محمد رزيق ومليكة قورصو يتحدثان لـ"المساء":

كتابة التاريخ بين الموضوعية والذاتية

كتابة التاريخ بين الموضوعية والذاتية
  • القراءات: 9545
 لطيفة داريب لطيفة داريب
هل يمكن أن تكون الكتابة التاريخية موضوعية؟ كيف نفصل بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي في هذا السياق؟ إذا كان كاتب التاريخ، المنتصر، فهل يمكن أن تكتب الجزائر المنتصرة تاريخا موضوعيا؟ هل توجد حقيقة تاريخية أم أن لكل طرف وجهة رأي معينة؟ هل سنصل يوما ما إلى كتابة موحدة عن تاريخ الاستعمار الفرنسي في الجزائر بين الطرفين؟ لماذا تخفى وقائع تاريخية وأحيانا أخرى تزين بحجة عدم نضج الشباب وتقبله لكل الحقائق؟ هي مجموعة من الإشكاليات، طرحتها "المساء" على أستاذ التاريخ بكلية الإعلام والاتصال، محمد رزيق والباحثة الدكتورة مليكة قورصو، فكان هذا الموضوع:

محمد رزيق:
الكتابة الموحدة بين الجزائريين والفرنسيين مستحيلة
هل يمكن أن يكون التاريخ موضوعيا؟ أبدا، لأن من يكتب التاريخ هو المنتصر الذي يمّجد نفسه وينسب كل ما هو إيجابي له وكل ما هو سلبي لغيره، ففرنسا لما دخلت إلى الجزائر عام 1830، قالت بأن الجزائر لا يوجد فيها تعليم ولا شؤون اجتماعية، إنما فيها تخلف وظلم واستبدادية وغيرها، وكل هذا كان مقدمة لنظرية مفادها أنها جاءت لكي تخلّص المجتمع الجزائري من ربقة الاستبداد، لكن في الحقيقة كانت الجزائر بلدا منظما يضم حكومة قوية ومؤسسات ولم يكن فيها فقراء وأميون، والمؤرخون الفرنسيون الموضوعيون وهم ندرة، أثبتوا بأن نسبة الجزائريين الذين كانوا يقرؤون قبل دخول فرنسا كانت أكبر من نسبة الذين كانوا يقرؤون في فرنسا، إذن من يكتب التاريخ هم المنتصرون دائما وهذا حسب مصالحهم العليا والإستراتجية التي تناسبهم، ففرنسا تاريخها في الجزائر حافل بالسواد، لكنها تقول بأنها جاءت لنشر الرسالة الحضارية ولكي تأخذ بيد المجتمع وتنتقل به من التخلف إلى التقدم، لكن بعد الاستقلال نسبة الجزائريين الذين لا يقرؤون ولا يكتبون قاربت الـ97 بالمائة، علما أنه في سنة 1830، كل الأطفال كانوا يذهبون إلى المدارس.
أؤكد أن المنتصر هو الذي يكتب التاريخ، فمن كتب التاريخ الأموي هم العباسيون ومن كتب تاريخ العباسي هم البويهيون الذين جاؤوا من بعدهم، ومن كتب التاريخ العثماني هو جماعة "تركيا الفتاة"، فالكل ينسب السلبيات لغيره والإيجابيات لنفسه.
