالود والمحبة والأخوة لكل قرائها.