الكاتبة الصحفية زكية قواو لـ"المساء":

"عواطف في اضطراب" وليدة ركن "الخطوات الأولى"

"عواطف في اضطراب" وليدة ركن "الخطوات الأولى"
  • القراءات: 1183
حاورتها: لطيفة داريب حاورتها: لطيفة داريب
زكية قواو الملقبة بـ«مدام مونية»، صحفية وكاتبة، عُرفت بركنها في جريدة «أوتونتيك» المخصص للرد على مشاكل ومشاغل القراء من عام 1995 إلى سنة 2005، أما حاليا فتوجّهت إلى الكتابة الأدبية ونشرت رواية «عواطف في اضطراب» كنتاج ركنها الشهير «الخطوات الأولى»، التقت «المساء» بمدام مونية على هامش تقديمها لعملها هذا في إطار برنامج «أربعاء الكلمة» الذي تنظّمه مؤسسة «فنون وثقافة»، فكان هذا الحوار.

@ هل تعتبر روايتك الأولى «عواطف في اضطراب» نتاج تجربتك الصحفية؟
@@ هو كذلك، اشتغلت طيلة عشر سنوات في جريدة «أوتونتيك»، وهناك أسّست ركنا مخصصا للرد على رسائل القراء الذين يبحثون عن حلول لمشاكلهم، وفي البداية اعتنيت بفئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 سنة، لأجد نفسي في الأخير مع شريحة كبيرة من المجتمع (من7 إلى 77 سنة)، كما رافقت بصفة أدق العديد من النساء اللواتي أصبن بسرطان الثدي، وفي صدارتهن اللواتي تعرضن لاستئصال أحدهما، ومنه تخلي أزواجهن أو رفقائهن عنهن، مما سبب لهن متاعب نفسية أكثر من المرض نفسه، كما ترأست جمعية للحد من هذا المرض لعشر سنوات أيضا.

@ لماذا انصب اهتمامك بالدرجة الأولى على المصابات بسرطان الثدي؟
@@  لأن سرطان الثدي هو السبب الثاني المؤدي إلى وفاة الجزائريات بعد سرطان الرحم، وما يؤسفني أنّه في الدول المتطوّرة لم تعد المرأة تموت بفعل هذا المرض ويرجع ذلك إلى عامل التوعية، لكن في الجزائر التوعية ضعيفة ووفاة النساء المصابات بهذا المرض مايزال يشكّل الحدث، مع الأسف، لهذا كتبت هذا العمل الذي يتناول قصة حب تجمع امرأة ورجلا، أستاذاين مساعدين في جراحة المخ والأعصاب، يفترقان بعد قصة حب كبيرة دامت ثلاث سنوات، لأنّ نبيل لم يستطع أن يتقبّل مرض حبيبته واستئصال ثديها، فتدخل أمال في دوامة كبيرة من العذاب والحيرة، إلا أنها تلتقي برجل آخر يقبلها على حالها.
لقد كتبت روايتي هذه لهدفين؛ الأول، توعية النساء بضرورة أن يقمن كل صباح بتفحّص ثديهن، ومنه نشر هذه الثقافة عند كل امرأة تقربهن، والثاني يخص نظرة الرجل إلى ثديي نصفه الآخر التي أريدها مغايرة.

@ «عواطف في اضطراب» عنوان روايتك الأولى يحمل الكثير من المعاني.. أليس كذلك؟
@@ أكيد، فهو يضمّ الكثير من المشاعر القوية والمتناقضة أيضا، مثل الحب والحقد والصداقة التي أردت إبرازها، لأنّ الشباب لم يعد يؤمن بها مع أنها موجودة، والدليل أن لدي صديقة منذ أيام الثانوية.. صحيح أننا لا نرى بعضنا يوميا، لكننا صديقتين مخلصتين، كما تناولت أيضا في روايتي هذه الحب الأفلاطوني والعشق الممنوع وغيرها من الأحاسيس.

@  كيف كانت ظروف الكتابة؟
@@  استغرقت في كتابة عملي مدة خمس سنوات، لأنّه تطلب مني بحثا معمقا خاصة من الناحية الطبية، حيث ساعدني كثيرا البروفيسور المتخصّص في علم الأورام بوزيد كمال، حتى أنّني قدّمت له عملي قبل أن أنشره كي يعاينه، وهكذا لن أقدم معلومات خاطئة للنساء بالدرجة الأولى، فمثلا كتبت أنّ المصابة بسرطان الثدي والتي خضعت للعلاج الكيميائي يمكن لها أن تنجب أطفالا، وهذا إجابة مني لأسئلة شابات أصبن بهذا المرض وخفن من عدم قدرتهن على الإنجاب في حال زواجهن.

