صدور ”رحلة إلى الجزائر” للفرنسي تيوفيل غوتيي

معالم جزائرية بعيدا عن الاستشراق والاستعمار

معالم جزائرية بعيدا عن الاستشراق والاستعمار
صدور ”رحلة إلى الجزائر” للفرنسي تيوفيل غوتيي
  • 1019

صدرت منذ أيام عن مشروع كلمة للترجمة عن دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، ترجمة كِتاب يعد من كلاسيكيات الأدب الفرنسي بعنوان رحلة إلى الجزائر، للروائي والشاعر والناقد الفرنسي تيوفيل غوتيي، أعدها الكاتب والمترجم المغربي محمد بنعبود، يتضمن الكتاب عدة مقالات ومقاربات عن الجزائر، ومتابعات نقدية للعديد من عناصر الأدب والفن (الاستشراق) الخاص بالجزائر، كان غوتيي قد كتبها في فترات مختلفة وجمعها الباحث الجزائري وهمي ولد إبراهيم.

يتيح الكتاب معرفة واقع الحال في الجزائر في أولى سنوات الاحتلال الفرنسي، مع عرض إبداعات الفنانين والكتّاب الذين فتنتهم بلاد الجزائر.

غوتيي زار الجزائر في صيف 1845، ونشر عن رحلته إليها في المجلات الفرنسية صفحات متفرقة لم يجمعها في كِتاب حتى سنة 1865، وقد كان يرسم بالكلمات مشاهد ومواقف معيشة، كما يُعرب غوتيي في مقالات رحلاته عن ولعه بالتفاصيل، كان يتربص بها ومعتادا على التقاطها برهافة. وتراه في هذه الرحلة وهو يقارن بين شوارع الجزائر وشوارع باريس، ويقرّب بين الأماكن الجزائرية ومشاهد مرسومة في لوحات غويا ورامبرانت ودولاكروا، ومن هنا يعني العنوان رحلة فنية أو تشكيلية أو مصورة إلى الجزائر أيضا، وقد قام برحلته هذه بعد غزو فرنسا للجزائر بخمسة عشر عاما، وخلافا للمثقّفين الرسميين أو المستشرقين المحترفين في ذلك العهد، لا يبارك غوتيي حضور فرنسا في البلاد.

صاحب رحلة إلى الجزائر، تيوفيل غوتيي من مواليد مدينة تارب في جنوب فرنسا عام 1811، ونشأ في باريس وتوفي في ضاحيتها سنة 1872، وهو أحد أهم أعمدة التيار البرناسي في الشعر الفرنسي، وأحد أعلام الرومنطيقية الفرنسية، كان شاعرا وروائيا وقاصا وكاتبا مسرحيا وناقدا، من أهم مجموعاته الشعرية ملهاة الموت و«مزججات وأحجار منقوشة، ومن أشهر رواياته الآنسة موبان و«رواية المومياء ، كما لديه العديد من القصص الفنطازية. وسبق لـ«مشروع كلمة أن ترجم أكثرها ذيوعا إلى اللغة العربية، قام بها الروائي والشاعر التونسي محمد علي اليوسفي، حملت عنوان الميتة العاشقة وقصص فنظازية أخرى”.

عام 1845، اكتشف غوتيي شمال إفريقيا، حيث سافر كمستشرق متبعا خطى الرسامين الذين أثاروا إعجابه، ولم يكمل كتابه رحلة طريفة إلى الجزائر: الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، منطقة القبائل (1845) الذي لم يُنشر حتى عام 1973، وكان غوتيي ساخرا بقبح الحضارة الغربية التي يجدها نوعا ما هزلية، رغم التقدم والتطور الذي شهده عصر فلاسفة التنوير”.

للإشارة، نشط طاقم مشروع كلمة أول أمس بالرياض ندوة تم فيها تحديد أربعة أهداف جديدة سيعمل على تحقيقها خلال هذا العام، تتمثل أولا بإحياء الترجمة العكسية وتقديم الكتاب والمؤلف العربي إلى الثقافات الأخرى، وبناء وتطوير مشروعي النشر الإلكتروني والكتاب الصوتي، والتركيز على قنوات التواصل الاجتماعي، وصولا إلى إحياء ما درج عليه من شراكات مع الناشرين العرب والإماراتيين في القطاع الخاص، عبر النشر المشترك وبرنامج تسويقي ضخم للكتاب العربي دوليا.