ـ العمارات الترابية المبنية من مادة الطين

مساعي لإعادة بعث

مساعي لإعادة بعث
  • 1804

 

يسعى المركز الجزائري للتراث الثقافي المبني بالطين الذي يتواجد مقره بمنطقة تيميمون (ولاية أدرار) إلى إعادة بعث العمارات الترابية المبنية بمادة الطين من جديد، حسبما علم بسكيكدة، مؤخرا، من السيد عبد القادر ناقة بن محمد إطار بهذا المركز.

في تصريح لـ«وأج" ـ على هامش الأبواب المفتوحة حول التراث المبني بالطين التي انطلقت بدار الثقافة محمد سراج وسط مدينة سكيكدة ـ أوضح المسؤول أنه "يتعيّن العودة إلى البنايات الترابية المبنية من مادة الطين لما لها من فوائد عديدة تعود بالفائدة على المواطن والاقتصاد". وأضاف أنّ "البنايات الطينية لها مميزات عديدة على عكس مثيلاتها المبنية بالإسمنت كونها أقل تكلفة وأكثر جمالية، كما تحافظ على صحة الإنسان على اعتبار أن كل المواد المستعملة فيها طبيعية وغير مضرة بالصحة ومن الواجب العودة لها من جديد للحفاظ على هذا الإرث الثقافي من الزوال".

كما أفاد السيد ناقة بأن "العودة لهذا النوع من البنايات في منطقة الشمال سيساهم في الحفاظ على الهوية المعمارية للجزائر"، معتبرا العوامل المناخية للشمال الذي يشهد تساقطا كثيفا للأمطار، تستوجب فقط إضافة بعض المثبتات على غرار القش لامتصاص الماء الموجود في الطين وكذا مقادير صغيرة من الجير أو الإسمنت، فضلا على ضرورة تخمير الطين لمدة كبيرة".

من جهته، أوضح السيد علاء الدين بلواهم، مهندس معماري بالمركز أنّ "هذا المركز يعمل على تنظيم حملات تحسيسية من أجل الحفاظ على العمارة الطينية والبناء بالطين والتبيان للمواطنين الجزائريين بأنه بالإمكان إنشاء بنايات حديثة بالطين تتوفر على جميع وسائل الرفاهية".

وأردف السيد بلواهم أنّ "العمارات المبنية بالطين تكون مراعية للبيئة كما ثبت أن للجدران المصنوعة من الطين خصائص حرارية ممتازة إذ أنها تقي من حرارة الصيف وبرد الشتاء".

ويحصي المركز بمنطقة قورارة أو تيميمون حوالي 560 قصرا مبنيا بالطين يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، حسبما تمت الإشارة إليه خلال المعرض المقام بالمناسبة للتعريف بالعمارة الترابية وإزالة أي تخوف بشأن البناية الترابية والطين والعودة للأصالة والتراث.

كما تضمن المعرض المنظم في إطار فعاليات شهر التراث التي ستستمر إلى غاية 18 ماي الجاري، صورا لعديد المباني الترابية بمنطقة تيميمون والصحراء على غرار قصر بوسمغون المتواجد بمنطقة البيض والذي يعود تاريخه إلى الحقبة العثمانية وكذا قصر بني يزقن بمنطقة غرداية، فضلا عن صور فوتوغرافية لعديد القرى المتواجدة بالصحراء الجزائرية والمبنية بهذه المادة الطبيعية.

تجدر الإشارة إلى أن المركز الجزائري للتراث الثقافي المبني بالطين هو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تحت وصاية وزارة الثقافة، تم إنشاؤه سنة 2012 ويتواجد مقره بتيميمون (ولاية أدرار)، حيث جاء إنشاؤه تبعا لإرادة الدولة في التمكن من حفظ المراكز التاريخية الجزائرية المبنية بالطين، وهو مكلف بإعادة تأهيل صورة العمارات الطينية وضمان ترقية وتثمين التراث الثقافي المبني بالطين والمهارات المتصلة به قصد التمكن من ضمان حفظ دائم لهذا الجزء الكبير من التراث الوطني.