الدكتور محمد دومير لـ"المساء":
كتابي رد على مزاعم تمسّ نشأة الدولة الجزائرية
- 242
بعد أن حقّق نجاحا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي، بمحتواه التاريخي، انطلق الدكتور محمد دومير إلى عالم الكتابة من خلال إصداره لكتاب موسوم بـ"نشأة الجمهورية الجزائرية" (وصف أركان الدولة ومقوّماتها الداخلية 1516-1830) الصادر عن دار النشر" الوعي" والذي قدمه في جلسة بيع بالتوقيع في اطار صالون الجزائر الدولي للكتاب.."المساء" التقت بالدكتور وأجرت معه هذا الحوار القصير.
* لماذا اخترت "نشأة الجمهورية الجزائرية" موضوع أوّل كتابك لك؟
* اخترت هذا الموضوع تحديدا لأنّه قيل الكثير عن عدم أقدمية الدولة الجزائرية، وإنها كانت ولاية عثمانية أو مقاطعة أو إنها كانت محتلة من العثمانيين، وقيل أيضا إنّها كانت عبارة عن مجموعة من إمارات متجاورة، وفرنسا هي التي جعلتها دولة ورسمت حدودها، كلّ هذه المزاعم خرافة دحضها العلم ومصادر التاريخ.
لقد جمعت أهم مصادر التاريخ الأوروبية التي وصفت الدولة الجزائرية بكلّ مقوّماتها السيادية في فترة الحكم العثماني، مثل منصب الحاكم أو الداي، وطريقة تعيينه للديوان البرلماني المحيط به، وكذا عن الحدود الجزائرية ودفاع الجزائريين عنها، وكيفية ترسيم الولاة والقضاة وتأسيس العلاقات الدولية وتطبيق القوانين وتسيير التجارة وغيرها، والتي تعتبر مقوّمات الدولة المستقلة ذات النظام الجمهوري وليس الملكي، لهذا أردت أن أضع عنوان "نشأة الجمهورية الجزائرية" حتى وإن اتّفق المختصون، وأنا لست منهم، على تسميتها بالإيالة الجزائرية، اخترت أنا اسم الجمهورية التي أصبحت بعد الاستقلال دولة قارة ورائدة في محيطها.
* ماذا عن جزائر ما قبل 1516 أي قبل الحكم العثماني لها؟
* قبل عام 1516 كانت عاصمة البلد مملكة تلمسان، أي كانت مملكة وليست جمهورية، وكانت مدينة الجزائر قرية ساحلية مهجورة يسكنها الثعالبة، وبعض قبائل متيجة الذين يقصدون البحر ثم يعودون إلى أرضهم، وفجأة تحوّلت هذه القرية التي اسمها جزائر بني مزغنة، بعد أن حطّ فيها عروج وخير الدين بربروس إلى عاصمة لأقوى دولة في المنطقة. أتحدّث هنا عن فترة تحوّل في هيكلة الدولة والتي تعرّضت مباشرة بعد تشكلّها إلى محاولات لإسقاطها، إلاّ أنّ الجزائريين أسّسوا أسطولا بحريا لا شبيه له، وصل إلى مناطق مختلفة في العالم مثل ايسلندا وبرشلونة وانجلترا، هذا التغير الكبير الذي حصل على مستوى هيكلة الدولة في تلك الفترة يستحق الدراسة، علما أنّ كتابي هذا نشرته موجزا وليس موسوعيا، حتى أشجّع الشباب على القراءة فهو كتاب في الثقافة العامة.
* من صناعة المحتوى إلى تأليف كتاب، كيف كانت هذه النقلة؟
* في الحقيقة هي مجازفة مني، قد لا يكون الإنسان موهوبا في مختلف المجالات، هل تليق بي الكتابة؟ أنتظر من الشباب الردّ، الغاية من فيديوهاتي والكتاب أن أشارك المعلومة التاريخية مع الجمهور بأسلوبي الخاص، المهم أن تصل الفكرة.
* هل من كتاب ثان في الأفق؟
سيصدر لي توأم لهذا الكتاب عنونته بـ"نشأة الحدود الجزائرية" أتناول فيه نشأة الجمهورية التي أصبحت قارة لها حدودها. لقد قيل إنّ فرنسا من رسمت حدود الدولة الجزائرية واقتطعت من أراضي دول الجوار، هذا افتراء فالحدود تعود إلى فترة ما قبل الميلاد، فترة حكم ماسينيسا وسيفاكس، أي فترة الدولة النوميدية، وأنتقل في كتابي من قرن إلى قرن مؤكّدا هذه الحدود من خلال الاعتماد على المعاهدات الدولية والخرائط القديمة، وهكذا سيتعرّف القارئ على الحدود الجزائرية، ولماذا هي بهذا الحجم الكبير والذي يختلف عن دول الجوار، أي أجيب عن سؤال "لماذا الجزائر من أخذت المساحة الكبرى؟".