كوارث الذكاء الاصطناعي

قوانين الحماية تثير الجدل

قوانين الحماية تثير الجدل
  • 788
م. ص م. ص

أثار ظهور الذكاء الاصطناعي آمالا بشأن إمكانياته لحل المشاكل، ومخاوف من تأثيراته المدمرة المحتملة في حال إساءة استخدامه، وهو ما أدى إلى طرح نحو 200 مشروع قانون في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، تقترح وضع قيود على التكنولوجيا الناشئة القوية.

ذكرت شبكة "باي اريا نيوز جروب"، أكبر ناشر للصحف اليومية والأسبوعية في منطقة خليج سان فراتسيسكو، في تقرير لها، أن من أبرز مسودات القوانين التي تم طرحها، ما تم طرحه في كاليفورنيا؛ ذلك أن من شأن مثل هذا القانون أن يؤثر على العشرات من الشركات في الولاية، التي تعد مهد الابتكار، وأثارت مسودة القانون غضب الشركات الكبرى في وادي السيليكون، بما في ذلك "غوغل" وشركة "ميتا" المالكة لتطبيق "فيسبوك" والشركة الناشئة "واي كومبيناتور".
وقال السيناتور الديمقراطي في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، سكوت وينير "الهدف هنا هو استباق المخاطر بدلا من انتظار قدومها، وهو ما نقوم به دائما". وأشار محللون تشريعيون، إلى أنه رغم أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بإمكانيات لتحقيق منافع، من إحراز تقدم في مجالات الطب وعلوم المناخ، إلى تحسن التوقعات الخاصة بحرائق الغابات وتطوير الطاقة النظيفة، فإنه ينطوي أيضا على مخاطر كبيرة. وهناك مخاوف واسعة النطاق من إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير أسلحة مستقلة، يمكن أن تختار وتصيب الأهداف دون تدخل بشري، من خلال طائرات الدرون المعززة بالذكاء الاصطناعي، التي تستخدم في الهجمات الإرهابية أو نقل المخدرات. وتستخدم الخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في هجمات التصيد الاحتيالي والبرامج الخبيثة، بما فيها برنامج الفدية "وانا كراي" 2017، الذي استغل نقطة ضعف في نظام "مايكروسوفت ويندوز" وتسبب في أضرار تقدر بمليارات الدولارات. كما أن الخوارزميات الآلية المتعلقة بالتداول، يمكن أن تؤدي إلى التلاعب بالأسواق، مثل واقعة "فلاش كراش 2010"، التي تسببت في فقدان مؤشر داو جونز 1000 نقطة خلال دقائق قبل أن يعود إلى طبيعته. ومن شأن مسودة القانون التي طرحها السيناتور وينير، تنظيم "تطوير ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة"، من خلال تشكيل هيئة تنظيمية جديدة، يطلق عليها اسم "فرونتير موديل ديفيجن". كما من شأن المسودة أيضا إنشاء برنامج مجموعة الحوسبة الممولة من القطاع العام، والذي يطلق عليه اسم "كال كومبيو" الذي سوف يركز على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، وتقديم الخبرة التشغيلية، ودعم المستخدم وتعزيز الابتكار "العادل" في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويقول معارضو مسودة القانون، إنها يمكن أن تقوم بتقييد الابتكار وعرقلة تطوير الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر. وأضاف المعارضون أن المسودة "تسيء بصورة جذرية تفسير" كيفية بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة، كما أنها تفرض على مطوري النماذج "التزامات غير متناسبة"، وهو ما من شأنه أن يضر باقتصاد التكنولوجيا المنتعش في كاليفورنيا. وقال روب شيرمان، نائب الرئيس ورئيس قسم الخصوصية بشركة ميتا، في خطاب إلى وينير، يعود إلى 25 جوان الماضي، إن أنظمة الذكاء الاصطناعي "يتم بناؤها من جانب عدة أطراف ذات وظائف مختلفة"، وهذا يشمل "مطور النموذج الذي يطرح النموذج في السوق، ومن يقوم بنشر الذكاء الاصطناعي الذي يدمج النماذج في الأنظمة، لتقديم الخدمة والتحكم في استخدام النموذج، والمستخدم النهائي الذي يستفيد من هذه الأنظمة".
وحسب المسودة، فإن المدعي العام في كاليفورنيا فقط هو من سيتمكن من تقديم الدعوى ضد الانتهاكات. وقد تم تمرير مسودة القانون في مجلس الشيوخ، خلال ماي الماضي، بعد أن وافقت عليه لجنتا الخصوصية وحماية المستهلك والقضاء، ويتوجه حاليا إلى لجنة المخصصات، كما سوف يخضع للتصويت قبل أن يصل إلى مكتب حاكم الولاية.