وهل نستطيع أن نكتب التاريخ بموضوعية؟ نعم لكن كم هي نسبة الدارسين الذين يكتبون التاريخ بموضوعية؟ ربما تبلغ 0.0001 بالمائة، فهناك من يبحث عن الحقيقة في فرنسا أي هناك مؤرخون كتبوا عن جرائم فرنسا وقالوا بأن فرنسا ارتكبت الأفاعيل فقتلت وأبادت، وخالفت المبادئ التي قامت عليها الثورة الفرنسية، وهي مبادئ الأخوة والحرية والمساواة، لكن تظل نسبتهم قليلة جدا، وكما يقول المثل العربي؛ الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه، هناك أيضا من الأمريكيين والإنجليز من كتبوا عن أحوال العرب والمسلمين، فالمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون كتب عن الحضارة العربية الإسلامية وقال بأنها رائدة وجميلة وأنها حضارة إنسانية، والفيلسوف الإنجليزي برنار شو كان منصفا فقال بأنه "لو كان محمد حيا لحل كل مشاكل العالم وهو يرتشف فنجان قهوة"، لكن كما ذكرت آنفا، نسبة هؤلاء قليلة جدا، أما الأغلبية فيطرحون مشكلة علاقة المثقف بالسلطة، وهنا نحسب المؤرخ من المثقفين، بالتالي المؤرخ دائما حينما يكتب، إنما يقوم بذلك لأغراض سياسية أو خاصة يريد عبرها أن يرتقي، أي أن يكون له موطئ قدم، بالتالي فإن في الكثير من الأحيان، يسكت عن النقائص والجرائم والسلبيات ويمجد الأنظمة، ولا يخفى أن الإمبراطوريات ارتبطت دائما بالعلماء والعلم، فالعلم يسبق الإمبراطورية أو يأتي بعدها وهذا إن دل عل شيء إنما يدل على أن الإمبراطورية معناها السياسة والنظام، وهي دائما مرتبطة بالمثقف.
في المقابل، الجزائريون الذين كتبوا عن تاريخ الجزائر أنواع، هناك المتطفلون الذين كتبوا عن تاريخ الجزائر، وهؤلاء لا يمكن أن نعتبرهم مؤرخين وإن نعتقد بما كتبوا لأن دراستهم، وإن شئت مقالاتهم أو في بعض الأحيان كتيباتهم، سطحية لم تغص في العمق لأن الذي كتب ليس من أهل الاختصاص ولم يطلّع على كل مجريات تلك الحقبة، لأن من يكتب التاريخ لا يجب فقط أن يهتم بالتاريخ فحسب ويجب أيضا أن يعرف البيئة التي نعيش فيها ومستواها الثقافي وتنظيمها الاجتماعي ونمطها الاقتصادي وطريقة تفكيره، فكل هذه المعطيات هي التي تشرح لنا في الكثير من الأحيان قضايا لا نستطيع أن نفهمها، أعطي مثالا عن الإنسان في الماضي الذي كان يؤمن بالغول، وفي لغة اليوم أصبح شيئا مضحكا، لكن لنعد إلى ألفي سنة مضت، لا تلفزيون ولا وسائل إعلام ولا تكنولوجيا ولا قطار ولا طائرة ولا جريدة ولا وسائل إعلام ولا كهرباء، والناس كانت تسكن الجبال والمناطق النائية، هذه الظروف جعلتهم يؤمنون بالغول لأن الظلام الحقيقي والظلام الفكري هو مرتع لميلاد الخرافات، أما اليوم في عصر التكنولوجيا والتقدم، ما يحدث في روسيا لا نسمع به بعد ساعة، بل نراه في نفس اللحظة التي يحدث فيها، ولهذا يجب على المؤرخ أن يكون ملما بكل هذه المعلومات، أما الفريق الثاني فيشمل المؤرخين الذين كتبوا عن تاريخنا، لكن انطلاقا من الفكر الفرنسي والغربي أو من المنظور الكولونيالي، حيث أكدوا ما تقول فرنسا ومازالوا يؤكدون على أننا كنا متخلفين وأن العثمانيين كانوا استعمارا وأننا كنا في حالة يرثى لها، كما كانت لفرنسا إيجابيات، هؤلاء يمكن أن نسميهم بالمدرسة النيوكولونيالية أو الاستعمارية الجديدة، هم جزائريون يكتبون كلاما خطيرا جدا فيه الكثير من "التخلاط". الفريق الثالث هم جزائريون كتبوا لكن ولأن الدولة حديثة النشأة وفتية وشعبنا حديث الاستقلال، فإن أوضاعنا لا تسمح بأن ندخل في تفاصيل قد تعيد بعض الجراح والكثير من القضايا، مثل قضية مصالي وكيف أزيح من الحزب وقضية الثورة ومن أدارها وعبان رمضان ومن قتله، كل هذه الأمور تعود إلى أسباب وطنية يريدون أن يجمعوا أكثر مما يشتتوا، فيسكتون عن الممنوع بحثا عن زيادة اللحمة الوطنية، لكن هناك فريق آخر، وهو الفريق الناشئ الذي يحاول أن يطرق المواضيع بطريقة ذكية سلسة علمية، وكما نعرف فإن التاريخ لا يمكن أن نقدم بشأنه شيئا إلا إذا كانت لدينا وثيقة أو شهادة أو دليل، وما عدا ذلك "فكلامك ليس تاريخا"، وهؤلاء عددهم قليل، هم أساتذة الجامعات ـ ليس كلهم ـ نفتخر بدراساتهم.
