تنقلت لجنة تحكيم المسابقة الوطنية لإنجاز تمثال ملك نوميديا ماسينيسا، أوّل أمس السبت، إلى قرية تاقموت عزوز ببلدية بني دوالة (جنوب شرق تيزي وزو)، للوقوف على أشغال إنجاز التمثال المنتظر تدشينه في الجزائر العاصمة.

الوفد الذي قاده الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، متشكل من كل من رئيس بلدية الجزائر الوسطى عبد الحكيم بطاش، ورئيس لجنة "المسابقة الوطنية لإنجاز النصب الخاص بماسنيسا"، محمد الهادي حيرش.

في كلمة مقتضبة، أشاد السيد عصاد بالجهود التي يبذلها كل الفاعلين في سبيل تجسيد هذه الفكرة، مشيرا إلى أن هذا العمل سيبقى "مخلدا في تاريخ هذه المنطقة (بني دوالة) التي أعطت الكثير للأمازيغية"، وأوضح أن الهدف من هذه الزيارة "الإشراف على انطلاق الأشغال والسهر على تطبيق توجيهات لجنة المسابقة المختصة، لاسيما ما تعلق منها باحترام الجوانب الجمالية والتاريخية التي يجب مراعاتها في إنجاز هذا المعلم".

من المقرر أن يتم وضع هذا النصب الذي يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار وتكلفته الإجمالية 24 مليون دج، "بعد استكمال أشغاله العام المقبل بساحة "تافوراه" في بلدية الجزائر الوسطى، التي ستعرف هي الأخرى عدة عمليات تهيئة" بالمناسبة، وفق ما أشار إليه من جهته عبد الحكيم بطاش.

جاءت فكرة إقامة هذا النصب التذكاري الذي يعد بمثابة تكريم لملك نوميديا "في نهاية الندوة الدولية التي عقدت في الخروب بقسنطينة عام 2014"، حسبما ذكره السيد عصاد الذي أوضح أن "الفكرة تحمل قيمة كبيرة" وتساهم في "تثمين تاريخنا".

يذكر أنه تم إطلاق مسابقة وطنية لتجسيد هذا النصب خلال السنة الموالية (2015) "لإتاحة الفرصة للحرفيين من جميع مناطق الجزائر" بالمشاركة، وبعدما تم رفض المقترحات التقنية والجمالية من طرف لجنة التحكيم لمرتين متتاليتي،ن اختارت هذه الأخيرة ورشة العمل "زخرفة ونحت إنغويل"، حسبما أوضح محمد حيريش، رئيس لجنة تحكيم هذه المسابقة.

علاوة على ندوة ماسنيسا، أشار السيد عصاد إلى "ندوات أخرى خصصت لملوك وشخصيات عن مملكة نوميديا، تم تنظيمها من قبل المحافظة السامية للأمازيغية منذ عام 2014، على غرار تلك المخصصة للحديث عن يوغرطة سنة 2015 وأبوليوس المداوري عام 2016، وأخرى عن سيفاقس ستنظم في 22 من الشهر الحالي بعين تموشنت".

في هذا السياق، ناشد المتحدث القائمين على مدن كل من عنابة وسوق أهراس وعين  تموشنت "أن يحذوا حذو بلدية الجزائر العاصمة" من خلال إقامة تماثيل تكريمية لهذه الشخصيات التاريخية بهدف المساهمة في التعريف بتاريخنا".