اختتام مهرجان الجزائر الدولي للسينما
مجموعة وثائقية في المستوى
- 693
فضلا عن كونه من المناسبات القليلة التي يجد فيها الجمهور العاصمي فرصته، لربط حبل الوصل مع قاعات السينما، فإن مهرجان الجزائر الدولي للسينما الذي اختتمت فعالياته أول أمس، أكد هذه السنة مرة أخرى، توجهه نحو الفيلم الملتزم من خلال مجموعة من الأفلام الوثائقية، كانت في مستوى تطلعات عشاق السينما.
شمل برنامج المهرجان الذي نظم أولى منافساته في فئة الأفلام القصيرة، التي غابت عن الطبعات السابقة، أكثر من 30 فيلما بين وثائقي وأفلام قصيرة وطويلة وخيالية، من بينها 24 ضمن المنافسة وعروض خارج المنافسة.
كان للجمهور كلمته في اختيار الأفلام الوثائقية التي كانت تعالج مواضيع إنسانية، مما أعطى للمهرجان هوية واضحة تميزه عن التظاهرات السينمائية الأخرى، حتى وإن كان المنظمون قد كيفوا اختيارهم من أجل ملء الفراغ الذي تركه مهرجان وهران للفيلم العربي، الذي ألغي سنة 2019.
عالجت تلك الأفلام مواضيع في إطار بورتريهات لمناضلين ومعارك من أجل العدالة، ومآسي أخرى لمهاجرين أفارقة من جنوب الصحراء، على غرار "صمت الآخرين" الذي اشترك في إخراجه الإسباني المودينا كاراسيدو والأمريكي روبار باهار، أو فيلم "ما وراء الحكاية" للصربية ميلا توراجليك، أو "تيلو كوتو" للفرنسيتين فاليري مالك وصوفي باشوليي.
كما تم العرض الأولي للفيلمين الوثائقيين "143 شارع الصحراء" لحسن فرحاني، و«مناظر الخريف" فيلم الإثارة الأول لمرزاق علواش، الذي كان ينتظره رواد السينما بشغف.
تضمن برنامج التظاهرة كذلك، عرض ثمانية أفلام خيالية طويلة، ومن بين الأفلام المختارة في الفئة؛ "فتوى" للتونسي محمود بن محمود الذي ينتقد فيها تصاعد التطرف الديني في تونس، وفيلم "يولي" للإسبانية اسيار بولان حول حياة راقص باليه كوبي، وأيضا فيلم الرسوم المتحركة "وردي" المستوحى من الحياة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان، أخرجه النرويجي ماتس غروريد.
أما في إطار منافسة الأفلام القصيرة، فقد تنافست ثمانية أفلام، ويتعلق الأمر بكل من "هذه هي" ليوسف محساس، و«صيف مغدور" لمناد امبارك، "حكاية في جسدي" ليانس خلوفي، "فلفل أحمر" لسعدية قاسم، "قبالة مكة" للسويسري جون إريك ماك و«هبة بوركينا" للأمريكية لارا لي.
غائبة عن المهرجان، حاضرة على المستوى الدولي
في هذا الصدد، أعرب معتادون عن المهرجان وملاحظون، عن أسفهم لغياب أعمال جزائرية عن برنامج 2019 لمهرجان الجزائر الدولي للسينما، الذي يعد الحدث الأوحد المخصص للسينما في العاصمة، مثل فيلمي "أبو ليلى" لأمين سيدي بومدين و«زمن الحياة" لحميد بن عمارة، المعتادين على المشاركة في مختلف التظاهرات السينمائية الدولية، في حين غابا عن هذه الطبعة.
أما بخصوص التكريمات، فقد افتك الفيلم الوثائقي "143 شارع الصحراء"، الذي يعد الفيلم الطويل الثاني لحسن فرحاني، الجائزة الكبرى لفئته وجائزة الجمهور، وكذا "ميدالية غاندي"، ويقدم هذه الجوائز المجلس الدولي للسينما والتلفزيون والاتصال السمعي البصري.
في فئة الأفلام الطويلة الخيالية، كانت الجوائز من نصيب (وردي) المستوحى من يوميات اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية، أخرجه النرويجي ماتس غروريد، أما الفيلم القصير (مقابل مكة) للسويسري جون ايريك ماك، فقد تحصل على الجائزة الكبرى لهذه الفئة.
كأول منافسة للأفلام القصيرة ضمن المهرجان، قدمت هيئة التحكيم تنويهات تشجيعية لأفلام (هذه هي) ليوسف محساس، و(حكاية في جلدي) ليانيس خلوفي حول موضوع الالتزام النضالي في الجزائر اليوم، و(ففل احمر)، وهو فيلم وثائقي حول ظروف المرأة في الجزائر، من إخراج سعدية قاسم.
أما جائزة الجمهور، فقد عادت مناصفة إلى (صيف مغدور) لمناد أمبارك حول العنف الإرهابي سنوات التسعينات، و(سترة) لعبد اله عقون، يحكي هذا الفيلم القصير، قصة رب عائلة يعاني من نظرة الجوار لابنته الموسيقية، إلى أن فرض عليها ارتداء النقاب.