إذن، نحن لما نكتب التاريخ، نكتبه انطلاقا من تحقيق المصلحة العليا واللحمة الوطنية وترك المواضيع التي تحدث تفرقة، فما هو التاريخ؟ هو دراسة أحداث وقعت بالفعل، وحينما تدخل في النزاع الذي حدث داخل حركة انتصار الحريات والديمقراطية وقضية مصالي وحسين لحول وبن خدة وغيرهم، فهذا موضوع شائك، لأن الكل اجتهد وكانوا يرون طوق النجاة في هذا الطريق، فمصالي مثلا كان يرى أننا نسعى وراء الثورة، لكن فلتكن كالثورة التونسية والمغربية، أي لا تحمل خسائر كبيرة، ولنصبر قليلا، فكانت له وجهة نظر، أما الآخرون فهم شباب وفارق في السن هو فارق في التفكير، وكانوا عبارة عن فريق من المتحمسين والمناضلين الذين يشهد لهم بالوطنية، فكانوا يقولون بأن الثورة انطلقت في تونس مثلا، ونحن لماذا تأخرنا وكنا أكثر تنظيما من هؤلاء، هنا نقول بأن هناك اختلاف في وجهات النظر ونحن لو نتفهم هذه الوجهات ونقول بأنها اجتهادات، لها ما كسبت ولها ما خلت، فهذا شيء ممتاز، لكن اليوم لا يحدث، فنتعصب إما لمصالي أو لابن مهيدي، أو لفريق من الفرق، ونحن اليوم عندما نتكلم عن بريطانيا وفرنسا وعن نضج شعوبها، فهي دول لم تُستعمر، بل استعمرت غيرها وهي دول عريقة ـ كما يقال ـ ونشأت منذ قرن من القرون، أما الجزائر فهي دولة حديثة النشأة واسترجعت استقلالها منذ 52 سنة والمستوى التعليمي مايزال لم يرق إلى الهدف المرجو، كما أن مستوى الأمية يزيد والإحصاءات مخيفة، وغياب التربية والتعليم أو نقصه عادة ما يؤدي إلى قلة الوعي والإحساس حتى حينما نتحدث عن وسائل الإعلام، لما تلعبه في ترقية المبادئ الوطنية وأصبحت تلعب دورا سلبيا، لأن الثورة حسبها هي أول نوفمبر أو ثمانية ماي، معناها مناسبات ليس إلا، لكن أين هي أهداف الثورة التي كانت تقول؛ نحن قمنا ضد فرنسا لكي نقيم دولة ديمقراطية واجتماعية تسودها العدالة والأخوة؟ نحن لا نرى هذا اليوم، فالقانون في الكثير من الأحيان معطل والعدالة غائبة، مما يفتح المجال للانتقادات والتذمر والغضب، وإذا زدنا فتح الملفات الشائكة، فقد يؤدي إلى تطاحن وحرب أهلية ومشاكل لا تحمد عقباها.
