ندوة عن السرد في الجزائر

فن إبداعي يحفر خطواته بتجارب الأجيال المتعاقبة

فن إبداعي يحفر خطواته بتجارب الأجيال المتعاقبة
  • القراءات: 1012

يعدّ مصطلح السرد من المفاهيم التي أضحت تستحود على إهتمام الأدباء والنقّاد تنظيرا وممارسة، بل ما تزال دائرة السرد بشتى أنواعه وأشكاله تتسع يوما بعد يوم، على هامش ملتقى السرد الجزائري في طبعته الأولى الذي إحتضنه قصر الثقافة بسكيكدة مؤخرا على مدار يومين، فتحت «المساء» ندوة نقاش مع أهل الإختصاص حول السرد والرواية الجزائرية السردية بين جيلي سبيعنيات القرن الماضي والتسعينيات منه، ومصطلح الـ«الطابو» في الرواية .

الطبيب والشاعر والقاص عيساني محمد الطاهر السرد استحضار للواقع

يرى الدكتور عيساني محمد الطاهر، أنّ السرد ما هو إلا استحضار للواقع في شكله التاريخي المعاش أو المتخيّل، أو الذي قد يقع في قراءة مستقبلية تأتي بلغة تصويرية مشوّقة تعتمد على التلاعب والتّواصل مع اللاوعي، ليرى المتلقي في النّص المتخيّل شكلا من أشكال معايشته أو حلما من أحلامه.

وعن اللغة السردية أضاف الدكتور عيساني، بأنّها تعتمد على المعنى المباشر والكثيف الذي يعتمد أساسا على لغة بسيطة وسلسة، تستجدي زخما مركّزا لأحداث متواترة تأخذ بلُبّ القارئ أو المتلقي.

الشاعر عاشور بوكلوة السرد جزء من الإبداع

وعن علاقة السرد بالإبداع قال الشاعر عاشور بوكلوة، بأنّه جزء من الإبداع الكتابي، كان إلى وقت ما يحتلّ مرتبة متأخرة لكنّه في السنوات الأخيرة أصبح يتصدر المشهد الكتابي في العالم كلّه نظرا لما يتيحه من فضاءات يمكنها إحتواء جميع الأفكار والرؤى والإيديولوجيات والتفاعل مع جميع مجالات الحياة، على عكس باقي الأجناس الأخرى التي يصعب عليها ذلك.

الأديبة والروائية هند جودر السرد نافذة على دواخل النّفس وعلى العالم

رأت بأنّ السرد يفتح لها نافذة على العالم الداخلي المتمثل في العالم النفسي، وعلى العالم الخارجي الذي هو كل المؤثرات والمعطيات الخارجية التي تُغذي مخيلتها الخاصة، والتي تفتح لها أبوابا ونوافذ لاقتحام عالم الموجودات والمحسوسات والروحانيات، بما يمكنها من استخراج ما أمكن إستخراجه من أسرار وخبايا ومكنونات النفس البشرية العائمة والهائمة في هذا الكون الفسيح، وفيما يخص الكتابة الإبداعية، فقد قالت بأنّها تنقيب عن إجابة لا وجود لها في الحقيقة، مضيفة بأنّ التجربة الإنسانية مهمّة جدا بل أساسية في المجال الإبداعي بوجه عام.

الأستاذ الدكتور يوسف وغليسي السرد يتجاوز الرواية

وحول ما إذا كان السرد مرتبطا كل الإرتباط إلا بالرواية، قال الأستاذ الدكتور يوسف وغليسي، بأنّ السّرد أعم وأشمل من الرواية لأنّه يضم مجمل الأشكال النثرية الحكائية من رواية وقصّة قصيرة وقصة قصيرة جدا وحكاية شعبية وغيرها.

وفيما يخص الفرق الموجود بين مصطلح السرد الكلاسيكي المتوارث والسرد الحداثي قال الأستاذ الدكتور وغليسي، بأنّه من طبيعي جدا أن يختلف النمطان السرديان، فقد جاء التجريب السردي الحداثي ليكسر خطية الزمن السردي الكلاسيكي، ويحطم عمود السرد بلغة أحد النقاد، فسادت المفارقات السردية وتغيرت الشخصيات وغاب البطل، وتعمق الفضاء وتنوع.

