يوسف شنيتي يقدّم "حيزية ودوّار الماء" ويؤكّد:
لا أمن قومي ولا امتداد عالمي دون رؤية ثقافية

- 304

أكد الكاتب والصحفي يوسف شنيتي أهمية أن يكون المشروع الحضاري والثقافي جوهر كلّ مشروع تنموي وإلاّ فلن يُكتب لهذا الأخير النجاح. وأضاف خلال ندوة "أربعاء الكلمة" التي قدّم فيها بفضاء "منتوري" مجموعته القصصية "حيزية ودوّار الماء"، أنّ الترويج للكتب لم يعد كالسابق؛ حيث أصبح يتطلب وسائل أخرى لصالح قارئ مختلف.
أضاف شنيتي أن كلّ كاتب يكتب لقرّاء معيّنين، وعليه أن يعرف لمن يوجه خطابه وإلاّ لفقد البوصلة، وخسر رهان الكتابة. فقارئ اليوم يحب النقاش، وإبداء رأيه في الكتب، وهو ما يحدث على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها، مشيرا إلى أن ثقافة اليوم لا يمكن أن يوضع عليها عسس كيفما كانوا؛ لأنها مرتبطة بالحرية والإبداع. وشبّه ثقافة اليوم بدار كبيرة بها نوافذ كثيرة تدخل منها أشعة الشمس بغزارة، فقط علينا أن نفصل بين المفيد منها والضار، ليعود ويؤكد أن قارئ اليوم تغير فعلا، ولم يعد يكتفي باستقبال الرسائل الإبداعية والإعلامية، بل أصبح يتفاعل معها. كما أكد الكاتب أهمية تسطير مشروع ثقافي حقيقي، والتأسيس لصناعة ثقافية إذا أردنا حماية الثقافة الجزائرية، خاصة في ظل قلة تصديرها الى الخارج، معتبرا أن أي امتداد اقتصادي وأمني وسياسي للجزائر في أي منطقة في العالم، يتطلب وجود رؤية ثقافية، وأن الثقافة تمثل، بالفعل، مسألة حيوية للبلد، بل هي جوهر الأمن القومي له.
بالمقابل، قرأ شنيتي على الحضور بعضا من قصص مجموعته القصصية "حيزية ودوّار الماء" التي تضم 21 قصة نُشرت عن دار "خيال"؛ مثل القصة التي تحمل عنوان المجموعة، عن شاب يعمل في خزان الماء، يشعر بسلطته؛ لأنه المسؤول عن تزويد سكان قريته بالماء، فيقرر الزواج، فيذهب إلى خِطبة ابنة الجيران حيزية التي يحبها منذ طفولته، لكن والدها يرفض تزويجها له لدواع "قبلية"، فيقرر الشاب إغلاق حنفية الخزان عن أبناء قريته إلى أن يتزوج حيزية.
وعن حيزية قال شنيتي إنه حينما كان يذهب إلى قرية أجداده كان يلتقي بقريبة له اسمها حيزية، وكانت بارعة الجمال، ليكتشف بعدها فيلم "حيزية" للمخرج محمد حازرلي، ثم قصيدة حيزية وقصة الحب الكبيرة التي جمعت بين هذه المرأة وحبيبها، وكيف أن العديد من العائلات الجزائرية أطلقت اسم حيزية على بناتها رغم أنه في العرف، لا يمكن الإفصاح عن قصص الحب، بيد أنها إذا كانت عذرية احتضنها المجتمع دون تردد. وعدَّ المتحدّث نفسه كاتبَ قصة بالدرجة الأولى. ورغم احترامه الرواية فإنه يرى أنّ كتابة القصة أصعب نظرا لحاجتها للتكثيف، مضيفا أنه سبق له أن نشر مجموعتين قصصيتين (حريق الذكريات، حيزية ودوّار الماء) على أن يتم لاحقا، إصدار مجموعته الثالثة بعنوان "سأطلّقك" عن امرأة تهدّد زوجها بالخلع.
كما قرأ ضيف "منتوري" على الحضور، قصة "مشاعر معلقة" عن تجاهل رجل متزوج زوجته. وقصة "يوميات" عن رجل ظن أنه حداثي، ويعرف خبايا بناته، إلا أنه يُصدم بما يكتشفه حينما يقرأ مذكرات ابنته المراهقة.