أمسية شعرية جزائرية موريتانية
معاني وصور من أحلى شذى القوافي
- 333
مريم .ن
صدحت أصوات شعرية بجميل القوافي خلال أمسية شعرية بالقاعة الكبرى "آسيا جبار"، أوّل أمس، بصالون الكتاب في تناغم موزون ينشد في أفكار وأحاسيس ومجريات تباينت حكاياتها التي حرّكت ملكة الشعر في عمق كينونتها.
تألّق شعراء الأمسية كنجوم سطعت في سماء القصيدة لتلتقي أرض المليون شهيد بأبناء أرض المليون شاعر .
استهلت القراءات بقصيدة "فضائل الضوء" لشاعر الرسول وهو القاضي محمد عينينا من موريتانيا الذي له عشرة دواوين شعرية وهو من مواليد 1971، حيث أنشد في المديح الديني من خلال وصف الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، كما أنشد "قدح على الماء" وفيها:
"قدح على الماء
كبر فرأسك مرفوع على رصن
وليخسإ الجبن في أحذية العفن
كبر فعصفك لا تقوى لهيبته
أرتال ذل وأسراب من الوهن".
صعد المنصة بعدها الدكتور عبد الله حمادي ليفتتح قراءاته بـ:
"استغفر الله
إلا من محبتها
وإن قلتم أنّ الحب معصية
فالحب أجمل ما يعصى به الرب"
ثم قرأ الدكتور حمادي "البرزخ والسكين"، مستهلا إياها بعبارة "له النزول ولنا المعراج" لصاحبها "الشيخ محي الدين بن عربي وتوحي للذاكرة اسم "الحلاج ومصيره"،كما قرأ في الرباعيات ذاكرا أنه أول من كتبها في الجزائر.
تقدم الشاعر الموريتاني جاكيتي الشيخ سك، الذي ألقى قصيدة "الوجود المستعار" ذات الأسلوب العميق والناعم رغم قساوة الموضوع يقول فيها:
"إلى حيث الوجود المستعار
الى حيث الحياة دم ونار
على حيث الصلاة دموع الثكلى
تناجي الله والحول انتظار"
ثم واصل القراءة بقصيدة أخرى حملت عنوان "معراج"، يخاطب فيها الشاعر الحياة، بكلّ حب وتفاؤل بمعاني عذبة قال فيها :
"يا من بحضن جمالك المسحوق
وطن مؤذن معلنا تطويقي
وطن تلوح على مدى بصماته
منّ الجذور فيستثير بريقي
يا من بحضنك كل ما أملته
مذ جئت في فلك الحياة طريقي".
شكر هذا الشاعر الجزائر على استضافتها للثقافة وللتراث الموريتاني مع ابرازه من خلال دورة سيلا 2025.
من الجنوب الجزائري جاء الشاعر المترد سعيد بقصيدة "جزائر" قال فيها:
"وزعت حبي بكل المدائن وكل النوادي
توضأت كحبك في بطن أمي"
أما سفير الثقافة الحسانية الشاعر الدوه ولد بنيوك، فأشاد بدور الجزائر في احتضان هذه الثقافة الشعبية من خلال تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة الحسانية" ليقرأ "دموع الألماس"، كما عبر الشاعر الرحالة عاشور فني عن اعجابه بالقراءات التي كانت في المستوى، واختار أن يقرأ من ديوانه "رجل من غبار" المتضمن قصيدة واحدة قال فيها:
"كان يلبس نظارتين ملونتين
ولم ير قوس قزح
كان يشرب كل الدواء
ولم تأته غيمة أو فرح كانت تأتيه امرأة لم يكن هو في قلبها".