صحيح، ثورتنا لم تكن مثالية، لكنها كانت أقرب منها، فالثورة رغم كل الأخطاء والنقائص، أقول بأننا ننطلق من حقيقة أن من قام بهذه الثورة هم بشر والبشر خطاء، الثورة هي من صنع البشر وفيهم أخطاء، لكن هل كانت أخطاء متعمدة أم أنها أخطاء ميدان؟ أقول بأنها كانت أخطاء ميدان وأذكر أنه في أحد اللقاءات، جاء أحد من صنعوا الثورة الجزائرية إلى ندوة ولما رآه البعض قالوا عنه إنه "بياع"، فقلت لهم؛ "يا جماعة اتقوا الله، أنتم لم تصفعوا ولم تعذبوا بوحشية، ولو حدث لكم ما حدث لي لفعلتم أكثر". وفي هذا السياق، أقول بأن حتى الثورة الجزائرية كانت واعية بضعف البشر فقالت للمجاهدين؛ "إذا قبضكم المستعمر الفرنسي، تماسكوا ولا تكشفوا شيئا لمدة 24 ساعة إلى حين نغير ما يمكن تغييره من إقامة وإستراتجية الخ"، لكن فرنسا اكتشفت هذه السياسة فأصبحت تعذب المجاهدين بشدة، فطُلب منهم أن يتماسكوا لست ساعات فقط، ففرنسا اعتمدت كل الوسائل الجهنمية في الجزائر، وعيب أن يأتي اليوم، شخص لم يعش تلك الظروف ويصدر أحكاما على رجال أثبت التاريخ أنهم ضحوا بحياتهم في سبيل تحرير البلاد.
في المقابل، لن يكتب تاريخ موّحد بين الجزائر وفرنسا، ففرنسا ستظل حتى يرث الله الأرض وما عليها، دولة ظالمة ونظاما استعماريا، فرنسا إلى يومنا هذا، مازالت دولة استعمارية والدليل تدخلها في ليبيا وسوريا وستظل كذلك حتى ربما تنقلب الموازين ونصبح نحن الأقوى وهم الأضعف، لكن أن تتخلى عن الإرث الاستعماري والتفكير الإمبراطوري، مستحيل، فتاريخها يبقى مناقضا لتاريخنا وستظل تقول بأنها جاءت لنشر رسالة حضارية، ونحن نقول بأنها جاءت لنشر المسيحية، وستبقى فرنسا تقول بأنها جاءت لتخرجنا من التخلف ونحن نقول بأنها زادتنا تخلفا، تقول علُمت ودرُست ونحن نقول؛ ساهمت في انتشار الأمية التي لم تكن موجودة حينما دخلت إلى الجزائر، وأقول لفرنسا بأنها قتلت ملايين لبشر، ففي الثورة الأخيرة، قتلت مليون ونصف مليون جزائري، أما بين عامي 1830 و1871، قتلت ثمانية ملايين جزائري، نعم لقد أبادت مجتمعا، لأننا ننطلق من حقيقة أن عدد الجزائريين حينما احتلتنا فرنسا بلغ 10 ملايين، حسب كتاب "المرآة" لحمدان خوجة الجزائري، ولا آخذ بإحصاء فرنسا التي قالت بأن عددنا كان ملوني نسمة، لهذا فمن المستحيل أن تتفق فرنسا والجزائر في المستقبل على كتابة تاريخ واحد.

