بمناسبة ذكرى 11 ديسمبر 0691

قسنطينة عاصمة للفيلم الثوري والقصير

قسنطينة عاصمة للفيلم الثوري والقصير
  • القراءات: 801
ز. زبير ز. زبير

انطلقت بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، أوّل أمس، الطبعة الثالثة من المهرجان الوطني للفيلم الثوري والفيلم القصير، بحضور كوكبة من الفنانين المشهورين على الساحة الفنية، في شكل بهية راشدي، نوال زعتر، عبد النور شلوش، أحمد قادري المدعو "قريقش"، عبد الحميد رابية وكذا عنتر هلال، حيث اشتد التنافس من طرف 15 عملا فنيا على جائزة المهرجان، على مدرا 3 أيام.

حسب السيد عمار العود المستشار الثقافي بدار الثقافة مالك حداد، فإنّ هذه التظاهرة، التي جاءت بمناسبة تخليد الجزائر لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، بقيت وفية لشعارها، الذي حملته في الطبعات السابقة وهو "حتى لا ننسى"، تذكيرا بالمسيرات التي صنعها الجزائريون إبان الحقبة الاستعمارية وهي رسالة إدارة المهرجان للحفاظ على التواصل بين الأجيال ونقل معاناة وحياة العذاب التي عاشها الآباء والأجداد إلى الجيل الجديد.

وأشار السيد العود لـ"المساء"، إلى أنّ الهدف من وراء مثل هذه المبادرات، هو إثراء المنتوج الثوري المنجز من طرف شباب من الجيل الجديد، دون إقصاء الأعمال الأخرى وقال إنّ المهرجان يضمّ أفلاما قصيرة، يخرج نصها عن أفلام الثورة، مضيفا أنّ المهرجان حرص على وضع سقف لنوعية الأفلام المشاركة، مضيفا أنّ هناك أفلاما محترفة من طرف مختصين في السينما شاركت في المسابقة، على غرار جولة جام ليوسف بن تيس من غليزان، القرار لمفتاحي محمد لمين من تلمسان، “414” لبويش إسماعيل من غليزان و"رجال الثورة لسفيان لطرش من سكيكدة.

وأكّد العود أنّ الأفلام المشاركة وهي ليلة “5 نجوم لمحمد أشرف زكري، سنابل لرشيد بلحنافي، حرة لساسي لزهاري، حياة بعد لبطوبة صلاح الدين، حارة مغاربة لشناح سفيان، بوملة ليزيد يطو، الشمس لشوقي بوكف، كوانة لخير الدين شخناب، العبور الأسطوري لعبد القادر جواد سلامي، "لا قانون في القانون" لسيف الدين بودبوز، "الأمانة" لسفيان جغري و"جرعة أمل لسيف الدين دغداق، لا يتعدى أطولها 27 دقيقة، فيما كان أقصرها في مدة دقيقتين اثنتين، مضيفا أنّ هناك لجنة تحكيم يترأسها المخرج المعروف حسين ناصف، بمساعدة سليم بن عليوش وعبد الرزاق بلعابد، ستعمل على تمحيص الأعمال المشاركة واختيار أحسنها وقال إن طبعة هذه السنة حملت اسم المرحوم المصور إبراهيم تبي، الذي فقدته الساحة الفنية، الصيف الفارط، في خطوة لتخليد الأسماء التي ابدعت في المجال السينمائي والفني.

الصورة مهمة جدا في الحفاظ على الذاكرة

اعتبرت الفنانة بهية راشدي، ضيفة شرف، الطبعة الثالثة من المهرجان الوطني للفيلم القصير، أنّ مثل هذه المبادرات التي تعكس اهتمام الشباب الجزائري بتاريخ الثورة المجيدة، يدعو إلى التفاؤل وقالت في دردشة مع المساء، إنّ هؤلاء الشباب يحتاجون إلى دعم أكبر وإلى رعاية حتى يكونوا خير خلف لخير سلف. وحسب سيدة الشاشة الجزائرية، فإنّ دور الصورة والصوت جدّ مهم في الحفاظ على الذاكرة، لا ينقص من دور المؤرّخ، خاصة بالنسبة للجيل الجديد الذي يعتمد على التكنولوجيا الحديثة كثيرا في حياته اليومية، معتبرة أنّ الجيل الجديد من المخرجين يحمل رسالة نبيلة في مهمة صعبة وليست مستحيلة، بوجود الإرادة والعزيمة، مؤكّدة أهمية التواصل بين الأجيال لفائدة الفن الأصيل والهادف.

الاهتمام مهم لترسيخ الثقافة السينمائية

من جهته، أكّد الممثل عبد النور شلوش، أنّ مثل هذه الفعاليات تسمح بنشر ثقافة الأفلام القصيرة، والجديد في ذلك التركيز على الفيلم الثوري، معتبرا أنّ مثل هذه المهرجانات، يساهم في مدّ جسور التواصل بين الجيل القديم الذي عايش وساير العديد من محطات السنيما الجزائرية والجيل الجديد المسلح بالتكنولوجيا والمطعم بالتحدي. وحسب الممثل عبد النور شلوش، في دردشة مع "المساء"، فإنّ زرع ثقافة الأفلام في الجيل الجديد وخاصة المراهقين منهم، ستسمح بتخزين عدد كبير من الذاكرة الجزائرية في ذهن هؤلاء الشباب وتذكيرهم بقيمة هذه الثورة وبتضحيات الأسلاف وقال إنّ العمل الجاد، هو جوهر ما يقدّمه أيّ فنان سواء في السينما أو في المسرح، مؤكّدا أهمية التواصل بين الأجيال في الحفاظ على الدولة الوطنية.

حماس كبير واحتواء جميل

أثنت الفنانة نوال زعتر، على مثل هذه المبادرات التي تتبناها وزارة الثقافة، والتي تفتح المجال أمام الشباب الجزائري من مختلف الولايات لإبراز مواهبه وصقلها مع الوجوه القديمة، التي لن تبخل عليهم، حسب المتحدثة، وتفتح لهم الأذرع لاحتضانهم وتقديم النصح لهم، في خطوة لتطوير مهاراتهم وتحسين أعمالهم الفنية. وترى الفنانة، نوال زعتر التي تحدثت لـ"المساء"، أنّ الجيل الصاعد متحمّس ويحب السنيما بشكل كبير، كما أنّ اهتمامه أكبر بالقضية الجزائرية وخاصة بالثورة المجيدة، التي تعد فخر كلّ جزائري وعربي، بل أكثر من ذلك هي فخر الشعوب المستضعفة، مضيفة أنّ جمعية أضواء، ساهمت بشكل كبير في مدّ جسور التواصل بين الجيل القديم والجيل الجديد، موجّهة رسالة إلى كلّ الجزائريين، كلّ في منصبه، لمواصلة المسيرة التي تركها الأجداد والآباء على أحسن وجه وصيانة الأمانة التي تركها الشهداء.