الدكتور اليمين بن تومي للمرجعيات دورها في الإبداع

وعن الخصائص الفنية للرواية السبعينية والخصائص الفنية للرواية التسعينية قال الدكتور اليمين بن تومي، بأنّ جيل الـ70 قد هيمنت في كتاباته الأيديولوجية لأنّ الكاتب ـ حسبه ـ كان ينتمي إلى واقع سياسي وإجتماعي معيّن، ولأنّه كان أيضا يدافع فيه عن استراتيجية معينة، حيث كانت الدولة منفتحة على الخيار الاشتراكي، وعلى الملكية العامة لوسائل الانتاج، وكانت الرواية في تلك المرحلة هي الواجهة التي تؤسس لتلك العلاقة الاجتماعية بين الكاتب والرواية، وذلك بخلاف جيل الـ90 الذي سقطت فيه الاشتراكية أو الايديولوجية، إذ بدأ الكاتب يتبنّى مرجعيات مختلفة كالكتابة الإسلامية أو كما يصطلح عليها الرواية الإسلامية التي تدافع عن القيم والثوابت، أو كالرواية الليبيرالية التي بدأت تتفتح على الحريات الفردية أو كما تسمّى برواية الأشياء، مضيفا بأنّه وفي هذه المرحلة انهزمت الإيديولوجية وصعدت رواية الأشياء التي تحاول أن تؤسس للفضاء الانثوبولوجي من خلال الخروج من المعنى إلى الأشياء، ومن الإيديولوجية إلى الحرية والانفتاح، مؤكدا بأنّ الرواية الجزائرية بقدر ما حصلت فيها قطائع بقدر ما حصلت فيها تراكمات على مستوى التجربة الإبداعية الواحدة، فعندما نريد أن نقرأ التجربة الإبداعية عند واسيني الأعرج، فنجده قد تبنّى خيار الشباب في الرواية، وانفتح على التجريب لأنّ التجريب هو الذي يؤسس أساسا مع القطيعة الايديولوجية التي سادت فترة السبعينيات القرن الماضي.

وعن إمكانية تكسير الرواية لمصطلح «الطابو» في الكتابة الإبداعية قال الدكتور اليمين بن تومي، بأنّه يعتقد أن الأشياء المسكوت عنها في المجتمع لا يمكنها أن تكون «طابوهات»، وإذا كانت كذلك فإنها عند النخبة لا تعترف بشيء اسمه «طابو»، معتبرا هذا المصطلح تأويلا سياسيا لمسألة ما لا غير، مؤكدا بأنّه في الوضع البشري لا يوجد شيء اسمه «طابو» لأننا نمارسه يوميا في حياتنا كالجنس، والدين، والسياسة، لذا -كما أضاف - يجب إعادة النظر في هذا المفهوم لأنّ الرواية تكتب عن الإنسان متدين كان، أو غير متديّن، أو يمارس السياسة بأشكالها المختلفة أو لا يمارسها، بل أكثر من ذلك، وطلب المتحدث بحذف اللفظ نهائيا لأنه لا وجود له في العرف المفهومي أو في العرف أنثروبولوجي.

وفيما يخص رأيه في الجيل الحالي من الروائيين الشباب فقد شبه إبداعه بالصحي، مشدّدا على ضرورة تعليم الجيل الحالي فقه الكتابة، لأنّ الكتابة ـ كما قال ـ وحدها التي تمكننا من تصفية كل الحسابات التاريخية الثقيلة، ومن تنقية كل المشاكل الموجودة في هذا العالم، مشدّدا على ضرورة ترك الأجيال تكتب دون النظر إلى نوعية نصوصها، لأنّ التراكم وحده بالنسبة إليه هو الذي سيظهر نصوص الطفرة، وهي نصوص البيان والبلاغة.

القاصّة والروائية جميلة زنير الرواية النسوية في تألق

ترى بأن الرواية النسوية قد عرفت في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا يتجلى ذلك من خلال الأسماء النسوية التي تكتب بالعربية والفرنسية والانجليزية وحتى الأمازيغية ممن فرضن انفسهن على الساحة الأدبية، وخطن خطوات كبيرة في مجال الإبداع الروائي وخير دليل على ذلك الأسماء النسائية التي حازت على العديد من الجوائز الدولية والوطنية.

لتؤكد بأنّ السّرد الجزائري سجّل خلال السنوات الأخيرة تطوّرا كبيرا، مشيرة بأنّها كانت على رأس لجنة مسابقة رئيس الجمهورية علي معاشي لمدة 9 سنوات، وخلال هذه المدّة كما قالت أنبهرت كل الانبهار بالروايات التي يكتبها الشباب، وهذا ما يجعلها تجزم بأنّ شبابنا بخير وأنّه متمسّك بالوحدة الوطنية، ومتمسّك بالدين وبالقيم وبالعادات و التقاليد.

