افتتاح دار بشطارزي

ملتقى للفن والتاريخ في قلب القصبة

ملتقى للفن والتاريخ في قلب القصبة
  • 907
 دليلة مالك دليلة مالك

فتحت مؤسسة الفن والثقافة لولاية الجزائر العاصمة، أول أمس، أبواب دار بشطارزي، أو ملتقى الفنانين، للجمهور. وهو مَعلم واقع في قلب القصبة، تم ترميمه من طرف ولاية الجزائر بعناية، ليصبح فضاءً مخصصاً للثقافة والفن. ويُعد تكريماً لمقيمه الشهير محيي الدين بشطارزي؛ شكسبير الجزائر.
حسب فضيل حموش المكلف بالبرمجة والاتصال في مؤسسة فنون وثقافة، فإن هذا المعلم التاريخي الواقع في ولاية الجزائر، يلعب دوراً أساسياً في تعزيز التراث الثقافي للعاصمة، وخاصة القصبة.
وقال إن الملتقى الفني والثقافي الذي ينظم تحت مؤسسة فنون وثقافة، يسلط الضوء على نشأة الحركة الثقافية خلال الفترة الاستعمارية، وهي فترة قام فيها المستعمرون بتدمير جزء كبير من القصبة لبناء هذا المبنى. وأرادت ولاية الجزائر أن تمنحه وجهاً جديداً من خلال دمج عناصر من تراثنا الثقافي، مثل الدويرات الصغيرة.
وأكد المتحدث أن محيي الدين بشطارزي الذي يُعرف بـ«شكسبير الجزائر"، هو أول من انضم لمعهد الموسيقى بوسط الجزائر في عام 1925. كما يُعرف بالأب الروحي للحركة الثقافية الجزائرية بكل فروعها. واليوم نظمت مؤسسة "فن وثقافة" هذا الحدث الذي يجمع العائلات ومحبي الفن؛ بهدف تكريم هذا التراث. " ويأتي السياح الأجانب بالإضافة إلى الزوار المحليين لاكتشاف هذا المكان. ونحن هنا لاستقبالهم، وإرشادهم في الجولة السياحية للقصبة ".
وعن إطلاق ملتقى الفنانين بدار بشطارزي، أوضح حموش: "لقد اخترنا افتتاح هذا المكان بجلسة أندلسية؛ تكريماً لمحيي الدين بشطارزي، الأب الروحي لهذه الموسيقى الجزائرية أيضا. وقد أحيا هذا اللقاء المغني محمود حاج علي، خريج جمعية الجزائرية الموصلية" . واسترسل: "سيستضيف هذا الفضاء العديد من الفعاليات الفنية والتاريخية، بالإضافة إلى لقاءات ثقافية. وسيُمنح هذا المبنى للحرف التقليدية الجزائرية. وستخصَّص مساحات أيضا للحرف التقليدية القديمة، التي تُعد جزءًا من هويتنا الوطنية، التي نسعى جاهدين للحفاظ عليها".
وأكد حموش أيضا: "هذا مكان مليء بالتاريخ؛ وُلد فيه المخرج الفرنسي الكبير ألكسندر أركادي في 15 مارس 1947. بالإضافة إلى ذلك، ترك محيي الدين بشطارزي، الأب المؤسس للمسرح والموسيقى الأندلسية في الجزائر، بصمته الدائمة في هذا المكان. نحن نقوم بتنظيم هذا الحدث لتكريم إرثه. بدأ بشطارزي مسيرته الفنية في هذا المبنى؛ لأنه في ذلك الوقت، لم يكن يُسمح للجزائريين بدخول المعهد الموسيقي المركزي، فوجد في هذه البناية الاستعمارية، المكان المثالي للتعبير عن فنه. وكان أول جزائري يجتاز أبواب المعهد الموسيقي بالجزائر في عام 1925. صوته التينور أثار الإعجاب إلى درجة أنهم أعطوه فرصة للانضمام إلى المعهد الموسيقيّ ".
وأضاف المتحدث: "لن يكون الطابق الأرضي للمبنى تجارياً خالصا، وإنما سيكون ثقافياً بالأساس. لن نبيع القهوة بسعر 400 دينار، بل بسعر معقول؛ لأن هدفنا هو تعزيز هذا المكان. في الوقت الحالي، يُفتح هذا المكان، فقط، في عطلات نهاية الأسبوع، لكننا نفكر في فتحه يومياً في المستقبل، لما تُفتح محلات الحرف الموجودة في البناية".