جامعة سكيكدة تناقش الأدب النسوي
من لعنة الإيديولوجي إلى فتنة الجمالي

- 577

احتضنت قاعة المحاضرات الكبرى "عبد الحميد مهري" بجامعة سكيكدة، أوّل أمس، الملتقى الوطني الأوّل الموسوم بـ "الأدب النسوي الجزائري: من لعنة الإيديولوجي إلى فتنة الجمالي"، نظّمه قسم اللغة والأدب العربي بكلية الآداب واللغات بجامعة 20 أوت 1955، نشّط أشغاله حضوريا وعن طريق تقنية التحاضر عن بعد (الزوم)، عدد كبير من الأساتذة والدكاترة والباحثين من مختلف جامعات الوطن.
على مدار يوم كامل، ناقش المشاركون جملة من المحاور منها، إشكالية المفهوم والمصطلح، وجدلية الهامشي والمركزي في الأدب النسوي، تأنيث القصيدة: مطارحات في الشعر النسوي، الرواية النسوية ما بعد الكولونيالية: الموضوعات والخصائص، إلى جانب نظرية الأنساق الثقافية في الرواية النسوية، وثيمة الجسد في السرد النسوي المعاصر وكذا الرواية النسوية الجزائرية الفرانكوفونية: من منفى اللغة إلى رحابة المعنى والسرد النسوي والخيال العلمي، واستيتيقا (esthétique) النقد النسوي.
وعن أهمية الملتقى، أوضحت رئيس الملتقى الدكتورة نجوى بوقدوم لـ«المساء"، أنّ أهميته تكمن في سعيه الحديث إلى التأريخ أوّل الأمر للأدب النسوي الجزائري ومنه استخلاص موضوعاته وقضاياه وهواجسه وإفراز جماليته، واستقراء أساليبه وبنياته، وتعريف القارئ بأعلامه ورائداته، مع محاولة الربط ما بين الأدب النسوي الجزائري والأدب النسوي في بعده الكوني والعالمي، ومن ثمّة كما أضافت، الإسهام في التأسيس لمعجم ببليوغرافي في الأدب النسوي الجزائري، يكون بمثابة مصدر يوفّر للباحث مادّة علمية رصينة.
وخلال الأشغال، رأى المشاركون في الملتقى من خلال مختلف المداخلات البحثية والمحاضرات التي قدّموها، بأنّ الأدب النسوي باختلاف مصطلحاته وبتعدّد مسمياته، أثار جدلا كبيرا على الساحة النقدية الغربية والعربية على حدّ سواء، وأجمع الكثير من المختصّين، أنّ الأدب النسوي، هو ذلكم الأدب الذي يتحسّس واقع المرأة ويصف معاناتها ويعكس آمالها وآلامها وطموحاتها، كما يصوّر صراعها المرير ضدّ الهيمنة الأبوية، كما يفضح الممارسات الذكورية التي تتعامل مع المرأة بكثير من الاستعلاء والتهميش ولا يرون فيها غير متاع ومتعة، واعتبر الباحثون، بأنّ المرأة الجزائرية لم تكن بمنأى عن هذا الضجيج وعن ذلك المخاض العسير الذي أفرز في آخر المطاف، أدبا تكتبه المرأة عن نفسها أو يكتبه الآخر المختلف الذكوري عنها، وانجرّ عن ذلك الوضع أن ظهرت أقلام نسائية جادّة ومتعنّتة أرادت أن تتخطّى حواجز الخوف والتردّد والارتباك وأن تتجاوز عقد النقص ولعنة الخطيئة التي رافقتها من البدايات الأولى، حيث تحوّل الأدب النسوي من الكتابة النسوية إلى الأدب النسوي، لتقتحم المرأة عالم الكتابة ومن خلاله عالجت أهم القضايا لتتحوّل من أدب هامشي إلى فتنة الجمالي.
ويرى الأستاذ الدكتور عثمان رواق عميد كلية الآداب واللغات بجامعة سكيكدة خلال حديث مع "المساء"، أنّ الكتابة النسوية تعتبر من أهم الأدوات التي تعكس تجارب النساء وتحدياتهن في المجتمع، كما تسعى إلى تفكيك الهياكل الأبوية وإعادة تعريف الأدوار الاجتماعية والثقافية للجنسين، ومع ذلك، كما أضاف، تواجه الكتابة النسوية العديد من التحديات في الواقع خاصّة في المجتمعات التي تسودها الثقافة الذكورية أو تفرض قيودا على حرية التعبير. في ظلّ هذا الزخم، أصرّ المشاركون في ملتقى سكيكدة الوطني على الإجابة عن ماهية الأدب النسوي وموضوعاته وقضاياه وجمالياته وكيف كان إسهام المرأة الجزائرية فيه مع محاولة تسليط الضوء على جملة من الإشكالات ذات علاقة بخصائص الأدب النسوي.