بعد استفادتها من ثانويتين جهويتين للرياضيات والرياضة
قسنطينة تتدعم بثانوية جهوية للفنون

- 187

بعد أن تدعمت ولاية قسنطينة مؤخرا بثانويتين جهويتين مميزتين، الأولى للرياضيات والثانية للرياضة، تستعد اليوم لاحتضان مشروع ثالث يعدّ إضافة نوعية إلى خريطة التكوين المتخصّص، والمتمثّل في الثانوية الجهوية للفنون، التي ستكون الأولى من نوعها بالمنطقة، لتضيف بعدا إبداعيا جديدا لعاصمة الشرق الجزائري المعروفة بريادتها العلمية والثقافية.
خطت قسنطينة خطوة جديدة نحو الارتقاء بالذوق الفني والتكوين الثقافي، حيث تعرف أشغال مشروع الثانوية الجهوية للفنون وتيرة متقدمة بمتوسطة "الإخوة بسكري" التاريخية في حي باب القنطرة، حيث تخضع البناية حاليا لأشغال ترميم وتهيئة وتجهيز لتحويلها إلى مؤسّسة تربوية متخصّصة في الفنون التشكيلية والموسيقية والمسرحية، بغلاف مالي قدره 30 مليار سنتيم، تشرف على تنفيذه ثلاث مقاولات بالتنسيق مع مديرية التجهيزات العمومية.
صرح معماري يحمل ذاكرة 140 سنة
يعدّ المبنى الذي يعود تاريخ تشييده إلى سنة 1879 تحفة معمارية نادرة، إذ كان في بداياته كنيسة لتكوين رجال الدين المسيحيين خلال الحقبة الاستعمارية، قبل أن يتحوّل إلى مدرسة لتكوين الأساتذة، ثم معهد تكنولوجي للتربية، فثانوية، ثم متوسطة، ولعلّ ما يميّزه هو واجهته المزخرفة بالحجارة الزرقاء وبوابته الخشبية المهيبة وساعته الدائرية وحديقته الغنّاء التي يتجاوز عمرها القرن، الأمر الذي يجعل عملية ترميمه دقيقة للحفاظ على طابعه الجمالي والمعماري الفريد الذي يعكس عراقة قسنطينة وتاريخها التربوي، وفق ما أكّده مكتب الدراسات المكلف بالمشروع.
صيودة: المشروع مكسب ثقافي وتربوي يعزز صورة الولاية
المناسبة، أكد والي قسنطينة عبد الخالق صيودة، خلال جلسة عمل أوّل أمس، خصّصت لمتابعة مدى تقدّم الأشغال، بحضور مسؤولي الدائرة والبلدية وممثلي قطاعي التربية والتجهيزات العمومية، أنّ عاصمة الشرق تواصل تعزيز مكانتها كمدينة تجمع بين العلم والفكر والفن، وقطب وطني لصناعة الكفاءات وتثمين المواهب.
واعتبر الوالي أنّ تحويل هذه المؤسّسة العريقة إلى ثانوية جهوية للفنون يعدّ مكسبا ثقافيا وتربويا كبيرا من شأنه أن يفتح آفاقا جديدة أمام الموهوبين في مجالات الفنون التشكيلية والموسيقية والمسرحية، ضمن رؤية وطنية لتشجيع الإبداع الفني في الوسط المدرسي. كما شدّد على ضرورة المتابعة الدقيقة لمراحل الإنجاز واحترام معايير الجودة العالية، مع الحرص على الحفاظ على الهوية المعمارية الأصيلة للمبنى، معربا عن ارتياحه للتقدّم المسجّل في الأشغال.
لعلّ أول ثانوية جهوية احتضنتها الولاية هي الثانوية الجهوية للرياضيات التي فتحت أبوابها السنة الماضية بمؤسسة "الصادق حماني" بحي عبد السلام الدقسي، لتستقبل نخبة من التلاميذ المتفوقين من 22 ولاية من الشرق والجنوب الشرقي، ضمن فضاء تربوي متكامل يضمّ قاعات للدروس، ومخابر علمية، ومكتبة، ومراقد، وملاعب رياضية، بتأطير متخصّص لـ112 تلميذ، حيث شكّلت هذه المؤسّسة حسب تصريح وزير التربية خلال تدشينها نموذجا جديدا للاستثمار في الذكاء العلمي وتشجيع النبوغ في مجال الرياضيات والعلوم الدقيقة.
أما الثانوية الجهوية للرياضة الجديدة، فقد انطلقت فعليا في استقبال تلاميذها ضمن القطب الرياضي "عبد الحميد دعماش" المجاور لملعب "الشهيد حملاوي"، بعد استكمال أشغال تجهيزها بالكامل، حيث أُنجزت هذه المؤسّسة كملحقة للثانوية الرياضية الوطنية بدرارية، وتستقبل حاليا المواهب الرياضية الشابة في عدد من التخصصات أبرزها كرة القدم، اليد، السلة، الكرة الطائرة، التنس، الملاكمة، والسباحة، مع تأطير طبي وتقني ونفسي متكامل لتكوين جيل رياضي واعد قادر على تمثيل الجزائر في المحافل الوطنية والدولية.