مسلسل "7 حجرات" لمهدي تساباست

عمل درامي لافت يستحق المــتابعة

عمل درامي لافت يستحق المــتابعة
  • 1972

يقدّم مهدي تساباست رؤية إخراجية مغايرة من خلال المسلسل التلفزيوني "سبع حجرات" الذي تبثه المؤسسة العمومية للتلفزيون ضمن شبكتها الرمضانية لهذا العام، بفضل كتابة درامية مشوقة لرابح سليماني، سرعان ما تجلت جمالياتها مع تعاقب الحلقات، بعد انطلاقة ضعيفة في أول حلقة، شابها ثقل في إيقاع القصة المقترحة.

تدور أحداث المسلسل في الزمن الراهن، عن "هشام صحراوي" (أدى الدور محمد بن بكريتي) الشاب صاحب المال والأعمال، الذي تنقلب حياته رأسا على عقب في رمشة عين، بعد أن تتبعه لعنة 7 حجرات إثر الظلم الذي يقوم به، فيصير إنسانا بسيطا، يبحث عن فهم السبب، واسترجاع أملاكه؛ في رحلة مشوقة، يساعده فيها صديقه "منير" (أدى الدور حسين مختار) مقابل أن يعاونه،هو الآخر، في تقريب العلاقة من حبيبته "حليمة"؛ إذ لا يجرؤ منير على التقرب منها، مكتفيا بتبادل الابتسامات معها مقابل مقر عملها. ويدخل العمل ضمن الواقعية والخيال معا؛ في حكاية محبوكة بشكل منطقي، عن حال "هشام" الغريبة، التي استدعت الذهاب إلى دجال للإجابة عن انشغاله، ليؤكد له ، فيصدّق "منير" قصة صديقه؛ إذ كان يظنه مريضا أو مجنونا. 

ويتناول المسلسل في البدء حياة هشام الباذخة، ويصور حجم الظلم الذي مارسه على خادمة البيت، وموظف في شركته كمحاسب، هذا الأخير الذي يتعرض للطرد لأسباب واهية. ومن جهة ثانية، يلقي المسلسل نظرة دقيقة عن المحاسب "شاكر" (أدى الدور إلياس مشاكرة)، الذي يحاول أن يجد عملا في أسرع وقت لرفع ضيقه، لكن بدون جدوى. وهنا تجدر الإشارة إلى الكفاءة العالية للممثل، الذي استطاع أن يقنع، إلى حد بعيد، على الشاشة؛ على أساس أنه ذو شخصية معقّدة ومرتبكة نفسيا.

ويستعين العمل أيضا بشخصيات لها رمزية على غرار الدرويش (أدى الدور حليم زريبيع)، توحي بأحداث مشوقة لاحقا. وخالتا "هشام" امرأتان لا تكفّان عن الأكل طوال اليوم، قد تعني حديث الناس المؤذي عن استمتاعهما بآلام الآخرين؛ إنها أشبه بلوحة ، تم إضافتها للعمل، أثمرت جمالية متميزة، وربما سيظهر دورهما أكثر مع تتابع حلقات المسلسل.