"محكمة الغابة" في الجزائر العاصمة

مسرحية تعكس قدرات أطفال "متلازمة داون"

مسرحية تعكس قدرات أطفال "متلازمة داون"
  • 381
دليلة مالك دليلة مالك

عُرضت مسرحية "محكمة الغابة" للمخرج عمار دامة، في المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي" في الجزائر العاصمة، أول أمس، والعمل من إنتاج جمعية "مفاتيح الجنة لمتلازمة داون" من برج بوعريريج، وتهدف إلى إبراز قدرات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة أولئك المصابين بـ"متلازمة داون".

تقدم المسرحية نموذجا حيا، عن كيف يمكن للفنون أن تساهم في تغيير المفاهيم حول ذوي الاحتياجات الخاصة، وتفتح أمامهم أفقا جديدا للاندماج الاجتماعي.

تدور أحداث المسرحية الموجهة للأطفال، حول صراع ينشب بين حيوانات الغابة، التي كانت تعيش في تناغم وأمان، بعيدا عن الخلافات، وتتعقد الأمور حينما يظهر خطر يهدد هذا السلام، ما يدفع الأسد، ملك الغابة، إلى التدخل لحل المشكلة. يقرر الأسد الدعوة إلى محاكمة علنية، تجمع جميع الحيوانات، للنظر في أسباب الخلافات وإيجاد الحلول المناسبة، وتستعين الحيوانات بـ"الحكيمة"، التي تقترح تنظيم المحاكمة لفهم جذور النزاع، وتدعو إلى العودة إلى قيم التسامح والمحبة، تنتصر الحكمة وتستعيد الغابة هدوءها وسلامها في النهاية. وقد لاقى العرض، الذي دام أكثر من نصف ساعة، تجاوبا حارا من الحضور، الذين أبهرهم أداء الأطفال المشاركين، الذين يعانون من "متلازمة داون"، هؤلاء الأطفال قدموا أداء مميزا، حيث برعوا في تقمص أدوارهم، ما يعكس إمكانياتهم الفنية والإنسانية، إذ حملت المسرحية رسائل جمالية وإنسانية عميقة، وأعطت صورة مشرقة عن قدرات هؤلاء الأطفال الذين تحدوا إعاقاتهم، وأثبتوا أن الفنون قادرة على فتح آفاق جديدة للتميز.

وفي تصريح له، أكد المخرج عمار دامة، أن العمل هو ثمرة ورشة تكوينية مكثفة، استمرت قرابة عام كامل، ولا تزال مستمرة، تحت إشرافه، وقد بذل جهده لتطوير مهارات المشاركين، وصقل مواهبهم، ما ساهم في تقديم هذا العرض الذي يجسد الجهد الجماعي والعمل الجماعي، لتحقيق أهداف فنية وإنسانية عالية، وأضاف أن هذا العرض المسرحي ليس مجرد عمل فني، بل هو مشروع ثقافي وإنساني يعكس الإبداع والتزام المشاركين، مشيرا إلى أن المسرحية تُعد بمثابة "علاج نفسي" للأطفال، حيث تساهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتطوير مهاراتهم الاستثنائية، ما يساعد على تغيير النظرة النمطية تجاههم، مضيفا أن المسرحية تهدف إلى دمج هذه الفئة في المجتمع، من خلال التمثيل ومنحهم فرصة لإبراز قدراتهم.

وأوضح المخرج، أن العرض يسلط الضوء على أهمية المسرح كأداة فعالة للتواصل، التعبير، وتنمية المهارات لدى ذوي الاحتياجات الخاصة. وذكر أن العرض الأول لهذه المسرحية، قد تم تقديمه في فبراير الماضي في برج بوعريريج، ما يعكس استمرار الجهود المبذولة في هذا المجال، ويؤكد على ضرورة تقديم فرص فنية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأفاد المتحدث، أن هذا العرض هو ثمرة ورشة تدريبية استمرت لمدة عام كامل، عمل خلالها هؤلاء الأطفال على تحسين مهاراتهم في الأداء المسرحي، واكتساب أدوات جديدة ساهمت في تطوير أدائهم على خشبة المسرح، وقد أبدع هؤلاء الأطفال في تجسيد أدوارهم، مما يعكس إصرارهم على التفوق والإبداع.