رحيل الإعلامي الكبير حمدي قنديل
قلم رصاص خط مسيرة شرف
- 780
وُوري الثرى أول أمس الإعلامي الكبير حمدي قنديل بعد أن أقيمت الجنازة من مسجد الرحمن الرحيم بطريق صلاح سالم عقب أداء صلاة الظهر بالقاهرة.
وتميز الراحل بشعبية كبيرة في الوطن العربي نتيجة حضوره الإعلامي الثقيل ومواقفه الواضحة. كما ارتبط هو بالجزائر التي زارها عدة مرات، منها أثناء لقاء صحفي جمعه برئيس الدولة عبد العزيز بوتفليقة، وحضوره خلال طبعة من طبعات الصالون الدولي للكتاب.
توفي الراحل فجر الخميس داخل شقته عن عمر يناهز 82 عاماً بعد صراع طويل مع أمراض الكبد والكلى، وقد أعلن شقيقه المحامي المعروف عاصم قنديل، عن الخبر.
الراحل كان صحفيا ومذيعا وحواريا وناشطا مصرياً بارزا. بدأ قنديل عمله كصحافي في خمسينات القرن الماضي عندما كتب في مجلة "آخر ساعة" بدعوة من الصحفي المخضرم مصطفى أمين. وفي عام 1961 بدأ عمله كمذيع في التلفزيون المصري من خلال برنامج "أقوال الصحف" حتى عام 1969 عندما عُيّن مديراً لاتحاد الإذاعات العربية. وفي عام 1971 غادر منصبه احتجاجاً على تفتيش حكومي للموظفين التقنيين. وعمل في وقت لاحق مع اليونسكو من عام 1974 إلى عام 1986، متخصصا في مجال الإعلام الدولي. وفي 1987 شارك في تأسيس شركة قنوات فضائية أصبحت تعرف في وقت لاحق باسم "إم بي سي"، حيث عمل لمدة ثلاثة أشهر قبل أن يغادر بسبب الخلافات السياسية مع الإدارة. قنديل قدّم لفترة قصيرة برنامج "مع حمدي قنديل" على شبكة راديو وتلفزيون العرب، لكنه غادر وسط خلافات بينه وبين المديرين فيما يتعلق بمقابلات مخطط لها مع معمر القذافي وطارق عزيز.عاد إلى التلفزيون المصري في عام 1998، مقدما البرنامج الخاص بالشؤون الجارية والنقد الصحفي "رئيس التحرير". وأصبح البرنامج واحدا من البرامج الأكثر شعبية واحتراما في مصر. وبعد مشكلة مع الرقابة نقل قنديل البرنامج إلى تلفزيون دبي في عام 2004 تحت اسم "قلم رصاص"، فتلقّى البرنامج الجديد مشاهدات عالية في جميع أنحاء العالم العربي.
كان قنديل معروفا بخطابه القومي العربي وانتقاداته العنيفة، قنديل اتسم بالنقد البنّاء، شد الناس بهدوئه وحكمته ومصداقيته.
وُلد حمدي قنديل في منزل أسرة من الطبقة المتوسطة، وفي كنف أبٍ مثقف يعمل ناظر مدرسة، وأم متعلّمة بقرية كفر عليم - مدينة بركة السبع محافظة المنوفية. جده الأكبر قنديل خليل كان عمدة قرية المحمودية مركز ههيا عام 1830م، ومازال مركز ثقل عائلته هناك. ترعرع مراهقاً، وتنقّل شابا بين أجمل عواصم أوروبا. وبعد ثلاثة أعوام من دراسة الطبّ قرّر أن يعمل في الصحافة.
وأثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2003 وبعد هجومه الشديد على صمت وضعف الحكومات العربية، تم إيقاف برنامجه "رئيس التحرير".
كُلل مساره المهني بعدة جوائز، منها جائزة "شخصية العام الإعلامية" التي تمنحها جائزة الصحافة العربية في ماي 2013. وتَقلد العديد من المراكز الهامة كرئيس لاتحاد إذاعات الدول العربية، وكمدير للإعلام في منظمة اليونيسكو. وصدر للراحل كتاب عن سيرته الذاتية في 2014 بعنوان "عشت مرتين".