من تنظيم المجمع الجزائري للغة العربية

ملتقى دولي عن جهود علماء الجزائر القدامى

ملتقى دولي عن جهود علماء الجزائر القدامى
  • 175
وردة زرقين وردة زرقين

ينظم المجمع الجزائري للغة العربية، يومي الثالث والرابع ديسمبر 2025، المؤتمر السنوي الثاني بعنوان "جهود علماء الجزائر القدامى في خدمة اللغة العربية قراءة في المنجز اللساني"، والذي يكون بمثابة فرصة أمام الباحثين والمهتمين لإعادة قراءة هذا التراث اللغوي الجزائري في ضوء الدراسات اللسانية الحديثة. 

يهدف الملتقى إلى رصد الجهود العلمية لعلماء الجزائر في مجال الدرس اللغوي منذ العصور الإسلامية الأولى حتى نهاية القرن التاسع عشر، مع إبراز إسهاماتهم في علوم النحو، والصرف، والبلاغة، والعروض، والمعاجم، وفقه اللغة، ودراسة المسارات المعرفية والمنهجية التي اعتمدها هؤلاء العلماء في مؤلفاتهم وشروحهم، وتحليل ما تميزت به من أصالة، وتكيّف مع السياقات التعليمية والثقافية السائدة في زمانهم، إضافة إلى التعريف بأبرز أعلام الدرس اللغوي الجزائري في هذه المرحلة، من خلال الترتيب التاريخي والتسلسل الزمني، مع بيان اختصاصاتهم الدقيقة، ومكانتهم العلمية، وأثرهم في المشهد الثقافي المحلي والعربي، وأيضا، تسليط الضوء على المؤسسات العلمية التي احتضنت هؤلاء العلماء مثل الزوايا، والجوامع، والمدارس القرآنية، ودورها في الحفاظ على العربية وتعليمها ونقلها للأجيال، رغم التحديات السياسية والثقافية، وتحقيق التواصل بين الماضي والحاضر من خلال استخلاص الدروس والعبر من التراث اللغوي الجزائري، بما يخدم جهود تجديد الدرس اللغوي وتعزيز الهوية اللغوية في الواقع المعاصر، ناهيك عن فتح المجال أمام الباحثين والمهتمين لإعادة قراءة هذا التراث اللغوي الجزائري في ضوء الدراسات اللسانية الحديثة، والتفكير في إمكانات استثماره في الحقل الأكاديمي والتربوي.

علماء الجزائر حافظوا على العربية وساهموا في إثرائها

جاء في الديباجة، أن علماء الجزائر لم يتوانوا في الحفاظ على اللغة العربية والإسهام في مواكبة تطور دراساتها على الرغم ممّا عانته الجزائر من ظروف سياسية وثقافية صعبة خلال فترات التراجع الحضاري، وما نجم عنها من تحوّلات سياسية عاصفة، ولاسيّما في مرحلة الوجود العثماني، ثم الاستعمار الفرنسي، فقد كان للجزائر دور بارز في الحفاظ على مقوّمات الهوّية الثقافية واللغوية للأمة، ولم يتخلف أبناؤها، منذ أن وطئت أقدام الفاتحين أرضها، عن تعلمّ اللغة العربية وتعليمها، ولم يـألوا جهدا، على مرّ العصور وكرّ الدهور، في خدمة علومها دراسةً وبحثا وتأليفا، فخلّفوا لنا تركةً ضخمة في علوم اللغة من: نحو، وصرف، وبيان، وبديع، وعروض، وفقه لغة، ومعاجم ، تنوء بحِملها الخزائن، وهي، بحق، من أنفس الكنوز التي يجب نفض الغبار عنها، والانتفاع بها.

من بين علماء الجزائر الذين سطع نجمهم في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، أبو زكرياء يحيى بن خلدون التلمساني، وابن معط الزواوي (628هـ/1231م)، وأبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي (895هـ/1490م)، وعبد الرحمن الأخضري (953 ه/1545م) وشهاب الدين أحمد المقّري التلمساني (1041هـ/1631م)، ويحيى الشاوي النايلي الملياني (1096هـ/1685م) وعبد القادر الجزائري (1300هـ/1883م)، وقد تولّى كثير من هؤلاء العلماء مناصب علمية مرموقة، مثل مشيخة الزوايا الكبرى، والإفتاء، والقضاء، والتدريس في الجوامع الكبرى كجامع القرويين والزيتونة والجامع الكبير بالعاصمة، مما أتاح لهم التأثير الواسع في الحياة العلمية، فإلى أي مدى أسهم علماء الجزائر القدامى في إثراء الدرس اللغوي العربي؟ وما الخصائص المنهجية والمعرفية التي طبعت هذه الجهود؟ وكيف يمكن تقييم أثرها في السياقين المحلي والعربي؟

يتمحور الملتقى الدولي حول 4 محاور وهي: المحور الأول يخص الإنتاج اللغوي لعلماء الجزائر ومضامينه المعرفية والمنهجية مع تحليل أبرز المؤلفات اللغوية: الشروح، الحواشي، المختصرات، المتون، والرسائل، وكذا البحث في منهجيات التأليف والتدريس المتبعة لدى العلماء الجزائريين، ومدى تأثرهم بالاتجاهات اللغوية في المشرق والمغرب، أما المحور الثاني يتعلق بمؤسسات التعليم التقليدي ودورها في نقل المعرفة اللغوية من الزوايا والمدارس القرآنية الحاضنة للدرس اللغوي، والأدوار التعليمية والتكوينية للجوامع الكبرى (كجامع القرويين، الجامع الكبير بالعاصمة وغيرها، ومكانة العلماء في هذه المؤسسات (المشيخة، والإفتاء، والقضاء، والإقراء، بينما يركز المحور الثالث على السياق التاريخي وأثره في توجيه الدرس اللغوي من تأثير العوامل السياسية (الاحتلال، والاستقلال المحلي، والأزمات) في الإنتاج اللغوي، ومقاومة الاستعمار ثقافيًا عبر اللغة والتعليم، والدرس اللغوي في ظل الاستعمار الفرنسي ومظاهر المحافظة على اللغة، فيما يركز المحور الرابع على استثمار التراث اللغوي الجزائري في الدراسات اللسانية المعاصرة من قراءات لسانية حديثة لمؤلفات العلماء الجزائريين، وسبل إدماج هذا التراث في مناهج التعليم والبحث العلمي، وآفاق بعث الجهود التراثية في الدرس اللغوي ضمن مشاريع إحياء الهوية.

للمشاركة في هذا الملتقى الدولي، وضعت الهيئة المنظمة للملتقى شروطا تتمثل في، أن تكون المداخلات في محور من محاور الموضوع، وأن يكون الموضوع أصيلا جديدا خاصا بموضوع المؤتمر، لم يسبق لصاحبه نشره أو المشاركة به في فعاليات علمية أخرى أو مستلا من بحث جامعي، وألا يقل عن 10 صفحات وألا يزيد عن 25 صفحة، كما يجب أن يتّسم بالخلو من الأخطاء النحوية والصرفية والإملائية وأخطاء الرقن، و يتم تقديم الملخصات وعناوين المداخلات قبل يوم 20 جويلية الجاري، أما الرد عليها سيكون يوم 31 من نفس الشهر، فيما يتم تقديم المداخلات كاملة قبل 20 أكتوبر ، ويتم الرد عليها يوم 10 نوفمبر 2025 

تُرسل الملخاصات والمداخلات على الرابط الآتي: https://form.jotform.com/AALA_conference/2025