مليكة قورصو:
النقد ضرورة لا مناص منها في الكتابة التاريخية
هل يمكن أن تتسم كتابة التاريخ بالموضوعية؟ أعتقد أننا لا يمكن أن نكتب التاريخ بموضوعية تامة، لكن يمكن أن نتجه نحوها في هذا المجال، والحقيقة أننا نجد في التاريخ عدة أحاسيس تتعلق بالإنسان، مثل الحب واللامبالاة وغيرها، وهذا لا يساعدنا في كتابة التاريخ بشكل حيادي ولا يمكن أن ننسى بأن التاريخ هو علم إنساني اجتماعي، أي أنه ليس بعلم دقيق، كما أن التاريخ عبارة عن أسئلة غير منتهية، فلا يمكن أن نعتقد بأننا ببحثنا عن موضوع ما سنتمكن من كشف الحقيقة منتهية لأنه مع مرور الزمن يمكن أن يجد الباحث في التاريخ أو في الآثار، وثيقة أو عملة نقدية أو حتى قبر يفند تماما الاعتقادات السابقة، ومع ذلك، أعيد وأكرر أن التاريخ علم بمنهجية خاصة، والأكثر أهمية في مجال التاريخ هو النقد، وفي هذا السياق، أنا سعيدة بازدهار كتابة المذكرات في السنوات الأخيرة، وهو ما يساعدنا على كتابة التاريخ، ولا أقول بموضوعية بحتة، كما أؤكد على دور النقد التاريخي في هذا المجال لأن الباحث يجب عليه تفحص كل المعلومات حتى تلك المتعلقة بالأرشيف والوثائق والصور وربما سنصل إلى كتابة تاريخ بنوع من الموضوعية، لأن هذا الأمر معقد ويتطلب عملا صعبا وطويل المدى، أيضا كاتب التاريخ لا يجب عليه أن يكتب من الحدث مباشرة، بل يجب أن تكون هناك مسافة زمنية بينه وبين الموضوع الذي يكتب عنه. في المقابل يمكن أن تكون كتابة التاريخ عملية ذاتية خاصة المتعلقة بالمذكرات والشهادات والكتابة الرسمية، إلا أننا وبواسطة النقد، يمكن أن نصل إلى كتابة موضوعية إلى حد ما، لأنه طيلة سنوات طويلة من الزمن، كان التاريخ أو كتابته مكممة ومزيفة وممجدة، كنا نريد أن نؤسس لتاريخ مقدس، وإن نؤكد بأننا جميعنا سعداء وكل شيء على ما يرام، والحمد لله، لأن منذ سنوات الألفية لم تعد هناك "تقريبا" طابوهات، فلم نعد نقدس تاريخنا حتى أنه تم تأهيل شخصيات تاريخية، مثل مصالي الحاج، الأب المؤسس للاستقلال، فنجم شمال إفريقيا هو الحزب الأول الذي طالب بالحرية، أذكر أيضا فرحات عباس وغيرهم، حيث أصبحت المطارات تحمل اسمهم، كما عرفنا أن عبان رمضان لم يقتل من طرف الفرنسيين، إنما من طرف أقرانه في الجهاد، نعم لماذا لا يعير الشباب الاهتمام الكافي لما يكتب عن الحرب التحريرية؟ لأنه لا توجد فيها شفافية، بالتالي يجب علينا التخلص من كل الطابوهات، ونقول؛ نعم كانت هناك صراعات بين أعضاء الجبهة والموالين لمصالي، نعم كان هناك قتال بينهم، نعم حدثت انزلاقات في الحرب التحريرية، نعم حدث كل هذا وأشياء أخرى أيضا، وهو أمر عادي يحدث في جميع الثورات العالمية، لهذا يجب أن نتحمل مسؤولية الثورة بإيجابياتها وسلبياتها، لأنه في الأخير، ثورتنا التحريرية كانت بحق من أعظم الثورات في العالم.
في المقابل، صحيح أن هناك جوانب مظلمة في التاريخ، أردت أن أضيء بعضها، فألفت كتابا حول جريدة "تيموانياج كريتيان" والحرب التحريرية، وهو عبارة عن مقاطع من دكتوراة دولة قدمتها منذ سبع سنوات، ومنه وضعتها في خزانة، ولولا سميرة قبلي، مديرة النشر في المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار، التي شجعتني أيّما تشجيع وحثتني على أن أحوّل أجزاء من هذه الدكتوراه إلى كتاب، لما فعلت، وأبيّن دور المسيحيين والليبراليين واليهود والشيوعيين في استقلال الجزائر من خلال تضحياتهم التي كانت على صفحات جريدة "تيموانياج كريتيان" رمز التنديد بالعنصرية والكولونيالية والتعذيب، أو حتى بأرواحهم، إلا أن معظمهم غير معروفين وجهادهم يدخل في إطار الجانب الخفي والمظلم من التاريخ، وحان الوقت، خاصة أننا نحتفل بستينية الثورة التحريرية، لإزالة اللثام عن هذه الجوانب، نعم يجب أن نُسّمع جميع الأصوات.