في سبعينية هجومات 20 أوت 1955
منعرج حاسم جنّد الشعب وهزم مخططات سوستال
- 251
مريم. ن
تناولت ندوة "الذكرى الـ70 لهجومات 20أوت 1955، بطولات في الذاكرة" التي أقيمت بالقاعة الكبرى "آسيا جبار"، تفاصيل هذه الأحداث التي راح ضحيتها آلاف الجزائريين الذين تعرّضوا للقصف والتقتيل في وضح النهار، كما بيّنت أنّ ما جرى أكّد انخراط الشعب الجزائري في صفوف الثورة ومساندته لها.
أشار منشط الندوة الدكتور احسن تليلاني إلى أنّ هذه البطولات كانت منعطفا حاسما في تاريخ الثورة وأعطتها صدى عالميا حيث أدخلت القضية الجزائرية لأروقة الأمم المتحدة لأول مرة مع تحقيق أهداف أخرى، قاد الهجومات الشهيد زيغود يوسف بالشمال القسنطيني الذي كان أكبر عمالة (مقاطعة) جزائرية حينها تمتدّ من سوق الاثنين ببجاية وجزء من سطيف إلى قسنطينة وميلة وجيجل وسكيكدة وقالمة وعنابة وحتى الحدود الشرقية مع تونس.
الهجومات حركت الشعب وهدّدت النظام الكولونيالي
تناول الكلمة الأستاذ الأمريكي تيرانس بيترسون (أستاذ التاريخ الحديث بجامعة فلوريدا الدولية)، وهو مختصّ في تاريخ الثورة التحريرية وكتب عنها، وقال إنّه نه فخور بحضوره صالون الكتاب والاحتفالات بعيد 1نوفمبر، مستعرضا بالمناسبة تأثير هذه الأحداث وأثارها على فرنسا الكولونيالية، ونجاحها في تحريك الشعب الجزائري لمواجهة فرنسا ونظامها الاستعماري الذي من أركانه الكولون الذين مارسوا الرعب على الجزائريين، وبالتالي تحوّلت هذه الأحداث لكابوس أزعج فرنسا بعدما إدّعت أنّ الذين يتعاونون مع جيش التحرير كانوا مرغمين على ذلك نتيجة التهديد، فجاءت الهجومات لتفنّد هذه الخرافة وتؤكّد أنّ الشعب ملتحم مع قيادة ثورته وجيشه .من أكاذيب فرنسا التي استعرضها الضيف الأمريكي قتل المجاهدين للفرنسيين العزل المدنيين، والحقيقة أنّه عبر 30 مدينة شهدت الأحداث لم يُقتَل الفرنسيون، بينما التقتيل جاء من آلة الدمار الفرنسية لتقتل دون تمييز، علما أنّ الجيش الفرنسي، كما أكّد، اعتاد على الجريمة منذ زمن والتي كانت دوما مسلّطة على الشعب الجزائري.
السقوط في يد اليمين المتطرف
بدوره، تحدث الدكتور فؤاد سوفي عن الهجومات متوقّفا عند الحاكم العام جاك سوستال الذي استولى عليه مستشاروه اليمينيون المتطرّفون وأقنعوه بالعنف، وكأنّ التاريخ الفرنسي، يضيف، يعيد نفسه اليوم بفرنسا .بالمناسبة، دعا المتدخّل إلى ضرورة الخروج من دائرة الذاكرة إلى التاريخ بالسردية والنصّ الجزائري، والنبش في تاريخ نوفمبر الهام الذي لم يسقط من السماء بل صنعه رجال ثوار ومناضلون .
أما الدكتور علاوة عمارة من جامعة "الأمير عبد القادر" بقسنطينة، فتساءل "هل هذا التاريخ هو هجمات أم جرائم؟"، مستبعدا في نفس الوقت أن تكون الهجمات فكا للحصار عن الأوراس أو تضامنا مع نفي الملك محمد الخامس وهو ما تبيّنه وثائق أرشيف جيش التحرير وإنما كانت تكليفا بقطع الطريق أمام ألاعيب سوستال، للشهيد زيغود يوسف من قيادة الثورة لشنّ هجمات ينخرط فيها الشعب لدحض الدعاية الفرنسية وكذا قطع الطريق أمام سوستال للتفاوض مع أي طرف خارج قيادة الثورة لمجرد تهدئة الأوضاع.
وذكر المتدخّل أنّ المجازر التي انتشرت عبر العالم كان وقعها أكبر من الهجومات نفسها بفضل الصور المسرّبة خاصة مع المصوّر جورج شاسان، وبعدها بعقود عرى بول أوساريس ما جرى من خلال مذكراته (معركة القصبة في 2001) وتأكّد مقتل أكثر من 13 ألف جزائري. النقاش كان ساخنا وتوالت الأسئلة خاصة على المؤرخ علاوة الذي دافع عن طرحه، كما حياه الدكتور سوفي على تمكّنه من دراسة العصر الوسيط الذي نحتاجه أيضا كي لا نهتزّ عندما يتّهمنا العدو بأننا لم نكن أمة ودولة .