الروائية والأديبة والإعلامية زهرة بوسكين السرد في حالة نمو

ترى زهرة بوسكين، بأنّ للسرد أهمية بالغة سواء في جانب البحث العلمي، أو في جانب الابداع الروائي أو القصصي، معتبرة بأنّ السرد في الجزائر قد قطع اشواطا كبيرة، كما أنّه يشهد تطورا مستمرا ومتناميا، والدليل على ذلك - كما قالت ـ الأعمال التي تتوج عربيا وتفتك اهم الجوائز سنويا، مشيرة إلى دور المؤسسات الثقافية المختلفة فيما يخص طرحها لمختلف الاشكاليات الفكرية.

بوجمعة ذيب

من هنا وهناك

«اقرأ».. معرض تركي للخط الإسلامي بباريس

افتتح في العاصمة الفرنسية باريس أول أمس الاثنين، معرض بعنوان «اقرأ» للخط الإسلامي لتقديم عدد من الأعمال الفنية لاثنين من الخطاطين الأتراك.

ويهدف المعرض الذي يتواصل لغاية السبت المقبل، إلى تسليط الضوء على فن الخط الإسلامي الذي يعود تاريخه لأكثر من ألفي عام. ويضم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية للخطاطين التركيين مصطفى جميل أفا، وسيد أحمد بورصه لي.

شاعر المليون يرفع قائمته إلى 150 شاعرا

أعلنت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، عن انتهاء اختبارات الشعراء الذين تأهلوا إلى مرحلة المائة والخمسين، وهو الرقم الجديد للقائمة التي ارتأت لجنة تحكيم مسابقة شاعر المليون في موسمها الثامن رفع عدد الشعراء المتأهلين إليها بعد أن كانت في المواسم السابقة تختار قائمة من 100 شاعر، وذلك بسبب ازدياد عدد الشعراء الذين تقدموا للمسابقة في هذا الموسم وارتفاع مستواهم بشكل عام، حيث بلغ عدد المجازين في بعض الجولات 98 بالمائة.

وضمت قائمة الـ150 شاعرا من 11 دولة هي السعودية، الإمارات، الكويت، البحرين، سلطنة عُمان، الأردن، العراق، اليمن، السودان، مصر والجزائر. واستمرت الامتحانات والمقابلات التي خضع فيها الشعراء إلى معايير تحكيمية دقيقة من 16 ديسمبر إلى غاية 20 ديسمبر الماضي، وضمت جانبا شفويا وآخر تحريريا.

«خوف» يفتتح مهرجان المسرح العربي بتونس

تنتظم الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي، في 10 يناير المقبل إلى 16 من الشهر ذاته، وتحمل هذا العام شعار «نحو مسرح جديد ومتجدد».

ومن المنتظر أن يفتتح المهرجان بعرض «خوف» للمسرحي التونسي الفاضل الجعايبي، فيما يشهد الاختتام عرض «ثلاثين وأنا حاير فيك» للمخرج المسرحي التونسي توفيق الجبالي.

وقالت الهيئة العربية للمسرح إن المهرجان في عقده الأول سيضم مشاركة 27 عرضا مسرحيا بينها 11 ضمن المسابقة الرسمية، و11 خارج المسابقة، فضلا عن عرضين لمسرح الهواة وثلاثة عروض لمسرح العرائس الذي يحتفي بمرور 25 سنة على تأسيسه.

وقالت الهيئة العربية للمسرح إن المهرجان سيشهد مشاركة ما يزيد على 600 فنان وفنانة من مبدعين وباحثين وإعلاميين وضيوف يمثلون دول: المغرب الجزائر، ليبيا، موريتانيا، مصر، السودان، الأردن، سوريا، لبنان، فلسطين، العراق، الإمارات، الكويت، البحرين، السعودية، سلطنة عمان، اليمن وتونس البلد المضيف، بالإضافة إلى عدد من المسرحيين العرب بالمهجر من دول أجنبية عدة.

ومن المنتظر أن تنظم الدورة الـ11 من المهرجان في مصر عام 2019، ويهدف المهرجان إلى خدمة الثقافة العربية عامة والمسرح العربي بصفة خاصة، فضلا عن سعيه لتنمية الإبداع المسرحي العربي وتوسيع دعم البحوث المسرحية والكتابة المسرحية العربية للكبار والصغار وتبادل الخبرات بين المسرحيين العرب إلى جانب الانفتاح على التجارب المسرحية العالمية.

وكالات