الكاتب العربي بوزيان لـ"المساء":
كتابي عن بلماضي .. كشف حقائق مغيبة
- 445
جاء رد الكاتب الشاب العربي بوزيان على إقالة المدرب الوطني لكرة القدم السابق جمال بلماضي، من خلال تأليف يضم مجموعة من المقالات عن هذه الشخصية، التي أثارت انبهار المؤلف والكثير من الجزائريين المولوعين بالرياضة الأكثر شعبية في العالم، وهكذا صدر له عن دار نشر "خيال" كتاب بعنوان "الملك الوحيد/ جمال بلماضي مدربا وإنسانا".."المساء" تواصلت مع الكاتب، وأجرت معه هذا الحوار.
❊ لماذا كتاب عن جمال بلماضي؟
❊❊ فكرة الكتاب عن جمال بلماضي لم تكن موجودة أساسا، فقط عند خروج المنتخب الوطني من دور المجموعات من كأس إفريقيا الأخيرة بتعادلين، وخسارة أمام موريتانيا، والطريقة التي غادر بها جمال بلماضي المنتخب، وكيف تعامل معه البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك الجدل الواسع والضجة التي حدثت، كل هذا استفزني لأكتب مقالا، أردت أن أنشره في إحدى الجرائد، لكن تراجعت حين تبادرت إلى ذهني فكرة أخرى، مفادها أن أكتب مجموعة مقالات حول بلماضي والمنتخب الوطني، في كتاب، أقف فيها عند نقاط بدت للجمهور الرياضي غامضة، وأذكر فيها حقائق مغيبة أردت إظهارها، باعتباري واحدا من الجمهور الرياضي وعشاق المنتخب الوطني.
❊ هل تؤمن فعلا بأن حال الفريق الوطني لكرة القدم كان سيكون أفضل بوجود بلماضي؟
❊❊ نعم أؤمن يقينا تاما، لو أن بلماضي واصل العمل على مشروعه مع المنتخب الوطني، بعيدا عن الضغط الرهيب وبعيدا عن شبح التحكيم والكولسة، الفريق الوطني كان سيكون في أفضل حال، وكان سيصنع المعجزة، فهو منتخب شبابي بامتياز، قادر على مجابهة عمالقة القارة السمراء وعلى المستوى العالمي أيضا.
❊ ألا تعتقد أن إقالة بلماضي بعد خسارته لأكثر من رهان، منطقية؟
❊❊ من وجهة نظري، وحسب رأيي، فإن إقالة جمال بلماضي كانت خطأ وتسرعا في القرار، لأنه بعيدا عن الضغط والفساد التحكيمي، بلماضي حقق لقب كأس إفريقيا من خارج الديار، بعد 29 سنة غابت فيها الجزائر عن منصات التتويج، وهذا في ظرف ثمانية أشهر فقط. بلماضي لم يخسر الرهان ولا مرة واحدة، عدا الإخفاق في كأس إفريقيا 2021 بالكاميرون. وغيرها كل الإخفاقات والانتكاسات لا يتحمل مسؤوليتها. بل الظروف والفساد التحكيمي والكولسة.
❊ إذن من كتابة الرواية والمجموعات القصصية، إلى كتابة مؤلف يضم مقالاتك، إلى ما تعود هذه النقلة؟
❊❊ يقال إن الكاتب ابن بيئته، يكتب انطلاقا من الفكرة أو الموقف أو قصة أو حكاية، أي يكتب انطلاقا من أي شيء أو أي موضوع يستفزه، حتى ولو كان الموضوع رياضيا حول شخصية رياضية، يبقى الأمر عاديا جدا، الكاتب ليس متخصصا في مجال واحد، بل يكتب في كل المجالات، وفي كل المواضيع. مع أنني أجد متعبة الكتابة في الرواية والقصة والمقالة الأدبية.
❊ تحصلت على جوائز أدبية وتكريمات، هل شجعك ذلك على المضي في مجال الكتابة؟
❊❊ تكريمي من وزيرة الثقافة والفنون السابقة، يعني لي الكثير من الأشياء الجميلة، التي نادرا ما تحصل مع الكتّاب الشباب، لم أكن أتوقع ذلك التكريم، لا يمكن أن أصف لك فرحتي، لحظتها غمرتني سعادة لم تسعن الأرض، خاصة أنه جاء في وقت مناسب تماما، خصوصا أنني وجدت الوزيرة على معرفة بشخصي، وهذا ما بث فيّ ثقة كبيرة. التكريم لم يكن محض صدفة، وإنما كان نظير مساهمتي في إثراء المشهد الثقافي الجزائري، ما جعلني أعي المسؤولية الملقاة على عاتقي، من أجل بذل جهد مضاعف، حتى نصنع صورة مشرقة عن الأدب الجزائري بصفتنا كتّابا شبابا.
❊ صدر لك أول عمل، وهو رواية تحت عنوان "في قلبي أنثى أمازيغية"، هل اخترت هذا العنوان تيمنا برواية أخرى مشهورة تحمل تقريبا نفس العنوان؟
❊❊ "في قلبي أنثى أمازيغية"، هذا العمل كتبته أواخر سنة ألفين وسبعة عشر، وقتها لم تكن لدي فكرة عن الطبع والنشر، وأن ثمة نصوصا يمكن تحويلها إلى كتاب ورقي، فقط كنت أنشره على أجزاء في "الفايسبوك"، أما فيما يخص الجدل حول العنوان، فأنا إلى حد الآن، لم أطلع على رواية في "قلبي أنثى عبرية" للدكتورة خولة حمدي، ولم تكن لدي فكرة عن هذه الرواية ولا مضمونها، والأمر لم يؤثر عليا سلبا، بالعكس أنا أراه أمرا إيجابيا بالنسبة لبداياتي، وأتشرف أن يكون لكتاباتي تقاطع مع نصوص لها باع في الكتابة، إضافة إلى أن هذا الجدل حول العنوان، إن دل فهو يدل على أن عملي حظي بقراءة ونقد وهو المبتغى.
❊ كيف تقيم واقع الثقافة في ولاية تيسمسيلت، مسقط رأسك؟
❊❊ حال الثقافة في الولاية تيسمسيلت لا يختلف عن حالها على المستوى الوطني، هناك شباب مثقفون عندنا من كتاب شباب، وفنانون وشعراء يحاولون إثراء المشهد الثقافي المحلي، وهناك دخلاء أيضا شوهوا الأدب والساحة الثقافية المحلية بأعمال رديئة ونصوص سخيفة لا صلة لها بالأدب والفن.