@ يعيش مرضى السرطان معاناة قلة فضاءات العلاج، حتى أن منهم من يتوفى قبل أن يعالج..؟
@@  صحيح أنّ مرضى السرطان يعانون كثيرا في تحديد موعد لمباشرة العلاج الكيميائي، نظرا لقلة الفضاءات، لكنني أرى أنّ جهودا تبذل بشأن إمكانية فتح وحدات مختصة في هذا المجال، وأرجو أن يتحقّق ذلك في القريب العاجل، لأنّ الوقت لا يرحم مريض السرطان.

@ اتّجهت لنشر روايتك هذه إلى دار نشر حديثة النشأة، لم يعود ذلك؟
@@  نشرت هذا العمل في دار نشر حديثة وثقت بي، وهي «دار نايت»، بعد أن جلت وصلت في العديد من دور النشر المعروفة بدون جدوى، حيث رفضت جميعها نشر روايتي بدون أن توضّح الأسباب .. لا أدري ربما لأنّها خافت من موضوع سرطان الثدي الذي يراه الكثيرون، مثل «البعبع المخيف» يجب تجاهله، لكن التصرّف الصحيح يكمن في التوعية ومحاربته.

@ بالعودة إلى عملك الصحفي السابق، هل كان القارئ يتصفح ركنك، بحثا عن حلّ لمشكلته أم أن هناك من كان يهدف إلى إيجاد آذان صاغية لهمومه فحسب؟
@@  كان القارئ يتّجه إلى ركني عبر رسالة مجهولة، حيث يمكن له أن يفضفض عن خوالي قلبه بحرية مطلقة، فكنت أتلقى رسائل بمواضيع حسّاسة مثل الشذوذ الجنسي والاغتصاب والعذرية وزنا المحارم، كما كان المرسل ينتظر على أحر من الجمر الرد على مشاغله عبر هذا الركن.

@ لكن كيف كنت تعدين إجاباتك، فهي مسؤولية كبيرة؟
@@  كنت أجيب على انشغالاتهم، كما لو كنت أتوجه إلى أبنائي وأقربائي، صحيح يمكن أن أخطأ في ردّ ما، وفي هذا السياق، كنت أتلقى الكثير من النقد، وكنت أنشر هذه الرسائل وأتحمّل مسؤوليتي، في المقابل أرد على القراء دون أن أجرحهم وبالأخص دون أن أصدر أي حكم عليهم، وأرفض أن يصدر أي شخص حكما على آخر، وأقول له؛ «من تكون حتى تصدر حكما على الآخرين؟».. فلا أحد مثالي.

@ وهل استعنت في ذلك بدراسات في علم النفس؟
@@   صحيح أنني إنسانة متفهّمة للآخر وأشعر بهمومه، إلاّ أنّ هذا لم يمنعني بالطبع من إجراء تكوين في علم النفس، وبالضبط في تكوين العلاج الأسري في مدرسة خاصة من جامعة بورقون (فرنسا)، لأتمكّن من مساعدة القارئ بصفة أفضل.

@ هل تخلت مدام مونية عن الصحافة وتوجّهت حصريا إلى عالم الكتابة الأدبية؟
@@  وهو كذلك، لقد توقّفت عن العمل الصحفي بعد أن قضيت سنوات طوال في عدّة جرائد ومجلات مثل «الأصيل»، «أوتونتيك»، «شراقة إيبدو»، «دزيريات» و«افراسك»، وتوجّهت إلى عالم الكتابة الأدبية، وحاليا أكتب قصصا للأطفال وأحضّر لعمل حول مدينة القنطرة، حيث ولدت، والتي تقع بين باتنة وبسكرة، كما أنّني بصدد كتابة رواية جديدة عن الحب دائما.
كنت قد فزت في السابق بالجائزة الأولى لمسابقة مؤسسة «فنون وثقافة» في القصة القصيرة عن «الإخلاص».. حقيقة لا أتوقّف عن الكتابة، فأفكاري في حالة غليان كبير ولا أريد أن أضيّعها، لذا أكتبها بشكل مستمر.